قرية فاران البحرانية المندثرة حلقة ١

يوسف مدن

المقدمة

وفي هذه الحلقة وصلنا إلى محطة أكثر صعوبة بالنسبة إلينا لعدم توافر مادة معرفية وافية تهيؤنا لمعالجة بحثية موثقة ودقيقة عن التاريخ الثقافي لقرية فاران البحرانية، وقد شعرنا قبل البدء في تدوين مادتها المعرفية التاريخية بالتعثر، ولكن مع ذلك آثرنا أن نحفر في صخر حتى نصل إلى حد أدنى من المعرفة التاريخية عن تطور الحياة الثقافية في قرية ((فاران)) التاريخية إبان القرون الهجرية الأربعة الممتدة من القرن العاشر إلى القرن الثالث.

e9af8b0e31f06273fb5fd1a3720f8604

لقد تفاوتت حظوظ القرى البحرانية في تدوين المادة التاريخية عن نشاطاتها الثقافية في الفترة المذكورة، وقد وصلتنا نحن المتأخرين مادة واضحة، بل وشديدة الوضوح عن بعضها، وما يزال تراث بعضها غامضاً ومنقوصاً بدرجة كبيرة، ولعل وراء هذه الحالة أسباب يأتي في صدارتها مدى الجهد الذي بذله العلماء وبخاصة علماء كل قرية على حدة في سعيهم لتدوين نشاطها الثقافي، وكذلك مدى نجاح العلماء في تحقيق شهرة داخل وخارج بلادنا البحرين تساعده على الوصول للناس، فمنهم من نجح بينما أخفق آخرون، وهذا ترك أثراً في حجم انتشار تراثهم الثقافي، ونلحظ على أساس ذلك أن علماء قرية كالدراز أكثر شهرة من علماء قرية أخرى.

ويدخل في سياق هذه العوامل نسبة ضياع مصنفات علمائنا في فترة عصيبة عاشها المجتمع البحراني أو تلفها على أيدي الغزاة والظالمين بمختلف أشكالهم أو مدى جهدهم في العمل على نشره وترويجه.

إنَّ قرية ((فاران)) كسائر القرى الشيعية البحرانية اندمجت خلال ماضيها التاريخي في دعم الحركة الثقافية التي كانت تشهدها البحرين في الفترة المذكورة، وبرزت هذه الحركة في مظاهر ثقافية سنمر عليها في تضاعيف الدراسة من قيام مدرسة علمية في فاران، وبروز حركة وجود فعلي لبعض علمائها، وظهور أدوار وعمليات ثقافية في وسطها الداخلي، ومدى تدرج هذه الأدوار في تحقيق مستويات علمية وتتابع خطواتها العلمية المتصلة، وهي خطوات متعاقبة في التكوين والمتابعة بحيث تؤسس فيها كل خطوة لاحقة على الخطوات السابقة.

ومع أن المادة التاريخية التي استخدمناها في نسج خيوط هذه الحلقة البحثية هي مادة قليلة كما ستلاحظ عزيزي القارئ إلاَّ أننا بحمده سبحانه وتعالى مضينا ببطء ونجاح في التكوين والإعداد، وواجهنا فعلياً صعوبة في توثيق جوانب عديدة من النشاط الثقافي في فاران، وتعذر على ضوئه تدوين مادة مكتملة أو قريبة منها، بيد أن عمليات الحفر في تاريخها الثقافي وتاريخ شقيقاتها من قرى البحرين هو ضرورة وطنية وحضارية لإعادة كتابته وتأسيس معرفة تاريخية عنه.

فاران في اللغة

طالعنا مصدرين من معاجم اللغة هما المنجد والمعجم الوسيط فلم نجد اللفظ ذاته ((أي لم نعثر على كلمة فاران)) بالرغم من استخدامه في أحد الأدعية، وبذلك تعذر علينا معرفة المعنى اللغوي لكلمة فاران في المعجمين المذكورين، وكل ما عثرنا عليه هو لفظ ”فرن” وجمعها أفران، وهو لفظ قريب منه ولكن لا يتحد معه في المعنى، فكلمة ”قرن” – كما يعلم القارئ الكريم تعني ”التنور” الذي يُخبّز فيه أو مكان إعداده، وهناك فرق واضح بين الفرن وفاران، فالأول لفظ واضح المعنى والدلالة، أما لفظ ”فاران” فما نزال نجهل معناه بالرغم من استخداماته في بعض الأخبار الدينية.

فاران.. التسمية

تتميز هذه القرية باسمها التاريخي كسائر القرى البحرانية، فكل قرية تنفرد على حدة باسم معين خاص بها سواء عَلِمَ الناس بمعناه ودلالته أم لم يدركوا ذلك، وهناك في تاريخنا الوطنى تقارب لفظي وتشابه في أسماء بعض القرى ومنها على سبيل المثال التشابه اللفظي بين قريتي بربورة وبربري [1]، أو بين بلدة ((القُرْيَة)) بجزيرة سترة و بلدة ”القُريَّة” المجاورة لقرية الجنبية في الجهة الغربية الشمالية من البلاد، لكن قرية فاران تتميز مثل عشرات القرى البحرانية باسمها التاريخي الخاص، فلا توجد قرية بحرانية قريبة لفظياً من اسمها، وهي تنفرد بهذا الاسم التاريخي منذ لحظة نشأتها الأولى الذي نجهله لسوء الحظ.

ومع أنه لا توجد وثائق بين أيدينا تبين العلاقة بين تسميتها بـ”فاران” واسم هذا الجبل، إذ لم نجد إشارة إلى صلة بين تسميتها واسم هذا الجبل في أحد مصادر دراسة التراث الثقافي لعلماء البحرين إلا أنه لا يستبعد أن يكون اسمها مشتقاً من هذه التسمية أو أنَّ للتسمية ظرف تاريخي لا علم لنا به، ولكن الصلة بين اسم القرية واسم جبل فاران فرضية منطقية، فلعل الناس أسموا قريتهم بهذا الاسم تيمنّا باسم هذا الجبل الكائن في مكة، ومن الناحية الدينية أرض مقدسة.

وربما يكون لهذه التسمية صلة باسم جبل في مكة المكرمة، حيث يوجد في المدينة المقدسة جبل يطلق عليه ((جبل فاران))، ويبقى للتسمية ذات صلة باسم جبل يعرف بـ”جبل فاران” المذكور في دعاء السمات الذي يقرأه الشيعة الإمامية، وهو جبل كلَّم الله فيه سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، ولعل لهذه التسمية ذات صلة بينها وبين استخدامها كاسم لقرية أو بلدة تاريخية في البحرين ونقصد أوال.

المكون البشري للبلدة

وجدنا من أحد الأبيات الشعرية أن أبو البحر الخطي القطيفي البحراني قد عبَّر عن مجتمع البحرين في زمانه بالقرن العاشر الهجري بـ”أهل البحرين [2]”، واستوحينا من تعبيره بأن المجتمع البحراني كان في أساسه مجموعة من القرى بعضها صغيرة، وبعضها الآخر متجاورة ومتداخلة تتجمع في كيان أكبر يسمى ”بلدة” أو مدينة، وينطبق هذا على بلدة فاران، فهي مجتمع مكون من ثلاث قرى كما توحي عبارات بعض علماء التراجم البحرانيين، فعندما يعرِّف الشيخ إبراهيم المبارك قريتي القريَّة والجنبية يذكر أنهما من فاران، وتبقى الإشارة إلى قرية ثالثة باسم فاران نفسها، والله سبحانه أعلم بحقيقة الحال، وبذلك يتكون مجتمع فاران (أي مجتمع البلدة الكبرى) من قرى ثلاث صغار هي فاران الصغيرة، والجنبية والقريَّة، لهذا تجد مثلاُ الشيخ إبراهيم المبارك يقول وهو يعدد بعض قرى البحرين: ” (قريّة مصغَّر، قرية من فاران [3]).

ومرة أخرى ذكر العلامة الشيخ إبراهيم بن ناصر المبارك التوبلاني البحراني بلدة ((فاران)) حين أتى في سياق كلامه على ذكر قرية الجنبية فقال وهو يعرِّف لنا قرية الجنبية التابعة لفاران القديمة التاريخية: ”الجَنَبِيَّة بفتح الجيم والنون وكسر الباء الموحدة من تحت، وتشديد الباء المثناة من تحت مفتوحة، من قرى فاران [4]“، وتدل كلماته في النصين على أن قريتي ((القريَّة والجنبية)) مكونان أساسيان لمجتمع فاران الذي يوحي بأنها بلدة كبيرة قديماً وبخاصة في عصر الخطي شاعر البحرين الكبير، وتمتد حدودها إلى القرى التي جعلت المبارك يشير في عباراته لقرى فاران المكونة من فاران نفسها والجنبية والقريَّة المتجاورة في منطقة جغرافية واحدة، وقد اندثرت فاران الصغيرة وبقيت القريتان.. الجنبية والقريَّة.. مع تمدهما جغرافياً بانتقال عوائل من القريتين للأرض التي كان يسكن عليها أهالي فاران الصغرى بعد فرارهم أو تحولهم لمجتمعات قروية أخرى.

الموقع الجغرافي والأثري الحضاري للقرية

تكشف الخريطة التي صممها احد البحاثة البحرانيين المهتمين بالتراث الثقافي البحراني وترويجه عن ظاهرة بارزة هي انتشار مجموعة كبيرة من القرى في البحرين في الجزء الشمالي والغربي من البلاد، ويمتد هذا الانتشار إلى الوسط على امتداد يصل هذه القرى بين بربورة في شرق البلاد بالقرب من جزيرة سترة إلى قرى المنطقة الغربية وبخاصة قرية كرزكان [5]، وانتشار عدد من القرى في هذا الوسط ما يزال بعضها قائماً إلى زماننا، واندثر بعضها الآخر كما قال الشيخ النبهاني [6]، وهذا ما تسميه بعض مصادرنا البحرانية بمدافن عالي الممتدة إلى الرفاع [7]، والتي تقع فيها التلال العظيمة [8] ومدافن عالي المشهورة.، وفي هذا الموقع الأثري نشأت حضارة ديلمونية، وتجددت في أشكال أخرى من الحضارات التي عرفتها البلاد، واتصلت بنهضة ثقافية كبرى في القرون الهجرية الأربعة ما بين القرن العاشر والقرن الثالث عشر، وبذلك فإن القرية عبر امتدادها التاريخي الحضاري ليست بيئة معزولة عن أجوائها الثقافية، فعلى امتداد تاريخ طويل عاشت فاران إرثاً ثقافياً وحضأرياً، وامتزج بتراث روحي خصب بعد دخول الإسلام طوعاً للبحرين وإيمان قلبي بقيمه وتعاليمه جعل النبي صلى الله عليه وآله يسميهم بخير أهل الشرق.

وإذا تأملنا هذه الخريطة التي ربما تعود إلى القرن الثاني عشر الهجري وأبعد فإن فاران – رغم اندثارها في فترة متأخرة – تعتبر قرية بارزة في المثلث الواقع في الزاوية الشمالية الغربية للبلاد، ويتضح من الخريطة أن قرية فاران تقع – في منطقة أثرية ديلمونية – على شمال قرية الجنبية الحالية وجنوب قرية بني جمرة، وفي الشمال الغربي من قرية سار، وهي.. أي قرية فاران.. تقع تقريباً في موقع أراضي القريَّة الحالية، وجميع هذه القرى تشكل فاران التاريخية القديمة في زمان أبي البحر الشيخ جعفر الخطي وبعض القرى التي ذكرها في ديوانه كالجنبية وسار، وتقع كلها في مثلث الجزء الغربي – الشمالي من البلاد.

b176281bceb380164ce9ca7ab4868b61

استنتاجاتنا من الخريطة:

  1. وجود قرى منتشرة في القسم الشمالي – الغربي للبلاد ومنها كما في الخريطة قرى الدراز وبني جمرة وفاران وسار والجنبية، والغريفة، وأبورويس، والمقشاع، وجد الحاج وجنوسان وتوبلي ومري وكتكان، وبوري، وبريغي، وسلماباد وعالي معن، وحويص، وجزيرة النبيه صالح، والخارجية بسترة، والمصلى ومشهد، والبلاد القديم، وأبو بهام، ومني ومروزان، وكرانة والنعيم، والحورة، ومقابا والماحوز، والدونج، وهلتا، وأم الحصم، والقدم وجد حفص، والشاخورة والحجر، وعسكر وبربورة والعكر في الساحل الشرقي.
  2. عدم وجود بعض القرى الحالية على الخريطة في قسمها الشمالي الغربي والساحل الشرقي مثل البديع، الجسرة، سند، القريَّة.
  3. أن القرى الموجودة في الجزء الشمالي – الغربي هي قرى قديمة، ولها عمق تاريخي بعيد، وأما ما كان ظاهراً اليوم من وجود بعض القرى على خريطة البحرين كالبديع والجسرة والقرية وسند والنويدرات والمعامير وغيرها فهي قرى يبدو أنها قد ظهرت قبل مجيء العتوب أو بعدهم بقليل من السنوات أو تلازم وجودهم مع وجودهم.
  4. ربما أغفل مصمم الخريطة وجود قرى تاريخية مثل جد علي التي أنجبت العلامة الكبير وفقيه أهل البيت الشيخ عبد الله الشيخ عباس الستري البحراني رحمه الله.
  5. أنه وراء ظهور قرى واختفاء بعضها الآخر في أوقات متباعدة ظروف تاريخية صعبة صاحبتها كالظلم والعدوان والغزو الخارجي، والاستيلاء بالقوة على أراضي واستيطانها أو النزوح إليها من مناطق داخلية والاستقرار فيها هروباً عن مناطق تستهدف بالعدوان الداخلي أو الخارجي.

مصادرنا البحرانية لدراسة جانب من تاريخ القرية

عالجت أوضاع قرانا البحرانية ما اندثر منها وما هو عامر حتى الآن مجموعة من المصادر البحرانية، واتجه بعض الدراسات إلى الأخذ بطريقة علم التراجم كما في فهرست الشيخ الماحوزي واللؤلؤة للشيخ يوسف العصفور، واتجهت أخرى نحو الكتابة الأدبية والتاريخية كما في ديوان الخطي والكتابات المعاصرة التي تبنت الدفاع عن تراثنا الوطني ومنها ما كتبه الشيخ إبراهيم المبارك التوبلاني البحراني الذي اعتمد طريقة السرد التاريخي حتى في ترجمة بعض الرجال الذين مرَّ على ذكرهم، وجمع اتجاه ثالث من هذه الدراسات بالسرد التاريخي وطريقة تراجم الرجال كما في كتاب الذخائر للشيخ محمد علي بن الشيخ محمد تقي آل عصفور الدرازي البحراني، وكذلك كتاب أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين خلال 14 قرناً بمجلداته الثلاثة للنويدري.

وقد انقسمت هذه المصادر إلى نوعين، ونقصد المصادر البحرانية التي تعاملنا معها في هذه الدراسة، وهي التي أشارات لقرية فاران التاريخية العريقة التي كانت إلى عهد قريب عامرة مجموعة من المصادر التاريخية، وهما:

  1. دواوين الشعر العربي كديوان أبي البحر الشيخ جعفر بن محمد الخطي البحراني [9].
  2. ومصادر تاريخية مكتوبة وموثقة تهتم بالسرد اللفظي التاريخي، وتختص بتاريخ البحرين أو تاريخ تراجم الرجال وأحوال العلماء كما في كتب ((أنوار البدرين الشيخ علي بن حسن البلادي، ومنتظم الدرين للعلامة الشيخ محمد علي التاجر البحراني، و حاضر البحرين للشيخ إبراهيم المبارك، )).

وبقدر ما نستطيع سوف نوثق لجانب من تاريخ هذه القرية من مصادر بحرانية محددة تنسحب على المصدرين السابقين، ونأمل أن نكون قادرين على معالجة الإشارات التاريخية من هذه مصادر تاريخ هذه القرية بطريقة الترتيب الزمني التي يتدرج بالمعلومات عن هذه البلدة القديمة ويوثقها بمزيد من الإثارة الفكرية.

لماذا مصادرنا البحرانية؟

ذكرنا بطريق غير مباشر في عنوان هذه الدراسة أننا سنحاول الاعتماد على مصادر بحرانية في تدوين مادتها الثقافية، وبالتأكيد فإنَ ثمة أسباب حملتنا على اعتماد مصادرنا البحرانية لدراسة التاريخ الثقافي لبلدنا وبخاصة تاريخ قراها في فترة عصر النهضة الذي حددناه بالقرون الهجرية الأربعة من القرن العاشر الهجري حتى الثالث عشر.

ونوجز هذه الأسباب فيما يأتي:

  1. إن مصادرنا البحرانية وبالذات الإمامية (مع بعض الاستثناءات) هي دراسات لا تذكر القرى البحرانية فحسب وإنما تجاوزت ذلك إلى دراسة التاريخ الثقافي لقرانا في مصادر غير بحرانية باستثناء المصادر الإمامية القريبة من إقليمنا الجغرافي، فمصادرنا البحرانية تقدم إشارات تفصيلية بدرجة أكبر عن هذا التاريخ المهمل في مصادر غير بحرانية، بل ومغيب تماماً حتى في مصادر بحرانية لا ترغب في ظهور للناس، والأسوأ أن بعضها يحاول ما أمكنه دفنه للأبد.
  2. أن مؤلفي هذه المصادر هم في حقيقة الحال أقرب نفسياً ومعرفياً وروحياً، ولهم دراية بقدر معين بهذا التاريخ الثقافي للقرى البحرانية المغيب عن عمد وسبق إصرار لدى بعض الاقصائيين ومؤرخي الاستبداد، وهذه الحالة في الفهم والقرب النفسي والمعرفي يمنحهم قدرة أكبر على تقديم المادة المعرفية عن هذا التاريخ بشكل أكثر دقة وموضوعية وفهم أكثر واقعية لهذا الإنتاج الثقافي الذي تركه علماء القرية البحرانية في عصر نهضتهم وفي أزمنة سابقة ولاحقة لها.
  3. أن أصحاب المصادر البحرانية يوثقون تاريخهم الثقافي بروح وطنية، وبدون اعتبارات للمصالح الخاصة، فالمحرك الأساسي هنا في عملية عمليات تدوين هذا التراث الثقافي وتوثيقه هو الانتماء الوطني والرغبة في إبراز جهود علمائنا الأبرار، وهذا ما يفتقده بعض أصحاب المصادر الأجنبية [10] التي تستخدم الأبحاث التاريخية والثقافية لمصالح خاصة بهم وبمراكز ضغط وتوجيه غير بريئة في نواياها، ومما ينبغي لفت النظر إليه أن ذلك لا ينطبق بالتأكيد على بعض المصادر غير البحرانية وبخاصة القريبة نفسياً ومعرفياً بالتراث الثقافي لعلماء البحرين لأنهم إنما يكتبون تاريخنا الثقافي وكأنهم جزء من علمائنا، بل هم علماؤنا فعلياً، ويكتبون مادة هذا التاريخ تحت وهج وحدة العقيدة والفكر والمشاعر الوجدانية والتقارب المكاني والشعور بالاندماج معنا في قضية واحدة، وفي وحدة عقائدية وشعورية أو وجدانية.
  4. نود كذلك لمصادرنا أن تأخذ ثقتها بذاتها حتى وهي تعالج قضايا حساسة وطنياً، وتقدم بعض هذه المصادر خبرتها للقارئ البحراني بنحو يساعده على الثقة المتبادلة مع هذه المصادر، كما يتاح لها بعد ذاك عمليات الرصد والمراجعة والتقويم المعرفي للواقع الثقافي الذي أفرزته حركة النهضة الثقافية الكبرى للبحرين ولعلمائها إبان القرون الهجرية الأربعة المتأخرة ما بين (10 – 13).
  5. أن مصنفي بعض هذه المصادر كالشيخ الخطي قد عاش بنفسه واقع الحال في قرية فاران، وكان تعامله المباشر أقوى حقيقة تاريخية في وصف بعض أحوالها.

فاران في مصادرنا الأدبية والتاريخية

وهي موزعة – كما تقدم – في عدد من المصادر ومنها:
ديوان الخطي.
كتب التراجم البحرانية أو التاريخية.

أولاً: القرية في شعر أبي البحر الشيخ جعفر الخطي:

الخطي شاعر بحراني ولد في قرية التوبي بمحافظة القطيف في شرق الجزيرة العربية، وسكن فيما بعد سنوات في جزيرة أوال منذ عام 1000ه حتى عام 1010ه، وظل فيما بعد يتنقل ما بين أوال والقطيف وتاروت ومدن إيرانية مثل شيراز وأصفهان وغيرهما، وفي هذه الرحلات برزت شخصيته الثقافية والروحية ونمت قدراته الأدبية والشعرية.

وقد عشق رحمه الله سبحانه بلاده الثاني ((البحرين)) وكأنها مسقط رأسه حتى قال لو جنَّ على أوال لكان ذلك قليلاً في حقها:

آهٍ وقلَّ على أوال تأوِّهي
فإذا جننتُ بها فغير كثير

فظل ذكره بها لهجاً وبأحوالها، ويذكر قراها وتجاربه وعلاقاته وزياراته لبساتينها، ولعل نمو شخصيته الأدبية وترعرع موهبته الشعرية في البحرين أحد أسباب هذا العشق الوجداني، فقد نشأ في وسط بيئة ثقافية وأدبية تشجع الشعر وتحتضنه، وله مساجلات شعرية مع السيد ماجد بن السيد هاشم الجد حفصي كما تقول بعض مصادر دراسة تراثنا الثقافي [11]، وربما يكون حبه للشعر وشعوره بأثر البيئة الثقافية البحرانية وذكرياته الشخصية من جملة الأسباب التي أنت هذا الحب الجنوني كما وصفه في بعض قصائده لجزيرة ((أوال)) المحروسة، وبقي عليه شآبيب رحمة ربه يذكر أوال والبحرين في قصائده التي ينظمها في شيراز وأصفهان ويرسلها إلى أهله في البحرين.

يقول في مقطع من إحدى قصائده المشهورة [12]:

يا هل ترون لنازح قذفت به
أيدي البعاد لجد حفص [13] إيابا

لو أنَّ (ذا القريتين) أصبح موقداً
زّبر الحديد بحرها لأذابأ

لا تحسبَّن البحرين أنِّي بعدها
مستوطن [14] داراً ولا أصحابا

ما أصبحت شيراز وهي حبيبة
عندي بأبهج من أوال جنابا

ما كنت بالمبتاع دارة سرورها
يوماً بـ(فاران) ولا بمقابا

وقوله في قصيدة ثانية ابتدأ في مطلعها بذكر قرية بوري بقوله:

عج بالمطي في معالم بوري
بمحل لذَّاتي ورّبْع سروري [15]

ثم استمر في أبياته المثيرة يعبر عن آهاته ولوعات أساه ومعاناته الوجدانية في الاجمال، ويختزن في داخله عاطفة وطنية تتدفق حرارة ودفئاً وجنوناً بحب أوال، واخترنا للتعبير عن هذه الحالة الشعورية المخلصة مقطعاً من قصيدته رقم (60) نظمها في حب وطنه أوال، حيث قال صادقاً:

آهٍ وقلَّ على أوال تأوِّهي
فإذا جننتُ بها فغير كثير

ما كنت مبتاعاً أزقَّة فارس
بالفيح من عرصاتها والدُّور

هيهات ما شيراز وافية بما
في تلك لي من نعمة وحبور

بلد تعادل صيفها وشتاؤها
في الطيِّب للمقرور والمحرور

فوفت ببرد حشاشة المحرور
عدلاً ودفءِ مضاجع المقرور [16]

ويستفاد من بعض القصائد التي نظمها أبو البحر الخطي أو من العبارات النثرية التي كتبها هو بنفسه أو محققو ديوانه أنه ذكر أكثر من عشرين قرية بحرانية كانت قرى بوري وفاران وجدحفص وسار ومري وتوبلي والبلاد القديم والجنبية وكتكان وغيرها في باطن بعض أبياته، ولعل بعض إشاراته مباشرة كما في إشاراته لبعض القرى البحرانية أمثال ((بوري وفاران ومقابة وجدحفص ومري)) وقرى أخرى تجاوزت عشرين قرية كما أسلفنا، بينما إشارات الشيخ الخطي في بعض قصائده الأخرى لبعض القرى البحرانية تم بإيحاءات وتعبيرات غير مباشرة كأن يذكر بستاناً محدداً يقع في مكان منها كما فعل مع بساتين الجنبية حينما تغنى بذكر بستان القميعيات في الجنبية، أو تحدثت إشارته بجمع اسم القرية ذاتها كقوله ”الجنبيات” أو ”القليعيات”، حيث وصف في إحدى قصائده دولاب القميعيَّات بالجنبية [17] على لسان أخيه في الفنون الأدبية وندِّه في العلوم العربية أبي علي الحسن بن محمد بن ناصر بن غنية، وقد مرت له فيه أوقات، ومضت له فيه لذَّات، وذلك في السنة الثالثة والعشرين بعد الألف [18].

والمهم في هذه المقدمة أن يدرك القارئ الكريم بعض إشارات هذا الشاعر الكبير لعدد من القرى التي اعتبرها ”أصلاً للمجتمع البحراني” في إحدى قصائده، فهو يتحدث عن أهل البحرين بما لفظه ”قرى البحرين” وكأنه يشير إلى الواقع التاريخي آنذاك، وهو أنه لا وجود حقيقي إلاَّ للقرى البحرانية التي شكلت نسيج المجتمع البحراني في تلك الفترة، وأن البلدات الكبيرة كما ذكرنا مراراً هي كيانات اجتماعية وسكانية أشبه بمدن صغيرة، ففي إحدى قصائده على سبيل المثال مدح الشيخ أبي البحر الخطي صديقيه الحميمين الشيخ خميس والشيخ إبراهيم ابني سالم بن أبي سرور التميمي بعد أن خرجا من البحرين باتجاه تاروت بالقطيف فقال يمدحهما في قصيدة [19] مستخدماً تعبير في الحزن على فراقهما تعبير أهل القرى:

لعمري لأضحى ليلها كنهارها
لما انبّثَّ في أرجائها من سناكما

وإنَّ قرى البحرين أضحى نهارها
دُجى بعدما فارقتماها كلاكما [20]

وأن البلدات التي عناها بعض المؤرخين هي في الواقع مجموعة قرى صغيرة تجتمع بتجاورها في بلدة كبيرة تكون أشبه بمدينة صغيرة كاجتماع قرى توبلي لتشكل البلدة الكبرى أو اجتماع بعض قرى فاران باسمها في أماكن قريبة مع بعضها مثل قريتي الجنبية والقريَّة، ولذلك دائماً ما يعبر بعض المؤرخين البحرانيين عند ذكرهم الجنبية أو القريَّة بأنها من قرى فاران [21]، وانسحب هذا الحال كذلك على بلدات أخرى كتوبلي التي تضم مجموعة قرى صغار، وكذلك البلاد القديم التي تتفرع عنها قرية صغيرة، وأيضاً سترة التي تشمل مجموعة من الصغيرة لا تقل عن ثمان قرى متفرقات على مساحة جزيرة سترة ومتوزعة على أطرافها ومناطقها الداخلية، وأيضاً قرى عالي المكونة من خمس قرى صغيرة ومتصلة مع بعضها وهي (عالي مّعْنْ، عالي حُص، عالي حُوّيْص، عالي ثمود، عالي الشراكي [22]) التي تكون جميعها عالي الكبرى، وقد ذكرها المحقق البحراني الشيخ سليمان الماحوزي في فهرست آل بابويه وعلماء البحرين لأنه كتب رسالته في ”تراجم علماء البحرين” في عالي [23] سنة 1118هـ، وسماها محقق الفهرست بقرية ”العالي” بإضافة أل التعريف، بينما هي مجرد عنها إلاّ إذا نسب إليها أحد أبنائها فيقال العالي البحراني.

لقد عاش شاعرنا أبو البحر الشيخ جعفر الخطي الفذ والعصامي سنوات جميلة في البحرين كشفت عنها جملة من قصائده وهو يذوب حباً فيها، وذلك بعد رحيله من بلاده الأصلية القطيف، ولم يستطع هذا الشاعر أن يمحو عن ذاكرته تجاربه وذكرياته في قرى البحرين التي عدها نواة المجتمع الأصلي للبحرين آنذاك، فسكان القرى هي المكون الأصلي والحقيقي لحياتها الاجتماعية والعمرانية والثقافية والأدبية وغيرها بدليل قوله (وإنَّ قرى البحرين أضحى نهارها بعدما فارقتماها كلاكما).

وقد أشار شاعرنا الكبير أبو البحر الشيخ جعفر بن محمد الخطي القطيفي البحراني عليه شآبيب رحمة ربه سبحانه لما يستدل عليه من إشارات لفظية لقرية ((فاران)) التاريخية المعروفة في وجودها منذ أكثر من أربعة قرون هجرية، وذلك حينما كان الشيخ الخطي موجوداً في البحرين أو جزيرة أوال، وتدل إشارته على أن فاران بلدة بحرانية عريقة تتداخل في حدودها مجموعة قرى كما أسلفنا منها قريتي الجنبية والقريَّة اللتان ما تزالان قريبتنان من حدودها حتى بعد اندثار فاران نفسها وتوسع القريتين المذكورين على مساحة فاران، واستحقت هذه البلدة، ونقصد فاران على حظوة الذكر والإشارة وتسجيل شهادته في تأكيد وجودها التاريخي، فما قاله عنها هذا الشاعر المتميز يعد وثيقة ثقافية تاريخية يعتز بها أهالي القريتين.. الجنبية والقريَّة.. وأهالي البحرين جميعهم، وكانت إشاراته لهذه القرى تعبيراً عن اعتزازه بأوال وأهلها واستفراغ مشاعر الود والمحبة وحرارة الانتماء الوجداني الصادق.

وجاء ذكر بعض القرى البحرانية في مجموعة الأبيات من القصيدة التالية، وهي في نص القصيدة التي بين يديك ثلاث قرى قديمة وتاريخية وعريقة ((جد حفص وفاران ومقابة))، وقد أتى على ذكرها شاعرنا الكبير الألمعي أبي البحر الشيخ جعفر بن محمد الخطي رحمه الله سبحانه في قصيدة مشهورة في ديوانه وهو يعبر عن اعتزازه بوطنه البحرين، وقد تأوه عليه وعلى أهله وكل بقعة تراب منه، وعبر عن عاطفته المتدفقة بالحب والولاء له في عدد من قصائده الوطنية.

ونضع بين يدي القارئ الكريم مجموعة من الأبيات التي تهمنا، وهي تشير لقرية فاران المكونة من مجموعة قرى، فشاعرنا أبو البحر الشيخ الخطي ذكر قرية فاران التاريخية في إحدى قصائده وهو يتأوه في حنينه لوطنه البحرين الذي لو جنًّ جنونه عليه لكان غير كثير كما قال في أحد أبياته الشعرية، ويقول أبو البحر الشيخ جعفر بن محمد الخطي البحراني في قصيدة رائعة، ومكونة من ثمانية عشرة بيتاً من الشعر، وتحمل الرقم (49) من ديوانه المعروف:

يا من نأت بهم الديار فأصبحوا
مستوطنين على النوى الألبابا

إن تكسب الألقاب من يدعى بها
شرفاً فقد شرفت الألقابا

فارقتكم فجعلت زقوم الأسى
زاداً وغساق الدموع شراباً

أكذاك كل مفارق أم لم يكن
قبلي محب فارق الأحبابا

يا منتهى الآراب هذي مهجتي
قد قطعَّت من بعدكم آرابا

وتأسفي أني غداة وداعكم
لم أقضِ من توديعكم آرابا

إنِّي لأعجب من مراجعة النوى
عن ربعكم لي جيئة وذهأباً

ما ذقت عذب القرب إلاَّ ردَّه
وشك التفرق والبعاد عذابا

قد جرَّد التفريق سيفاً بيننا
أفما يتيح له اللقاء قرابا

يا هل ترون لنازح قذفت به
أيدي البعاد لجد حفص [24] إيابا

لو أنَّ (ذا القريتين) أصبح موقداً
زّبر الحديد بحرها لأذابأ

لا تحسبَّن البحرين أنِّي بعدها
مستوطن داراً ولا أصحابا

ما أصبحت شيراز وهي حبيبة
عندي بأبهج من أوال جنابا

ما كنت بالمبتاع دارة سرورها
يوماً بـ(فاران) ولا بمقابا

فأما وجائلة النسوع تخالها
للضمر مما أهذبت هُذَابا

تتبادر الحرم القصي بفتية
يثنون نازلة القضاء غلابا

لئن اقتعدت مطى البعاد وغرَّني
وشك التلاقي والدنو طلابا

لأسيّرن لكم وإنْ طال المدى
ما رقَّ من محض الثناء وطابا [25]


[1] قرية مندثرة أشار إليها الأستاذ النويدري في محاضرة له بنادي جد حفص.

[2] ذكر الخطي ذلك في أحد أبياته الشعرية، انظر ديوانه في القصيدة رقم (7) ص 136.

[3] المبارك، حاضر البحرين ص 45

[4] المصدر السابق ص 34.

[5] وردت في هذا الشأن رواية مونة في كشكول الشيخ يوسف العصفور، ج 1 ص 79، كتاب الذخائر ص 15، وأنوار البدرين في ترجمة السيد عبد الجبار بن السيد حسين التوبلاني ص 109 – 110.

[6] التحفة النبهانية ص 33.

[7] المبارك، حاضر البحرين ص 42.

[8] يقول الشيخ ابراهيم المبارك التوبلاني البحراني عند تقسيمه لقرى عالي بما نصه: ”عالي ثمود وهي إلى الجنوب عن قريتنا.. أي عالي معْن.. وتمتد من الجبيلية إلى الرفاع الغربي، وفيها التلال العظيمة التي ذكرها المنقبون عنها انها مقابر ترجع إلى ما قبل الميلاد بخمسة آلاف سنة، واليوم قد كثرت فيها المباني الحادثة من سكان عالي معْن”، أ انظر كتابه حاضر البحرين ص 42.

[9] نسميه بالخطي نسبة إلى بلاد الخط باسمها القدين وتعني منطقة القطيف بالمملكة العربية السعودية، حيث ولد في قريته التوبي بالقطيف، ولكننا في الوقت نسمي الشيخ الخطي بالبحراني لأنَّ القطيف جزء من إقليم البحرين الكبير، ولاأه في الوقت ذاته زار البحرين وتنقل فيها وعاش فيها أكثر من عقد وعشقها ونظم فيها شعراً تعبيراً عن عاطفته الجياشة في حب البحرين وأوال وشوقاً إليها، وكان يبعث برسائله إلى أهله في البحرين (أوال) والقطيف من بلاد هجرته في شيراز وأصفهان ومدن إيرانية أخرى، وبالتالي فإن تسميته بالخطي البحراني جامعة بين النسبة إلى المكان والتراث الحضاري – الثقافي.

[10] هناك مجموعة باحثين من الغربيين يتمتعون باستقلالية نسبية، فيحاولون دراسة قضايا تاريخ الشعوب والأمم بموضوعية لا تحيُّز فيها، ويحررون أنفسهم من ضغط مراكز النفوذ الاستخباراتي والقوى الاستكبارية ما أمكنهم إلى ذلك سبيلاً، ونحن هنا لا نقصد عدم تقصيرهم أو خطأهم، فهذه طبيعة البشر أن يكونا ناقصين ومقصرين، ولكن ما نعنيه أن لا يسخروا إمكانياتهم وقدراتهم في خدمة أهداف قوى ظالمة.

[11] البحراني، لؤلؤة البحرين ص 135 – 136، وكتابه كشكول البحراني، ج 3 ص 856.

[12] ديوان الخطي، القصيدة رقم (49) ص 293

[13] كان لأبي البحر الشيخ جعفر الخطي ذكريات أدبية وشخصية مع السيد ماجد بن هاشم الجد حفصي الذي أول من نشر علم الحديث شيراز، وكان بينهما صداقة ومناظرات، ومجارة في الشعر، انظر لؤلؤة البحرين ص 136 – 137، وربما تأسست هذه الصداقة والمناظرات في جد حفص، وقد تعززت بينهما في شيراز، والله أعلم.

[14] وفي بعض المصادر ” متبوئ ”، انظر منتظم الدرين، 1 ص 322

[15] ديوان الخطي، رقم القصيدة (61) ص 315.

[16] ديوان الخطي، رقم القصيدة (61) ص 315.

[17] وقد ذكر الخطي الجنيببيَّات في البيت الثاني والعشرين من قصيدته رقم (60) ص 311.

[18] ديوان الخطي، رقم القصيدة (60) ص 309

[19] ديوان الخطي، رقم القصدة (7) ص 135 – 136

[20] لقد صوَّر الخطي أن ليل البحرين أضحى كنهارها لما انبث في أرجائها من سنا هذه الصديقين الحميمين له، وإن قرى البحرين وهي مجتمع البحرين آنذاك أضحى نهارها دجى وظلاماً بعد ما فارق هذان الشيخان البحرين في اتجاه تاروت، بالقطيف، فوصف الخطب عليه الرحمة ذلك الحال مستخدماً تعبير قرى البحرين للإشارة إلى المجتمع البحراني في زمانه باعتباره هو أصل هذا المجتمع وهو تركيبته السكانية الحقيقية، انظر القصيدة رقم 7 ص 136.

[21] راجع نصوص الؤرخين في هذا الشأن، أنوار البدرين ص 220، ومنتظم الدرين، ج3 ص 176، وحاضر البحرين ص 34، 45.

[22] المبارك، حاضر البحرين ص 42

[23] الماحوزي، فهرست آل بابوية وعلماء البحرين ص 8

[24] كان لأبي البحر الشيخ جعفر الخطي ذكريات أدبية وشخصية مع السيد ماجد بن هاشم الجد حفصي الذي أول من نشر علم الحديث شيراز، وكان بينهما صداقة ومناظرات، ومجارة في الشعر، انظر لؤلؤة البحرين ص 136 – 137، وربما تأسست هذه الصداقة والمناظرات في جد حفص، وقد تعززت بينهما في شيراز، والله أعلم.

[25] ديوان الخطي، رقم القصيدة (49) ص 292 – 294

شارك برأيك: