عبدالمهدي عاشور: المضائف وسيلة لإيصال غاية، وثمانين بالمئة من عملها ممتاز

بعد أن أصبحت المضائف حديث الساعة لدى الكثيرين، ألتقى موقع بوابة النويدرات بالحاج عبدالمهدي عاشور حرم، الذي يُعد من المعاصرين للمضائف الولائية منذ ثلاثين سنة تقريباً، سألناه عن رأيه في المضائف وطرحنا له الآراء المضادة لها، وأجابنا بكل رحابة صدر.

img_2376

– في البداية، ما هو رأيك بالمضائف بشكل عام ؟
المضائف وسيلة لإيصال غاية، وهي خدمة الإمام الحسين عليه السلام، هناك من يخدم الحسين في لجنة العزاء، هناك من يخدم بتركيب السواد، هناك من يخدم الحسين عبر المضيف، كل هؤلاء يخدمون الإمام الحسين، إذاً المضائف هي من مصاديق الخدمة الحسينية.

– كيف تقيم مضائف القرية خلال أيام عاشوراء ؟
يمكنني القول أن ثمانين بالمئة من عمل المضائف ممتاز، من عدة نواحي: الترحيب الحار الذي يقوم به العاملين في المضائف، نوعية الطعام المقدم، الاحترام الكبير في التعامل وغيرها من الأمور.
حتى إنه دار حديث بيني وبين أحد العمال الآسويين يقول أن الحياة في شهر محرم مختلفة، وعندما سألته عن أوجه الاختلاف بين محرم والأيام الأخرى، قال نحن نأكل كل وجبة من المضائف، وهذا يدل على عمل المضائف الكبير خلال هذا الأيام.

– ما هي إيجابيات وسلبيات المضائف من وجهة نظرك ؟
السلبيات قد تكون كثيرة ولكن لا أريد الحديث عنها، دعنا نتكلم عن الإيجابيات، أولاً هناك أشخاص يعيشون من وراء تلك المضائف وهذه أهم نقطة، ثانياً تلك المضائف تعطي حيوية للمكان وتشعر الناس بالحدث الحاصل.

2016-10-15_06-44-35

– هناك دعوات من بعض الأشخاص بضرورة الحد من المضائف وإغلاق بعضها بحجة عدم الحاجة إليها، ما رأيك في ذلك ؟
كما أسفلنا بالقول أن المضائف من مصاديق الخدمة الحسينية، إذاً أنت عندما تغلق مضيف كأنك تقول توقفوا عن خدمة الإمام الحسين عليه السلام، ثم إذا أغلقت مضيف بحجة أنه لا داعي له، غداً سوف تغلق الثاني والثالث، وعندها سترى أن جميعهم لا داعي لهم.
نفس الحال بالنسبة للعزاء، قد يقول البعض لماذا العزاء يبدأ من يوم حادي، دعوها خمسة أيام فقط، ثم سيقول دع العزاء من يوم سابع، شيئاً فشيئاً إلى أن يصبح العزاء في يوم العاشر فقط.

– حسناً، بعض المضائف تقع بجانب بعضها، لدرجة أن هناك مضيفين أو ثلاثة لا يفصل بينهم إلا بضعة أمتار، ألا يجب إزالة أحدهم أو الدمج بينهم على الأقل ؟
الدمج خيار صحيح، لأن المضيف سيكون باقي، لكن من يوافق على هذا الخيار، من يقبل بأن يغلق مضيفه وينضم لمضيف أخر ومجموعةٍ أخرى قد لا يكون على توافق معها في الرؤى والأفكار والأسلوب وطريقة العمل، لذا من الممكن أن يطرح هذا الأمر على أصحاب المضائف ولكن في حال عدم موافقهم يجب عدم إجبارهم على ذلك، لأنه قد يغلق مضيفه من غير اقتناع.
كما يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن طريقة عمل كل مضيف تختلف عن الآخر، مثلاً مضيف فارس عودة يُقدم كوفي وسندويشات فقط بينما مضيف الإمام الحجة يقدم مأكولات مختلفة تماماً، وهذا الاختلاف قد يسبب مشاكل في حال تم دمج مضيفين أو أكثر.
ثم إن كثرة المضائف تشعر الناس بعاشوراء، الآن الأعلام والرايات المرفوعة كثيرة وفي كل مكان، لماذا لا تطبق ذات الأمر وترفع علماً واحداً وبعد مسافة علماً آخر، لماذا جميعها في جانب واحد، نفس الأمر ينطبق على المضائف.

– ما رأيك في من يقول أن المضائف بؤرة لإضاعة الوقت وتمنع الشباب من الذهاب للمآتم ؟
إذا كان الشخص في قرارة نفسه لا يريد الذهاب للمأتم فلن تستطيع تغيير رأيه، هنا يأتي دور التوعية، لأن إغلاق المضيف لا يعني الذهاب إلى المأتم، فمن الممكن أن ينعزل في منزله وقد تراه يذهب لمكان آخر ربما لا يكون بالمناسب له، دعه جالساً في المضيف خصوصاً إذا لم تكن وراءه أذية، لعله يشارك في الخدمة الحسينية.

– فكرة إغلاق المضائف وقت القراءة في المأتم، كيف ترى هذه الفكرة ؟
بالنسبة لقريتنا لا تصلح، لدينا عشرة مآتم تبدأ من الساعة السابعة وتنتهي عند الحادية عشر، لا تستطيع غلق المضيف طوال هذه الفترة، لكن هناك من يطبق فكرة تشابها كمضيف عشاق أهل البيت عليهم السلام يفتحون بعد الصلاة مباشرةً ويقومون بتوزيع ما لديهم من المأكولات والمشروبات بعدها يغلقون أبواب المضيف، ويضعون ترمس الماء والعصير في الخارج.

img-20161002-wa0091

– طرحت فكرة هي أن تتحول المضائف من غذاء للبطون إلى غذاء للفكر والمعرفة، وذلك عبر عمل محاضرات وندوات تنمي العقل ؟
المضائف دورها الأول هو تقديم الطعام والوجبات للمعزين، المحاضرات مكانها المأتم والقاعات الخاصة، لكل شي دوره لا يمكن أن نخلط بين الاثنين، حيث أن كلمة مضيف تعني الضيافة، والضيافة هي تقديم الطعام، فلا نخلط بين الأمرين.

– ألا يجب أن يكون هناك تطور في عمل المضائف ؟
التطور أمر لابد منه، لكن هذا المضيف الذي يضع كأس الشاي والماي فقط، لا يوجد لديه أكثر من ذلك ليقدمه، لأنه لو توفرت له الإمكانية لقدم أكثر من ذلك، رغم ذلك ترى إن المعزين عندما يحضرون دائما ما يرددون عبارة “رحم الله والديك” وهذه كفيلة بأن يسعى المضيف لتقديم كل ما لديه في سبيل خدمة الناس.

img-20161012-wa0024

– كلمة أخيرة توجهها للمضائف الولائية ؟
جزاكم الله خير الجزاء لما تقدمونه، ونشد على أيديكم للمواصلة في طريق الخدمة الحسينية، ولنسعى معاً لزيادة المضائف بأفضل صورة لنقدم عملاً راقياً يليق بأهل البيت سلام الله عليهم.

2 تعليقات

  1. فكرة المضائف فكرة جميلة، وهي اساسها العطاء في سبيل الامام الحسين(ع)، وكنت اتمنى لو ينوعون في افكار خدمات بعض المضائف كمثل: (توزيع كتب وكتيبات واشرطة حسينية، استقبال بعض المضيفات للثياب وتقديمها للفقراء والمحتاجين باسم الامام الحسين(ع))، وهناك العديد من الافكار التي تطور من فكرة المضائف من (تقديم الاكل والمشروبات الى تقديم خدمات اكبر للمجتمع)..

  2. المضيفات في القرية اغلبها سلبيات . فهي اولا مضيعة لوقت الشباب الذين يهوون التسكع اثناء القراءة في الماتم فالمضيف وفر لهم المكان حيث يضحكون و يتحدثون و هذا مما شاهدته بنفسي فاصبح المضيف اشبه بالمقاهي الشعبية . المضيفات كذلك خلقت زحاما في الطرقات في وقت الشوارع تضيق بالسيارات و الناس و جاء المضيف كي يزيد الطين بلة . ثم ان الماتم في السابق و الحاضر هي من تهتم باطعام المعزين و هناك فائض فما الحاجة من تلك المضيفات المنتشرة ؟ الا ان تكون اسرافا او تبذيرا ! ثم ان المضيف بالاصل هو لخدمة المعزين في الموكب او الماتم وليس لكل من يمر بالطريق ! ليس كل من في الطريق يصدق عليه لفظ معزي . فالافضل ان يفتحوا فقط وقت مرور الموكب فقط فهنا سيكسبون اجر خدمة المعزين باسقائهم الماء او العصائر . و يطول الحديث في اشكالات و سلبيات هذه المضائف .

شارك برأيك: