بشرت الأديان السماوية منذ بدء الخليقة بظهور منقذٍ في آخر الزمان يُخلص الأمة من ويلاتها، إلا أن ذلك الشخص لم يكن معروفاً حتى جاء الإسلام ليثبت أركان تلك العقيدة ويوضح معالمها، ويبين إن ذلك المنقذ هو المهدي المنتظر من آل محمد الذي ولد في سنة 255 هجرية، ويعيش الآن زمن غيبته الكبرى حتى يأذن الله بظهوره ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
وفي الخامس عشر من شهر شعبان المعظم، تحل ذكرى الولادة الميمونة للإمام صاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، فتبتهج قلوب المحبين وتهفو أفئدة الموالين محتفلين بولادة الموعود الذي بشر به النبي الأكرم وأهل بيته، ومتضرعين لله العزيز القدير بأن يعجل في فرجه الشريف.
النويدرات إحدى تلك القرى الشيعة الموالية لخط آل النبي الأطهار، احتفلت بكل أفرادها بهذه المناسبة الطيبة بإقامة الطبق المهدوي في نسخته الثانية والعشرين يوم الخميس الموافق 11 مايو 2017م، في الشارع الرئيسي للقرية، تحت إشراف لجنة طبق أهل البيت عليهم السلام.
ولبست النويدرات ثوب الفرح في طرقاتها وشوارعها، حيث نصبت اليافطات والأعلام الولائية، كما علقت الزينة على إمتداد الشارع الرئيسي للقرية ليعطي انطباعاً بالفرح والبهجة في قلوب الشيعة الموالين الذي حضروا مرتدين أفضل الثياب والابتسامة تعلو محياهم.
المضيفات الولائية أخذت على عاتقها مسؤولية إحياء هذه الليلة المباركة، حيث أفتتح أكثر من خمسة عشر مضيفاً وزعت خلالها الأكلات الشعبية، حيث تنوعت الأطباق وتكفل كل مضيفٍ بتقديم وجباتٍ مختلفة عن الآخر، في جوٍ أتاح للحاضرين إختيار ما يرغبون إليه.
وكان الحدث المميز في هذا الطبق هو كعكة الميلاد التي أقامها مضيف الإمام الحجة عجل الله فرجه، والتي بلغ طولها الخمسة أمتار، وأشرف على تقطيعها مجموعةٌ من كبار القرية كالحاج علي تقليد والحاج جواد هيات والحاج سعيد عبدالله حسين والأستاذ عبدالله ربيع.
كما كان لمضيف أنصار الإمام المهدي دورٌ مختلف عن بقية المضائف بتوزيعه لمجموعةٍ كبيرةٍ من الهدايا والجوائز على حب الإمام المهدي.
وبعد الاحتفال، أقيم الإحياء الشريف لهذه الليلة المباركة بمسجد الشيخ أحمد والذي شهد إقامة أعمال ليلة الخامس عشر من شعبان، وتوافد عددٌ كبيرٌ من الأهالي لإقامة الأعمال وإدخال السرور على قلب الإمام صاحب العصر والزمان.