هبة الإله للشاعر عبد الحسين سلمان

الأستاذ عبد الحسين سلمان
الأستاذ عبد الحسين سلمان

إنْ لَمْ يَكُنْ حَمَلَ الإمامَةَ سَيِّدٌ
فَبِهِ اجْتَمَعْنَ مَكارِمُ الأَطْهارِ

فَالْأَكْبَرُ النُّورُ الَّذي مَنْ وَجْهُهُ
مُزِجَتْ عَلَيْهِ أَشِعَّةُ الأَنْوارِ

أَنْوارِ آلِ البَيْتِ فيهِ تَجَمَّعَتْ
قَمَرٌ يُقَبِّلُهُ سَنَا الْأَقْمارِ

وَمِنَ الْمَجَرَّةِ شَمْسُهُ نَزَلَتْ بِها
هِبَةُ إلإِلَهِ كَواكِبُ الأَسْحارِ

هِبَةُ الإِلَهِ وَمَا اجْتَمَعْنَ بِغَيْرِهِ
طوبَى إلَيْهِ بِذَلِكَ الإيثارِ

ميلادُهُ ميلادُ أَصْحابِ الكِسا
عُذْراً إذا قَصَّرْتُ في أَشْْعاري

أَنا في مُحيطِ الآلِ يُبْحِرُ قارِبي
بِهُدوئِهِ حَيْرانُ في إبْحاري

فَمُُحيطُهُمْ ما كانَ يَوْماً هائِجاً
فَكَأَنَّني أَجْري بِصَحْنِ الدَّارِ

دارُ الوُجودِ وَكَمْ نَأَتْ أَبْعادُها
غَنَّاءُ فَاطْلِبْ طَيِّبَ الأَثْمارِ

وَمِنَ الْمُحيطِ لِآَنَّها جَذَّابَةٌ
رَبِّي عَمَى عَنْها مَحِبِّي الْعارِ

رَكَبُوا الْبِحارَ الهوجَ وَهْيَ كَثيرَةٌ
وَرَضوا بِتيهٍ دائِمِ الإعْصارِ

* * *

يَا ابْنَ الحُسَيْنِ أَنا بَدَأْتُ قَصيدَتي
وَحُروفُ اِسْمِكَ نَغْمَةُ الأَشْعارِ

ما جَمْرَةُ التَّقْصيرِ تَقْهَرُ هِمَّتي
وَالْبَيْتُ فيكَ كَأَجْمَلِ الأَزْهارِ

وَهَواكَ قيثاري بِمَسْرَحِ مُهْجَتي
لِلْحَشْرِ تَصْدَحُ نُغْمَةُ القيثارِ

* * *

يا سادَتي يا جَوْهَرَ التَّاجِ الَّذي
وَهَبَ الإلَهُ لَهامَةِ الأَخْيارِ

تاجٌ إذا حُشِرَ العِبادُ ضِياؤُهُ
كَالشَّمْسِ بَدَّدَ ظُلْمَةَ الأَوْزارِ

هَذا إذا بَقِيَتْ لِيَوْمِ نُشورِنا
في كُلِّ دارٍ غَوْثُنا فِي الدَّارِ

ما خابَ مَنْ جَعَلَ الوِلايَةَ دُرْعَهُ
دُرْعٌ تَصونُكَ مِنْ أَذَى الْأَكْدارِ

كَدَرِ الحَياةِ وَبَرْزَخٍ وَكَذاكَ مِنْ
كَدَرِ القِيامِ وَمِنْ لَهيبِ النَّارِ

* * *

شارك برأيك: