إلى روح العزيزة أم علي ابنة خالتي في عليائها أهدي إليها هذه الأبيات
رحلت فحيّر فقدُها الاحبابَ
و الفقدُ أغلقَ بعدها الأبوابَ
و البيت أصبح في ظلام حدادها
خلع السرورَ و طلق الترحابَ
قد سافرتْ من يستنيرُ بؤنسها
و يبيتُ بين حنانها خلّابا
يشتاقُ أطلالا لهمسِ خيالها
و يحنُّ لو يلقى اليها سرابا
يتنفسُ الماضي الجميلَ بقربها
و يداوي جرحا إثرها ما طابَ
و يقول للقلب الرحيم الا خذي
معكِ الاحبة في الترابِ ترابا
لم يبتسمْ ثغر السرور و لم تَر
عين المسرة بعدكِ الاعجابا
قد صار مر الحزن زاد مذاقهم
و مواجع الآهات صار شرابا
يتقاسمون الجرحَ حين حضورهم
من دونكِ صار الحضور غيابا
كرهوا انطفاء البيت صمت سكونه
بثوا بدمع الذكريات عتابا
أين الرؤوفة من تبارك شملهم
و تزيدهم ألقا يُرى منسابا
و اذا تساءلت القلوب كيئبة
يجدونها حضنَ الأمان جوابا
هي واحة الحيران يقطر حبها
وردا و ينزع ودها الأتعابَ
وتضمهم بين العيون قريرةً
وعلى الاحبة تغلق الأهدابَ
و قد اصطفاها الله بين جنانه
تزداد من نعم النعيم ثَوَابا
رحلت جوار الآل نبض ودادها
تسمو بوشم ولائهم أحقابا
طابت بخلد الطيبين عزيزة
ملكت هنالك في السماء رحابا
جواد هيات