قبس من المتقين للشاعر فاضل عباس هلال

رياحُ المعالي تُديرُ السَّفينْ
لشطِّ الأمانِ ودنيا اليقينْ

وتحملُ في جُعبةِ المكرماتْ
جميلَ الصفاتِ مِنَ المتقينْ

فأهلُ الفضائلِ إنٔ رمتهمْ
وقولُ الصوابِ ولبسُ الحنينْ

ومشيُّ التواضعِ أخلاقَهم
فيوضاتهم طاعة كالمعين

وغضوا عن القبح أنظارهم
وأسماعهم فهي علم دفين

نفوس بهم ناضحات الصفاء
تطير اشتياقا لقرة عين

فرب عظيم بهم ساكن
أفاض عليهم نعيم السنين

يذوبون في الحب لا يسأمون
وتعلو بهم نبضة الأقدسين

فأرواحهم قد رأت للجنان
نعيما مقيما بيوم حزين

ودارت إلى النار في عالم
من الخوف لا ناصرا أو خدين

جسوم نحيفة مأمونة
قلوب حزينة لا لاتلين

وتلبس صبر الليالي الطوال
لتنعم بالمجد لا بالمهين

وآي التلاوة أورادهم
يداوون داء بهم كالمشين

سقوا ظنهم من وفير اشتياق
فكانوا صنيع الكتاب المبين

يمنون أنفاسهم والقلوب
بما عفروا من ندي الجبين