أضواء (١): منك او فيك..لا تضيعها بقلم أحمد عباس هلال

أحمد عباس هلال
أحمد عباس هلال

كل البيوت مؤسساتٌ إجتماعيةٌ شاملةٌ كاملة، تعليمية رياضية إقتصادية..الخ، متنوعة الأفكار ومتعددة المشارب، بها الفاسد والصالح، المتخاذل والمُجِد، أفرادها بشغلها منهمكون، فكل فردٍ بالمؤسسة يقوم بدوره لضمان إستقرارها، فالأب هو الرئيس والحامل لهم هذه المؤسسة، والمُدبر الأول والمُنظر الأوحد لها، وحول فلكه ومحوره تدور المؤسسة كخلية نحلٍ كلٌ يعمل بدوره، فالأم تقوم بالدور المناط بها، وكذا الإبن والبنت كلٌ له مسؤوليةٌ مناطةٌ به، فهم عِمادٌ هذه المؤسسه ودونهم تبقى مُجرد “سامان ديگه”!!، وتصبح هذه المؤسسة مجرد خرابةً مهجورة.

فيسعى الأب بمساعدةِ الأم على بنائها وتقدمها وإزدهارها والإرتقاء بها من ألِفِها حتى يائِها، بوضع خطةٍ شاملة لتتطور هذه المؤسسة وترقى لمصاف المؤسسات الكبرى بإنتاجيةٍ أقوى وانتشارٍ أوسع، متعاونةً على ذلك مع الشركات الإنتاجية الكبرى التي تضخ إنتاجها في السوق المحلية متحديةً كل الشركات المنافسة لها، والتي تعمل جاهدةً على كسر عصا هذه الشركة بكافة السُبل.

وعلى ضوء هذه المنافسة المحتدمة في السوق يأتي دور إدارةِ الشركة الكبرى بوضع خطةٍ تسويقةٍ ضخمةٍ يُرادُ بها دفعُ دفةِ الشركة والمؤسسات الصغيرة المتعاونة للأمام بالتعاونِ معهم، فتُقدم كل ما لديها من إمكانيات وأفكار في سبيل هذا التعاون الغير المحدود مع المؤسسات الصغيرة، فتضخ كل طاقتها وكوادِرهِا لضمان عملٍ أفضل وإنتاجيةٍ أقوى، متحديةً كل عاصِفٍ يمر بها بفعل الشركات المنافسة.

ولضمان إستقرار كيانها ووجودِها تسعى الشركات الكبرى للأخذ بأفكارِ ومقترحات المؤسسات الصغيرة المتعاونة، والإستعانة بكوادرها حتى لا تنحرف المؤسسات للشركات المنافسة الأخرى، فتقل به الإنتاجية وتفلس الشركة وتصبح مهجورةً هي الأخرى.

ولو أخذنا بعينِ الإعتبار ما سلف ذكره وطبقناهُ على أرضِ الواقع سنرى أن حاجة مؤسسات القرية لأبنائها حاجةٌ مُلِحةٌ وماسة لا غِنى عنها، وهي علاقةُ منفعةٍ متبادِلةٍ بين الطرفين، بين البيوت ومؤسسات القرية، وهنا يأتي دور الأبِ والأم بالأمر الإرشادي والتوعوي للدفعِ بأبنائِهِم للمشاركة بمؤسسات القرية، فبإرتقاء المؤسسات يرتقي الأبناءُ ويزدهر البيت، ودونها يتسافلُ للحضيض..ولنا بعليٍ وفاطِمةٍ قدوة.

وأنا بدوري أتوجه من هذا المنبر الإعلامي الرحب، بالدعوة لكافةِ أبناء القرية بالمشاركة الفاعِلة بمؤسساتِها وكياناتِها والدفع بها للأمام، فمؤسسات القرية لن ترتقي إلا بك، ولن يعود رِبحُها إلا إليك، ودونك أيها الفرد سينجرف الشبابُ المُتحمِس من أبنائِها إلى منعطفِ الإنحراف ويحدث ما لا يُحمدُ عُقباه وينتهي بها الدور الإرشادي والتوعوي الذي كلفك الله سبحانهُ وتعالى به، فعليكم بمؤسسات القرية، فمؤسسات القرية “منك او فيك..لا تضيعها“.

شارك برأيك: