أحـاول فـي الـزهـراء والـشـعـر يـنـخـبُ
لـعـل بـتـحـلـيـق مــع الـسـكـر يـكـتــبُ
سـأبـدأ مـن صــفــر الـبـدايــات عــارفــا
بـلـوغُ الـذرا فـي سـبـرِ فـاطـمَ أصـعــبُ
وأنـخـب كـي أطـوي تـثــاقـل خـطـوتـي
بـسـكـر هـو الأفـق الــذي يـــتــلــبَّـــبُ
كـــأنَّ ســرايـــا فــــارس بـــغــبـــارهــا
وعِـمَّـتـه يُـجْـلِـي الـمـخـاض وتــحـجـبُ
أنـا أعــشـق الـتــدويــر عـاصـفـــة أرى
بـهـا لـولـبـا كــل الـمـقـاديـر يـسـحــبُ
ويـبـقـى من الـعـصـف الـذي هو نـافـع
سـتـلـقـاه مـن دوامـة الـعصـف يَرْسَبُ
أنــا هــو ذاك الــمُــســتــثَــارُ تـرسُّـبــاً
وزبـــدة هــوجــاء بـــهـــا أتـــخَـــصَّـــبِ
أرامـــيــك يــا زهــــراء مــيــعــاد ثـــورة
بـتـولــيَّــة بــكــر جــفــاهــا الــمُـجــرِّبُ
فـكـانـت عـفـافـا لا افـتـضـاض لـوعـيهـا
وإنْ كـان مـنـهـا راعــف الـدم يـشـخـبُ
وإنْ كـانَ مــا فــيـهــا لـعـفـويـة الـفـدى
مـن الـمـوبـقـات الـنــاقـمـات مُـسَـبَّــبُ
فــكـونـــي أيــا زهـــراء آيــة طــهــرهــا
إلـيـك فـشـاءت ساعة الـبـغـي تُنسـبُ
فـمـن حـولـهـا جـمـع الشياطيـن كـائـد
لـعـفـتـهــا مــسـاًّ يــخــوض ويــلــعــبُ
بـتـولـيّــة فـلـتــوقــفـيـهــا إلــى الـورى
ومـن دون مـسٍّ طـالـب الـوصـل يطـربُ
وكــلٌّ لــهــا مـسـتـنـفر كـي يـصـونـهـا
بـلا غــرض يــسـعــى وبـالـعــزم يـدأبُ
فــإنْ فــرغــت مـن نـصـرهـا كـبـتـولـــة
خدين لها من كان في العشق يَـنْـصَـبُ
****
سـلامٌ عـلـى الـزهـراء ليس لها سـوى
عــلــيٍّ ومــا دون الـعـلــي مُــعـــيّـــبُ
عــلـيٌّ مــكــان الــعــرش جــلَّ جـلالـه
ومــا دونــه قــاع لــه الــنــار تــحـطـــبُ
سـلام عـلـى الــزهــراء تــفــاح جــنــة
وهـل ثـمــر الـجـنـات يــدنــوه أعــطــبُ
فـطـالـبــهــا زوجــا غــدا كــنــه ذاتـــــه
يُـطـهَّــرُ مــن رجــس إذ الأصـــل طـيَّـبُ
فــتــزويــجــهــا أمـــر مــن الله نـــافــــذ
وجــنّـاتُ ربِّ الــعــرش لـلـزوج تــطـلــبُ
أزوج عـــلـــيٍّ آه يـــا بـــنـــت أحـــمـــد
كــمـا أنَّ طـبــع الاصــطـفــاء مــحــبَّــبُ
وآيــــة تــكــريــم وســـنــــخ رســالــــة
وكـــنـــه ولاء وهـــو ديـــن ومـــذهــــبُ
ألا فــاصــطـفــي لـلـعـاشـقـيــن ولايــة
بــثــورتـهـم مـن دونــهــا لــهــو أعـــزبُ
صــدوق كــصــدق الأولــيــاء نــجــابـــة
ومـن صـدقـه ذا أبـيـض الـفـجـر يُـحلـبُ
شـجـاع ولا لـم يـكـتـم الـحـق قـــولـــة
عـلـى قـولـهـا ذا بـاطـل الـقـوم يـغـلـبُ
بـه ومــضــه الــكــرار سـطـــع جـبـيـنـه
ويـقـرأ مــا خــطَّ الـجــبـيـن الـمُـعَـصَّــبُ
مــهــاب لــصــمــت قــبــل زأرة ثـــائــرٌ
وقــد قَــرَّ فـي قـلـبِ الـعَـدُوِّ الـتـهـيَّــبُ
وفـيـنــا غـشـوم يــسـتـبـيـح لـعـرضـنـا
وفـيـنـا نـفـوس مـنـه تـخـشـى وترهبُ
لأنّــا افــتــقــدنــا لـلـجـسـور مُـقَــدّمــا
ويـحـكـمـنـا فـيــه الــطـوى والـتـذبـذب
ألا فــانــصــريــنــا إذ خــرجـت وحــيــدة
وحـولـك أصـحـاب لـهـا الـذئـب يـصـحـبُ
فـأنـت امـتـيـاز لـلـجسـارة فـي العـدى
إزاء رجــــال تــســتــبــاح فـــتــنــحــبُ
فـإنَّ حـيـاة الـمـرء فـي الـدهــر مـوقـف
يُـخـلّـده أمــا الـضـعـيـف فَــيُــشـطـــبُ
وإنّـك فـي الـعـشـريـن غـطـيـت دهرنـا
قـرون عـلـى ذكـراك تـأتــي وتـــذهــب
وتـبـقـيـن أقـوى مـن تـصـرمـهــا الــذي
يـشـيـب وفي عـمـر الـخـلـيـقـة ينضبُ
شـبـابـا كـمـا قـد كـنـت يـا ابـنـة أحمد
وحــولــك وجـه الــغــائــلات لأشــيــبُ
****
أيـا مـولـد الـزهـراء يـا سـفـر فـرحـتـي
كـــوصــف دواء بـــالـــمــرارة يــــعــذبُ
بـاســمــك مـر الـعـيـش يـغـدو حــلاوة
ومـــن كـــل داء إنـــنـــي أتـــطـــبَّـــبُ
واسـمـك نـسـف الـداء تـعـويـذة الـذي
عـن الـعـيـن والـحـسـاد ذا يَـتَـشَـبَّــبُ
عـــيـــون أرادت دثــــر إرث مـــحــمـــد
وحـاسـدُ يــرجـو كـيـف للإرث يـسـلـبُ
وهـا أنـت فـي الـمـيـلاد عـدتِ مـليكـة
وعـاد الـذي عـاداك بـالـسـخـط يــنـدبُ
يـــرى بــك أفـــراح الــعــبــاد وصــولــة
وأفــراحــه مــبـتــورة لــيـس تُــنــجِــبُ
أمــا قــال عــنــك الله كـــوثــر خــلـقــه
بـنـوك فــهــم صـلـب الـرسـول وأقــربُ
فــكــيــف يــشـاء الــعــاذلــون تــزلـفـا
لأحــمـــد إذ أهـــل الــمـــودة غُــيَّـــبُ
لــذاك فــفــي أفــراحــنــا قــربـة لـكـم
إذ الـقـوم مـحـرومـون إذ عـنـك أجـنبـوا
وفـرحـتـنـا شـرعيـة العشق في الورى
وفــرحــتـهــم بــالــحـق أيـان يـغـصــبُ
فـمـن طـبـعـهـم أهـل الـتـجـهـم عـادة
عـلـى كـل أهـل الأرض ذبـحـا تـحـزبـوا
ومن طـبـعـنـا أهـل الـبشاشـة والنهى
لـذلـك نـصـفــو فــي الـوداد ونـكـسـبُ
لـقـد بـش وجـه لـلـخـمـيـنـي مـشـرق
بــنــور مـن الـزهـراء .. سـهـمٌ مُــصـوَّبُ
فـكـان ابـن مـيــلاد لـهــا نـسـخ نـورهـا
بــه الــنــووي الــمـسـتـطـاع الـمـهـذبُ
لـتـغـدو لـهـم فـي الـمـستحيـل جرائـم
لــهــا كــل مــوتــور وبــاغ سـيــنـســب
فــتــحــت كــســاء أحــمــد مـــدَّ ظــلـه
وزهـراء فـي تـعـمـيـده لـهــي أطــنـــبُ
وفــيــه عــلــيٌّ مــعْ شــبــيــرٍ وشُــبَّــرٍ
مـظـلـتـنـا فـي الـكـون هـيـهـات تحجبُ
ألا فـاحـسـبـوهـا إنْ حـنـقـتـم تـوسـعــا
فـكـل لـمـا فـي الـنـفس ظنا سيحسبُ
لـنـا الـشـام سـوريـا لـنـا الـيـمـن الـتـي
قـصـفـتـم لـنـا هــذا الــعــراق الـمـعـذبُ
لـنـا قـلـب إيـران الـذي وســط قـلـبــهــا
وعــــاء لـضــمِّ الــقـدس إذ تــتــلـــهَّـــبُ
لـنـا الـجـرح فـي البحرين إن نحن بلسم
قــطــيــف وعــوامــيــة طــاب مـــركـــبُ
قــريــبــا لـــنـــا كـــل الــدنـا وتــرابـــهــا
نــحــس بــهــا مــن خــدّنــــا إذ يــتــربُ
كـــمـــثــل عـــلــي إذ يـــتــــرب خــــده
فــيــغــدو لــه الــحـكــم الـذي يـتـجـنَّـبُ
ولــكــنــنــا أهـــل الــوراثـــة خُــلْـــفـــةً
غــدا نــرث الأرض الــتــي تـــتــنــــكَّــبُ
لـنــودعــهــا الـمـهـدي أغـلــى أمــانـــة
ونـهــتــف بــالــزهــراء هـيــهـات نـغـلـبُ