من أرشيف بوابة النويدرات
27 يونيو 2010
السيرة الذاتية
الاسم: علي ابراهيم حسين علي
منطقة السكن: النويدرات
مواليد: 1967
الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه (5 أولاد وبنت واحدة)
العمل: متقاعد من وزارة الصحة – ويقوم الآن بأعمال حرة
– حدثنا عن بدايات توجهاتك الدينية؟
توجهي الديني بدأ مع دخولي للتعليم الديني في مسجد الشيخ أحمد فأنا انضممت للتعليم الديني وأنا كبير في سن 16 سنة تقريبا حوالي سنة 1984م، تكفل بتعليمنا حينها عبدالرضا ناصر وعلي حسين اسماعيل ومحمد علي رضي اسماعيل، وكان التعليم الديني في القرية تلك الفترة في أوج قوته وحيويته.
– في تلك الفترة ماذا كانت اهتماماتك؟
لم يكن عندي هذا الاهتمام بالمساجد والمآتم وتعميرها، وبداياتي كانت حين عملت وأحسست بلذة وراحة نفسية وبدأت أحب مثل هذه الامور، فلم يكن هنالك من يوجهنا من لجنة أو إدارة أو فرد أوحتى من يحاسبنا. وأول مسجد بدأنا فيه بناءه كان مسجد الشيخ خلف، وكان نعمل في بناء مساجد ومآتم في القرية بأيدينا وبمعونة أهل القرية، وقد عملت منذ صغري مع جماعة، وبعدها توجهت لوحدي لتأهيل مسجد الشيخ مؤمن وكان مهجور ومخيف وحتى الذهاب والدخول فيه مخيف فبدأت بأعمال الصباغة وتعديله، وكنت أذهب وأعود لوحدي وكانت هذه أول بداياتي الفعلية.
– ما هو الدافع الذي شجعك وحفزك للبدء في العمل؟
هي مجرد رغبتي بالعمل،وأتذكر اني كنت أصلي الصبح وأخرج للعمل في البناء حتى الساعة السادسة والنصف صباحا وأذهب بعدها للعمل أي نصف النهار أقضيه في العمل بالمسجد وخصوصا اذا كان أذان الصبح في وقت مبكر في الساعة الثالثة أو ما شابه، ولهذا لا أستطيع القول غير اني كنت أعمل برغبة وأضف لهذا صعوبة البناء وحيدا.
– كل شخص لديه قدوة في العائلة أو القرية أو المحيط به تعطيه الحافز، فمن هو بالنسبة لعلي ابراهيم؟
بصراحة لم أكن أخذ القدوة والدافع والحافز من أحد، لكنه دافع الأجر والثواب والمساجد التي كنا نتعلم فيها ورفع الحسنات في رصيدي.
– حاليا كم مسجد انهيت تشييده؟
تقريبا كل مساجد بربورة تم تشييدهم (مؤمن، الدويرة، الامام الصادق، الباقر، الهادي، أبو ذر، محمد الجواد، سلمان الفارسي)، وكان التسييس – وضع الأساس – قد تم في عام 1984م لما أرادت الأوقاف الجعفرية تسجيلهم وحينها كان مسجد الشيخ مؤمن مبني ومساجد الامام الباقر وسلمان الفارسي ومحمد الجواد كانوا آثار فقط، فتم تعيينهم من مندوب الأوقاف كمساجد يرجعون للأوقاف الجعفرية وهذي الخطوة عادت لنا بالنفع، فحين نرى وضع قرى أخرى مثل قرية سند خسروا أكثر من مسجد، فهذه الأوراق التي احتفظنا بها للمساجد على الرغم انها كانت أوراق بدائية، وكان بالموضوع جماعة أتذكر منهم جاسم ماجد، محمد علي مكي”أبو الحسن”، محمد ابراهيم وجعفر الهدي.. واحتفظ بالأوراق جاسم ماجد وبعدها تم تسليمها إلى الصندوق. وبالنسبة إلى أسماء المساجد، الأسماء التي لم تتغير هي مساجد (مؤمن والدويرة ومسجد الشيخ يوسف) فقد بقوا على أسمائهم القديمة التي رجعنا فيها لكبار السن لتحديدها، وأما الأسماء الجديدة كانتمن قبل جاسم ماجد.
– صف لنا بداية العمل في مسجد الشيخ مؤمن؟
طبعا كان موقع المسجد حينها مخيف فقد كانت المنطقة تحوطها الأشجار والإضاءة فيها معدومة، وبدأنا صبغتها بالنوره التي بعمل خلطتها من الصبح ليكون مثل الصبغ وكنت بشكل يومي أذهب أصبغ جزء في المسجد بهذه الطريقة، وصادفتنا مشكلة الماء للوضوء والصلاة الذي لم يصل لتلك المنطقة، ووتبرع جارنا – صاحب الحوطة حاليا – وقد تضرر من جراء هذه العملية، وانتقلنا لآخر والأمر نفسه وتضرر وبعدها سعينا لحل مشكلة الماء بتوصيل الماء للمسجد وتمت ولله الحمد.
– من انضم معاك في أعمال المسجد بعد ان كنت لوحدك؟
دخل معي عبدالله مسعود وبقي الأمر ناس تأتي وناس تذهب إلى أن اتوا مجموعة من الشباب اتذكر منهم منصور صالح وعلي قمبر.
– حدثنا عن تأثير هذا المسجد على أفراد القرية؟
المسجد كان خارج القرية وحوله نخيل والناس بطبيعتها تبحث عنالجديد، والزراعة التي عملناها حول المسجد شدت الناس إليه، فلقد كان المسجد بدون زراعة أو توجد به زراعة مهمولة للغاية فقمنا بتحديد المسجد ورجعنا للحاج أحمد بن جمعة وسألناه عن المنطقة المحيطة بالمسجد وحدوده وزودنا بالمواصفات وعرفنا بأنالأرض لا تعود ملكيتها لأحد وكانت “اضعون” وكان فيها بئر للوضوء والاستعداد للصلاة وعلى هذا الاساس قمنا بتحويطها.
– متى وكيف كانت بداية الاحتفال بمسجد الشيخ مؤمن؟
بالنسبة لفكرة إقامة الاحتفال وتحديد مولد الحجة (عج) هي فكرة جماعة من الشباب منهم منصور صالح وعلي قمبر، وهذا الاحتفال ساعد على دعم المسجد وتفاصيله مسجلة ومدونة لدينا كيف كان الوضع والحضور والتفاعل والعريف، وفي بداية إقامة الاحتفالات تقريبا عام 1984م لم توجد الكهرباء بالمسجد وكنا نستخدم الفنر للإنارة وبعدها غيرناه لـ”تريك” لأنه لا يخرج دخان أو غيرها وبعدها انتقلنا لاستخدام الشموع واستمر بنا الوضع حتى مجيء الكهرباء للمسجد تقريبا بالعام 1988م. وبالمناسبة كان كثير من الناس ينتقدنا اننا منشقين ونريد نعمل حزب بالقرية ولكننا كنا نوضح لهم بأن هذا الأمر لم يكن هدفنا وكنا ننسق مع الجمعية الحسينية ونحرص ان تكون لها كلمة عبر أحد أعضائها لكي نزيح هذه التهم عنا وفي النهاية كلنا أبناء الجمعية ومساجد القرية.
– ماذا بعد بدايتك بمسجد الشيخ مؤمن؟
للتوضيح لم يكن عملنا مقتصرا بمسجد الشيخ مؤمن أو مساجد بربورة في تلك الفترة كنا نعمل في عديد من المآتم والمساجد ولم يقتصر عملنا على القرية فقط وصل نشاطنا وعملنا إلى سند وعملنا في مآتم للنساء، وأشيد هنا بفضل الأستاذ حميد”أبو رائد” كان له فضل كبير بذل كل ما يملك من وقت وجهد ولم يبخل، وكانت المساجد والمآتم تبنى بأيدي أهل القرية مثل مأتم الكاظم بشكل قليل ومأتم آل معراج ومأتم آل مرهون القديم ومأتم آل زيد ومأتم آل مدن ومآتم آل خاتم، وكان الوضع حينها مريح جدا والشغل غير متعب بسبب كثرة الأيدي العاملة فما ان يتم الاعلان عن وجود عمل في مأتم أو مسجد ترى الجميع يأتي للعمل ومن دون دعوة شخصية وحتى الكبار بالسن يعملون معنا. وبالنسبة لبناء مأتم “بت علي” كان في فترة متأخرة عن تلك الفترة، وآخر تلك المأتم كان مأتم السبطين للنساء وقد كنا بالفعل نعاني ويعود السبب لكةن البناء في فترة الأحدث – اضطراب سياسي في البحرين – وكانت الاعتقالات السياسية كثيرة بين صفوف الشبان مما اضعف الحضور للعمل، ومع هذا كان هنالك من يساهم فيالبناء وواصلنا العمل، وبالمناسبة حتى لو أتى شخص إلى الموقع لمعاينة العمل ولا توجد لديه ميول للبناء والعمل وحاضرا بملابس نظيفه لا نجد حرجا من طلب المساعدة في أمر وكأننا نمل هذا الحق ويتقبل الأمر بدون تكلف. ولكن المعاناة الأكبر كانت عندبنائنا مسجد شيخ مؤمن الجديد، فقد كنا مصممين على عدم جلب العمالة الأجنبية والعمل بأيدينا وعلى الرغم من ان العمالة تلك الأيام بالمقارنة بالآن كانت رخيصة، وفي بداية العمل في مسجد الشيخ مؤمن كان الوضع عاديا فلم نكن نحتاج إلى أكثر من وجود 3 أو 4 أشخاص فقط اذا كان البناء في الأسفل، وما ان يذهب البناء للأعلى كان يجب علينا انتظار اكتمال النصاب والعدد اللازم من الأشخاص لخلط الاسمنت “الـغيله”، وكنا نذهبللعمل فيه بعد الانتهاء من أعمالنا عند الساعة الثانية ظهرا وونتظر قدوم العدد المطلوب للبدء بالعمل ولكن ظروف عمل الشباب في الوزارات والآخرين بالقطاع الخاص وبعض الأحيان ننتظر للمغرب فنقيم الصلاة دون تمكننا من بدء العمل، فاضطررنا في هذه الفترة لدعوة الناس للعمل معنا، ولكن بسبب عدم تمكنهم من الحضور لظرف ما او لارتباطاته فقد كانوا يعتذرون ولم نكن نلوم أحد، ولكننا كنا بالفعل نعاني حينها واستمرينا على نفس المنوال للنهاية ولكننا قررنا بعدها ايقاف العمل لأن الأمر أصبح الآن بلا جدوى، واضطررنا بعدها لاستخدام الأيدي العاملة مقابل أجرومتبعتها.
– وهل كل مساجد القرية اليوم موثقة في الحكومة والأوقاف؟ بالاضافة إلى المسميات والقيومين؟ وهل انتهت المشكلات في هذا الجانب؟
الحمد لله لا توجد لدينا مشاكل في قريتنا النويدرات والكل يشيدبها في هذا الجانب ولن أتكلم بما سمعته من القرى المجاورة من إشادة وإطراء.
– حاليا ما هي مشاريعك التي تعمل عليها سواء بناء أو ترميم؟
الترميم فهو لا ينتهي ومستمر، وأما البناء فقد تم ببناء جميع المساجد وهنالك مشروعين ينتظرون الترخيص، والمشاريع التي أقوم بها الآن في قرية سند فهم قد فقدوا للآن مسجدين أو ثلاثة ولديهم نفس العدد من المساجد لا يستطيعون بدء العمل فيه، وقد انتهينا من بناء مسجدين بقرية بسند أحدهم في إسكان القرى الأربع الجديد ونحن طلبنا الإذن من أهل قرية سند بالعمل من باب الذوق بحكم انه ليس بقريتنا وأعطوني الموافقة بالبدء، ولكن صادفتنا مشكلة في بناء المسجد فهو ذو حجم صغير ولا يوجد في تلك المنطقة مسجد، والأرض التي جنبه مذكورة باسم المسجدالجنوبي ومستأجر الأرض عجمي وقد عرض للمسجد اضافة الأرض، كذلك أهل سند لم يقومو بتعليم حدود المسجد الجنوبي ولا المساجد الأخرى، وقد استفتوا سماحة السيد السيستاني في الأمر وجاء الرد بأن ابنوه كما هو عليه، وتم ذلك – بنائه بحجمه الصغير – ونحن الآن حفظنا المسجد، وانتقلنا الآن لمسجد داخل قرية سند اسمه مسجد الدارسين.
– ذكرت بالإجابة مشاريع مساجد في القرية ينتظرونالترخيص، حددهم لنا؟
الأول لدينا مسجد في الريحانية قريب لأسواق المنتزة من الخلف ننتظر خرائط البناء أن تجهز وقد مر عام كامل على هذا،فالمساجد التي بدون ترخيص في أشهر تنتهي أما هذه الأرض فوضعها مختلف لأن صاحب المخطط في تلك الناحية هو من خصص هذه الأرض كمسجد لمن يطلبه، وتحركنا على الموضوع وبالفعل انتهينا من الاجراءات مع وزارة العدل، وأطلقنا على المسجد اسم مسجد الرسول (ص)، ونحن ننتظر ترخيص للبدء فيه لأنه ضمن مخطط، وبالمناسبة حتى في موضوع هذا المسجد كلمني شخص اذا كانت اجراءاتكم جاهزة في هذا المسجد ممكن نساهم لفعل الخير وهذا الشخص له بصمات خير معانا في القرية وهو دائم المساهمة. والثاني جامع الرسول (ص) ولديهوضع آخر فحتى خرائطه جاهزة، ولكن صدور قانون الحكومة بلزوم الرجوع لوزير العدل وترخيصه في المشاريع الاسلامية ورفض المجلس العلمائي له وأمرهم بإيقاف العمل لدى الطائفة لكي لا نضطر بالتعامل مع القانون فأوقفنا العمل، وبعد تراجع الحكومة عن القرار، ظهر لنا قرار وقانون جديد وهو بوجوب وجود مواقف السيارت في المخطط، ونحن خرائطنا جاهزة بدون مواقف سيارات وهم يريدون تطبيق هذا القرار وللآن ننتظر الترخيصوانتهاء الاجراءات للبدء، وهذا الجامع أيضا حصلنا على متبرع بـ 50 ألف دينار منذ مدة ولكنه على ما يبدو مل من الانتظار وأخبرنا انه اذا كانت اجراءاتكم ليست جاهزة سأحول الأموال لمشروع خيري آخر لأني لم أوقفها على هذا المشروع ونحن لا نستطيع أننقول له أوقف أموالك ولا تحركها على الرغم ان مبلغ 50 الف دينار دافع قوي للتحرك
– هل يوجد دور لمؤسسات القرية مثل صندوق النويدرات في دعم المشاريع والمساجد؟
للصندوق دور كبير في حفظ المساجد وتشييدها، ومؤخرا قام بتشجيع ودعم المشاريع وعين القيومين ودعم وساهم بنصف المبلغ بالإضافة للتبرعات التي تأتي من الناس كلها عن طريق الصندوق، والمساجد التي بنيت بالفترة الأخيرة (الباقر، الجواد، الهادي، الصادق، الدويرة) تستطيع القول كلها بمتابعة من الصندوق.
– هل هنالك لجنة خاصة بالمساجد ورعايتها معينة من الصندوق أو غيرها في القرية؟
لا نستطيع القول بوجود لجنة بمعنى اللجنة المتعارف عليه ولكن هنالك مجموعة صغيرة أو لجنة صغيرة من ضمنها علي ابراهيم الذي يدير العمل.
– أشتهر علي ابراهيم بالعمل الميداني ففي كل ماتم أو مسجد في القرية نرى بصمات الى علي ابراهيم والسؤال: الماذا لا نرى علي ابراهيم متواجد في أدارات مؤسسات القرية أو للجانها كالصندوق الخيري والجمعية الحسينية؟
منذو صغري وأنا أعشق العمل الحر والعمل الميداني وبحكم كثرة انشغالي لا أستطيع الذخول في أدارات أو اللجان ولكنني دائمآ وباستمرار يكون هناك تنسيق بيني وبين الصندوق الخيري والجمعية الحسينية ، فالتنسيق مع مؤسسات القرية هو أمر مهم.
– هل تواجهكم مشاكل تتعلق بالدعم المالي وميزانية المشاريع؟
ثق بأنه في هذه المشاريع ندخلها بدون ميزانية ولا تقديرات أو حسابات، نعم من المفترض علينا أن نحسب ونقدر ولكنا لانضع حسابات وتقديرات، فعندما قررنا الدخول في مشروع بناء مسجد شيخ مؤمن كانت ميزانيتنا تقريبا 1800 دينار فقط، وفي الوضع الطبيعي لا يمكن البدء في مشروع كهذا بهذه الميزانية ولكن بتوفيق الله انتهى العمل وكل شيء على ما يرام. وفي هذا الصدد عملنا جمعية نحن العاملين بالمسجد، كل فرد يساهم بمبلغ 10 دنانير شهريا واستمرت الجمعية لهذا اليوم وبعد ان انتهىمشروع بناء مسجد شيخ مؤمن واكتفائه واصلنا الجمعية ولم نقطعها وساهمنا في بناء المساجد كلها في القرية، وليس هذا فقط الآن بدأنا بعدما أصبحت مساجد القرية غير محتاجة وسعنا نطاق الجمعية على مستوى المنطقة أي مسجد يأتينا لطلب المساعدة وهو محتاج للأموال ولدينا أموال ندعم المسجد، منها مساجد قرية سند ومسجد الإسكان المذكور سابقا.
– هذه الجمعية كم عمرها الآن منذ بدايتها، وهل هي معلنة أم خاصة؟
تقريبا عمرها الآن 8 أو 9 سنوات، وبدأناها واستمرينا بها بيننا وبين الأشخاص القريبين منا الذين لا توجد بيينا وبينهم كلفة، نخبرهم عن الموضوع للاشتراك معنا وأخذ الأموال منهم، وطول هذه السنوات هنالك من يقول لا أستطيع التجديد والاستمرار بالدفع لظروفي المالية وهنالك من يجدد ويظيف معه زوجته أو أحد أقربائه مثلا، والقائم على الجمعية الآن علي ابراهيم وجعفرحسن عيد وحسن ابراهيم لمن يرغب في مراجعتهم.
– ما هو المشروع الحالي الذي تعمل فيه هذه الأيام؟المشروع الحالي هو بمسجد في سند وبدأنا بالعمل فيه بالاتفاق مع أهل قرية سند بعد اقناعهم بأنهم خسروا مسجدين وعلينا أن ننقذ هذا المسجد قبل خسارته، لأن هذا المسجد لا يوجد له أساس فقط تلة صغيرة واستحسنوا الفكرة، وبدأنا بالبناء ولله الحمد، وعلى الرغم من أننا بدأنا البناء بميزانية ألف دينار فقط لكننا حصلنا على دعم من البيوت المجاورة وذلك بسبب خلو المنطقة من المساجد، ويصل مبلغ الدعم للمسجد 3 آلاف دينار والمسجد كبير ليس بحجم المساجد الصغيرة في منطقة بربورة، بل حتى انه أكبر من مسجد مؤمن بقليل ووصلنا للآن فيه للبناء العلوي.
– إلى متى ستستمر في هذا العمل؟البعض يكلمني “انت ما تستمل؟ ما تتعب؟
نعم أتعب والتعب شيء طبيعي للانسان ولا يوجد من لا يتعب ولكني احصل بالمقابل على لذة وراحة من العمل في هذه الأماكن.
– ماذا تقول حول العمل التطوعي؟
العمل التطوعي بطبيعته ممل، يمل وينفر منه الناس لأنه بدونمقابل بالمعنى المادي فالجائع يريد سد جوعه والذي لا يملك مدخول مناسب يريد تحسين وضعه بعمل إضافي، وهو يرى ان العمل التطوعي عمل مجاني ولكن في حقيقته هو بمقابل أجرأخروي ولكن ليس الجميع يستوعب هذا المفهوم.
– ألا تجد بأن العمل التطوعي طُبع على حياتك الشخصية، وأن أمور كثيرة في حياتك فرجت لك بسببه؟
أحس شخصيا ان كل ما لديي ببركات هذه المشاريع التي أقوم بها، حتى اني أحدث أصدقائي بأني لا أملك شهادات أو مؤهلات ولا أكثر ذكاءا من غيري ولا أملك تخطيط أفضل من غيري ولله الحمد أنا بخير.. بخير، يكفي ان البعض ملازم للمستشفيات، وهذه نعمة انك بعيد عن المستشفى انت أولادك، وهي أكبر نعمة لا أحد يقدرها، نعمة الصحة التي تحتاج لشكر الله عليها، وكذلك توجد أمور تفرج بدون تعسير ويحس المرء بانهذه الانفراجات ما كانت لولا هذه الأعمال، وشخصيا الاحظ من يعمل في هذه الأعمال الله ييسر كل أموره، وعلينا شكر الله انه موفق سعينا وجهودنا وهي من النعم الكبيرة التي يشكر الله عليها.
– بماذا تنصح الشباب في العمل التطوعي؟
أكرر بأن العمل التطوعي بطبعه ممل ولكن عليهم التحلي بالعزيمةففي بعض الأحيان يجب عليك أن تنهض من نومك بالقوة أو كما صادفنا في بعض الأعمال وكان المتبقي على وجبة الفطور في شهر رمضان ما يقارب الـ 10 دقائق فقط ويأتيك هاتف من الخرسانة بالقدوم بوجود “صبية” وهنا تخير نفسك بين الفطور وانت صايم وقضيت النهار في العمل ونفسك تحدثك بالجلوس مع عائلتك والإفطار ولكن عليك أن تغلب نفسك وتقول لا هذا العمل أبدء. والمسالة الأهم هي مسألة النية متى ما أحسنت نيتك مع اللهالله عز وجل سييسر أمورك، فنحن نذهب لشغلات مستحيلة نراها تنفرج والامر كله يعود لتوفيق الله تعالى.
– عملك هذا يأخذ من جهدك ووقتك الكثير، هل سبب لك مشاكل في الأسرة؟
زوجتي متفهمة ولكن توجد مسألة الضغط الذي أكون فيه فأنا بشر وبحكم ارتباطي بأعمال ميدانية تحتاج لجهد وعمل عضلي وفكري وهو مختلف عن عمل اللجنات، ففي بعض الأحيان ترجع البيت وعليك ضغوطات كبيرة جدا وتريد أن تنعزل في جو هاديء، وكمشاكل مع زوجتي أو البيت أو حتى أيام الوالد – رحمة الله عليه – لم تكن هناك مشاكل بسبب عملي هذا، وهم متفهمين لظروف عملي ايضا مثل خروجي من البيت قبل وقت الأذان أو عند رجوعي للمنزل في وقت متأخر من الليل. – هل تجد أبنائك متأثرين بعملك التطوعي؟يبدو عليهم التأثر ولكني حريص على أن يكونوا متقدمين بدراستهم وما كانت أشغلهم بأشغال من هالنوع وأحرمهم دراستهم، وأنا أتمنى أن يكونون مثلي وبل أفضل مني في هذا الجانب، وأنا لا أمنعهم من أي عمل تطوعي بل أريدهم أن يعملوا.
– كلمة أخيرة تود التصريح بها؟
كلمتي الأخيرة تتعلق بالتعليم الديني بالمساجد وتأثيره الكبير على القرية، ففي الثمانينيات على الرغم من الخوف والإعتقالات والناس مصرة على التعليم في المساجد والمحافظة عليه وكان التوجه الديني قوي جدا، واستمر الأمر حتى التسعينات وفي فترة الأزمة، ولكن بعد الاصلاحات كان من المفترض علينا استغلال تغير الوضع والهدوء وذلك بتطوير لمستوى التعليم الديني بالقرية ولكنا نرى العكس، ولهذا أدعوا لتطوير التعليم الديني بالقرية وتمويل المدرسين فيه براتب شهري، وأشيد بعمل اللجنة النسائية حيث أنها متقدمة جدا في هذا المجال فقرية النويدرات محسودة على عدد المثقفين فيها، وقلة الاهتمام بالتعليم الديني له تأثير كبير على الشباب والجيل الصاعد وشبابنا محتاجين لمن يحضنهم في هذا الجانب.