قَمَرُ الهَواشِمِ لا يَكونُ هِلالا
وَالبَدْرُ مِنْهُ نورُهُ يَتَلالا
وَالبَدْرُ إنْ ظَهَرَ النَّهارُ سَيَخْتَفي
لَكِنَّ هَذا لا يُطيقُ زَوالا
إنْ مَرَّ نادَى الشَّمْسَ إشْعاعي هُنا
قالَتْ: نَعَمْ زِدْتَ المَكانَ جَمالا
لَمَّا أتَى نَهْرَ الفُراتِ أَضاءَهُ
صَفَتِ المِياهُ لِذا أَبانَ رِمالا
فَرِحَتْ بِمَقْدَمِِه لِأَنَّ بِشَرْبَةٍ
مِنْهُ يُخَلِّدُ لَلْفُراتِ وِصالا
فإذا تَشَرَّفَ لَوْ بِجُرْعَةٍ شَرْبَةٍ
سَيَظَلُّّ ما بَقِيَ الزَّمانُ زُلالا
لَكِنًّهُ تَرَكَ الفُراتَ بِغُصَّةٍ
لَمَّا إلَى الْإيثارِ فيهِ مالا
مُسْتَذْكِراً عَطَشَ الحُسَيْنِ وَنِسْوَةٍ
وَظَماً شَديداً أًنْهَكَ الأَطْفالا
فَأَعادَ غَرْفَةَ كَفِّهِ وَمَضَى إلَى
ساحِ القِتالِ يُجَدِّلُ الأَبْطالا
لَكِنَّ سَهْمَ الغَدْرِ مَزَّقَ قُرْبَةً
وا حُرْقَتاهُ فَمَزَّقَ الآمالا
مِنْ بَعْدِما قُطِعِتْ يَداهُ وُعَيْنُهُ
سَهْمٌ لِشِمْرٍ لِلدِّماءِ أَسالا
فَبِأَيِّ شَيْءٍ يَشْهَرَنَّ حُسامَهُ؟
وَبِأَيِّ شَيْءٍ يَحْمِلُ العَسَّالا؟
لَمْ يُمْهِلوهُ فَأَنْبَتوا في رَأْسِه
عَمَداَ فَأَصْبَحَ لِلْوَفاءِ مِثالا
عَبَّاسُ يا قَمَرَ الهَواشِمِ لَمْ تَزَلْ
كُالْأَمْسِ يَأْسِرُ بَذْلُكَ الأَجْيالا