درس من الحياة بقلم الأستاذ رياض سند

في عام 1986م حدث انفجار المكوك الفضائي تشالنجر الأمريكي التابع لوكالة الفضاء “ناسا”، كنت حينها في الصف السادس الابتدائى وكعادة أبناء جيلي في ذلك الوقت فقد كنا نرتاد المساجد لتعلم الصلاة والقرآن والعبادات. بعد سماعنا لخبر انفجار المكوك الفضائي شعرت بفرحة عارمة لخسارة دولة الكفار.

ذهبت مساءا للمسجد نتندر بما حدث انا وزملائي. دخل علينا الاستاذ المرحوم الشهيد أحمد حسن عيسى مال الله وأردت أن أزف له خبر المكوك الفضائي، فقاطع كلامي وفاجئني بكلامه هذا:

“هؤلاء علماء يا رياض، هل تعلم أن التطور العلمي والبشري تأخر سنوات وسنوات بسبب هذه الفاجعة، هؤلاء عقول بشرية جبارة هدفها العلم ويكملون ما بدأه العلماء السابقون وسيكمل ما سينجزنوه من العلماء اللاحقين لو قدر لهم الحياة، فكما قال الإمام علي عليه السلام: “الناس إما أخو لك في الدين أو نظير لك في الخلق”، وهؤلاء نظراء لنا في الخلق”.

كان قوله صادما لي، والذي رسم لي طريقا اتبعته طيلة السنوات الماضية، فلا يجب أن أحكم على الشخص بدينه أو مذهبه ولكن الحكم عليه بما يقدمه.

درس تعلمته خلال دقائق معدودة ولكن رسمت طريقا ميزت لي معاملتي للناس بمختلف دياناتهم ومذاهبهم.

رحم الله الأستاذ أحمد حسن عيسى مال الله

تعليق واحد

  1. جميل جدا .. يا ليت لو تجمع قصص ومواقف الشهيد أحمد حسن عيسى ونشرها لما له كما يبدو من شخصية مؤثرة ومنتجة واستثنائية ونشرها كي يستفيد الجميع

شارك برأيك: