قيامة الحسين للشاعر سلمان عبد الحسين

في الأربعين .. يكاد الدهر يزدحمُ
إذ كل ما قيل عن تاريخنا لممُ

ليس الزحام مسيرات نعبِّدُها
نحو الحسين .. وفيءَ الزحف نقتسمُ

بل الزحام مسير الأنبياء على
ركابنا .. والتفات نحوهم عدمُ

فالكل يطلب ميعاد الوصول إلى
ذاك الضريح .. فهم في الوصل ليس همُ

هم نحن .. صفوة مشتاقين يعجبهم
بأن يقال لهم .. في الحضرة الخدمُ

وأن يكونوا بلا ذكر إذا حشروا
بين الحشود وما فينا بدا علمُ

يكفي الوصول على شكل القيامة من
فرط الذهول عن الأحباب حين عمو

لكنَّ حشر ذهول في قيامته
عند الحسين من الأجداث ينتظمُ

نظم الإرادة في اللا وعي يورثها
ساقا من العرش فيها الله يرتسمُ

حيث الجمال بقايا هيبة سدنت
ذاك الضريح .. فقيل الناس والحرمُ

الكل ذاد غريقا وسط لجته
تدعو الأكف انتشلنا .. إننا ذِمَمُ

فينا العهود التي للتو قد وصلت
وخلَّفَتْ لعهودٍ ليس تلتئمُ

أن يا حسينُ .. هو التاريخ كان رحى
لنا .. ومن طحنها بالجرح نبتسمُ

هذي حوافر خيل ربما طحنت
منك الضلوع .. فأمسى وقعها رممُ

إما ضلوعك .. قبضان الضريح إذا
هزَّت .. فكل ضمير ساكت ألمُ

هزَّ الضريح غدا من طبعنا طلبا
لدفءِ ضلعك والصدر الذي حطموا

فكان جسر عبور الثائرين إلى
مشاهد الفتح .. يا مرقاك والقممُ

يا ابن السيوف بلا أغمادها لمعتْ
قوائم من علو غمدها الأكمُ

والسيف سنخ فقار المرتضى .. قدرا
إن يخطم القوم .. مهلا فالفقار فمُ

يقول أورثت كف المرتضى .. حكمت
على الحروب .. فحدِّي فيصل حَكَمُ

أورثت كفَّ حسينٍ وهي جاذبة الـ
أحرار .. والسيف في ميعادهم حلمُ

فالحلم نصر حسين من مزار هوى
ومن حشود يساوي لاؤها النعمُ

جاءت .. وقيل يجيء الأنبياء بها
إلى الضريح .. ننادي: هل ترى قدموا؟!

الله يدري إذا تخفى صبابتهم
كم من مشاعر حب في الجوى كتموا

كي يبلغون حسيناً من تلثُّمهم
وسط الزحام .. وقبر السبط قد لثموا

فالنصر ذاكرة التاريخ يوردها
للأنبياء .. ويستسقى بها قلمُ

خط الحسين مخط الموت أنَّ لنا
نصرا .. ظننا بأنْ من قد فدوا سلموا

لكنهم .. بعض من جادوا بأحمرها
ومن بقوا .. نحو من جادوا لقد عزموا

ما الحشد حشد إذا ما الدَّمُ قرره
ما الزحف إلا كموج البحر يرتطمُ

وما الحسين .. سوى تلك السفينة يا
ركَّابها الكثر .. لا خوف لا ندمُ

شارك برأيك: