أضواء (٦): وكيف ذلك!؟ بقلم أحمد عباس هلال

أحمد عباس هلال
أحمد عباس هلال

كيف لنا أن نكون من أنصارِ أبي عبد الله الحُسين عليهِ السلام؟!، وكيف لنا ولحالنا أن نكون كأنصارِ الله مِن مَن قال فيهم الحسين عليهِ السلام “فاني لا اعلم أصحابا اوفي ولا خيرا من أصحابي”، سؤالٌ أطرحُهُ على نفسي قبل أن أطرحهُ للناس، وأجيبُ عليه على نفسي قبل أجيبه على الناس، فها هي أيامٌ تفصلنا عن العَودِ لشهرِ الحُسين عليهِ السلام، لشهرِ ركبِ المنايا الذي انطلق من بيتِ اللهِ.. لله، قاصِداً أرضاً خُيرَ لهُ مصرعٌ هو لاقيهِ فيها، شاقاً درباً وعِراً طويلاً، لابساً كفن العِزِ، مكللاً بنصرِ الله.

وتعودُ هذه الأيام وحالُ الأُمةِ كحالِ الحُسين عليهِ السلام، ويعودُ الحُسين عليهِ السلام مجدداً ككُلِ عام، يُردِدُ دعوة الإنتصار، صادِحاً مغرِداً “هل من ناصر ينصرنا، هل من معين يعيننا، هل من ذاب عن حرم رسول الله صلى الله عليه وآله”، فدعوة الحسين تعودُ كل يوم، يقض صداها مضاجع الطغاة أبناء البغاة، يدعونا للنصرِ ولا من مجيب!!.

فها هو حُسينُنا اليوم وصاحب عصرِنا وأمرنا “أرواحنا لتراب مقدمهِ الفداء”، عاد يُطالب بثأرِ جدهِ شهيدِ كربلاء عليهِ السلام، فهل نُلبي الحسين وعلى قلوبنا غشاوة؟!.

كلا وألفُ كلا.. فحسين اليوم يطلبُ أصحاب الوعي والبصيرة، أصحاب الفكر والعطاء، يطلِبُ برير وشيخ الأنصار، يطلب أحفاد الأشترِ وجعفر الطيار، لا أحفاد القاعدين والمتخاذلين وذوي الأعذار!!؟.

إذاً فكيف لنا أن نكون كأنصارِ الحسين عليه السلام ونحن على هذا الحال!؟، لاوعي ولا بصيرة، وإنشغالٌ بالدنيا وإبتعادٌ عن الآخرة، فإلى متى نصدح بلبيك يا ثار الله وعلى قلوبٍ أقفالها؟!.

الجواب سهلٌ جداً.. فها هي جامعةُ الأحرارِ قد شرعت أبوابها بشهر الحسين عليه السلام، والتسجيل فيه مجانيٌ سهلٌ مرن، وشروط القبول فيها صفاءُ القلبِ والنيةُ الصادقة، فإذا أحببت أن تكون من أنصارِ الله بحزبِ اللهِ النجباء، فسجل بدمعةِ العِبرةِ قبل العبرة، وأحمل ثار الحُسين بقلبك، ليبقى نور الله، والله متم نوره ولو كره الكافرون.

شارك برأيك: