تقرير: خطباء المآتم – محرم 1438 هـ

img_5518

اختلاف الأفكار والأطروحات حالةٌ طبيعيةٌ تُثري المجتمع بالعلم والمعرفة اللازمة، وهكذا هو الحال في عاشوراء فتعدد الخطباء والمُبلغين فرصةٌ لطرح الآراء الفكرية ووضعها تحت مجهر البحث والنقاش حتى تتمكن الأمة من إختيار طريقها المناسب دون وصايةٍ من أحد.

عشرة مآتم في قرية النويدرات استقطبت تسعة عشر خطيباً، تنوعت بينهم المدارس الفكرية لتُعطي للمستمع محاضراتٍ مختلفةٍ مزجت بين الواقع الشيعي الماضي سيما في النهضة الكربلائية والحياة المعاصرة لشيعة أهل البيت.

الملاحظ في هذا العام على مستوى قرية النويدرات وهو قوة تواجد الخطيب البحراني الذي كان حضوره مكتسحاً الساحة الخطابية، وبشكلٍ مميز بتواجد نخبة من الخطباء المعروفين أمثال الشيخ حمزة الحواج والشيخ محمد القشعمي والسيد موسى البلادي والشيخ معروف العكري والشيخ عبدالله الديهي.

img-20161007-wa0092

وحول هذا الموضوع تحدث الأستاذ ميثم الشايب قائلاً: تزخر قريتنا الحبيبة بثلةٍ من الخطباء المفوهين الموفقين لخدمة المولى أبي عبدالله الحسين عليه السلام، والحائزين على شرف إبكاء المؤمنين على هذا المصاب الأليم ومواساة بقية الله عجل الله فرجه الشريف. هؤلاء الخطباء يجتمعون على مشتركات بينهم، يمكنك ان تحصل عليها عند حضورك لأيٍّ من مجالسهم كالسرد التاريخي لسيرة الإمام الحسين عليه السلام، وإنشاد الشعر والأبيات الرثائية المتعارفة، وإن كان الأمر متفاوت فيما بينهم.

كما تطرق الأستاذ إلى نوعية الخطباء في الموسم العاشورائي بالقول: أما إن أردنا وضع تصنيفٍ لخطبائنا من حيث قدراتهم فيمكننا وضعهم على ثلاث فئات غير مستقلة ، بل يمكن أن تتداخل فيما بينها على النحو التالي: الفئة الأولى: هم الخطباء المهرة في أدرار الدمعة من عين المستمع بأسلوبهم المفجع ولحنهم الشجي وطريقتهم اللينة في استمالة القلوب، هؤلاء الخطباء عادة ما ينجذب إليهم عدد كبير من المستمعين. الفئة الثانية: هم الخطباء الاجتماعيين، وهم من يستميلون بطرحهم مواضيع اجتماعية تربوية هادفة فكر المستمعين، داعين للوقوف على المشكلة ومواجهتها وإيجاد حلول مناسبة لها بما يعود بالسعادة للفرد والمجتمع. أما الفئة الثالثة: وهم الخطباء المفضلين لدى شريحة كبيرة من مجتمعنا، وهم أولئك القلة من الخطباء الباحثين المحققين، الذين يثرون فكر المستمعين بمجموعة من المعارف العقائدية والأخلاقية والفلسفية المهمة التي تسمو بالإنسان لمعرفة نفسه وما حوله.

وفي ختام حديثه تحدث الأستاذ عن نقطة مهمة هي: نحن كمتلقين ومستمعين فما علينا سوى التنقل من مأتم إلى مأتم ومن حسينية إلى أخرى لننهل من عذب رحيق هذه المجالس بتنوع ما يطرح فيها، قاصدين التقرب لله سبحانه، مواسين لآل رسوله صل الله عليه وآله لاسيما مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.

img_7344

img_5492

img_8259

شارك برأيك: