تغطية: ذكرى مولد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام ١٤٣٩هـ

آيةٌ للكمال والعفة، ونبراسٌ للحنان والرحمة، هي أم أبيها التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها، هي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، هي التي يُزهر نورها لأهل السماء كما تُزهر الكواكب لأهل الأرض، هي من تفطم شيعتها من النار، هي الحوراء الأنسية، والبتول الزكية، والراضية المرضية، هي فاطمة الزهراء، بنت رسول الله، وزوجة وصي الله، وأم الأئمة الأطهار.

العشرين من جمادى الثاني، يومُ ولادة بضعة رسول الله صل الله عليه وعلى آله الطاهرين، ويومُ قدوم الصديقة الطاهرة إلى الحياة، وهو يومٌ عاهد فيه الشيعة أنفسهم على إحياءه بقلوبٍ مغمورةٍ بالفرح والبهجة، وأهالي قرية النويدرات البحرانية جزءٌ من تلك المعاهدة الباقية حتى يأذن العلي القدير بأخذ أمانته.

رغم قُصر حياة الصديقة الكبرى عليها السلام، إلا أنها كانت كالعين التي ترفد السواقي بمائها العذب، فمن حياتها الفاضلة استقى المؤمنون قيم الإسلام المحمدي الأصيل، ومن تلك الثوابت تكونت فقرات الحفل البهيج بالولادة الميمونة والذي أقيم بمأتم آل زيد، وقدمه العرّيف علي محمد علي إسماعيل.

أولى القيم الأصيلة كانت تلاوة آيات الرحمن، والتفكَّر في ذات الله، والتمعن في كلماته، حتى يتملك اليقينُ الإنسان ويبلغ مرتبةً عظيمةً من التسليم والتصديق لله الخالق الأحد الفرد الصمد. وانطلاقاً من ذلك، قرأ القارئ قاسم سرحان آياتٍ بيناتٍ من الذكر الحكيم بثت في القلوب الطمأنينة والسكون.

أما ثاني القيم فكانت التزود بمعاني العلم والمعرفة، للوصول إلى حالةٍ من البصيرة والإدراك، وهذا ما حاول سماحة الشيخ إبراهيم الأنصاري إيصاله للحضور الكريم عبر كلمته بعنوان “جنة الرضوان”، والتي وضّح خلالها إطلاق ذلك الوصف على السيدة الزهراء عليها السلام.

ومن قيم المعرفة إلى قيم العطاء، مع فرقة أبناء الزهراء للأنشودة الإسلامية، والتي تعتبر مثالاً بارزاً على إخلاص النية والتفاني في العمل، لنشر تعاليم السماء التي جُعلت في عُنق كُل فردٍ من أفراد البشر.

رابع القيم كانت إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام والتبليغ بنهجهم الرسالي، وذلك عبر الوسائل المختلفة والمتنوعة، ومن أبرزها إنشاد الشعر في أفراحهم وأتراحهم، وهذا ما أتقنه الرادود أسعد الساري الذي ألقى على مسامع الحضور قصائداً ولائيةً تحمل في طياتها مفاهيم العترة الطاهرة.

ومن ضمن القيم التي سعى الحفل لترسيخها في الأذهان، قيمة التكريم والتقدير التي نفتقدها في واقعنا المعاصر، وما لها مكانةٍ كبيرةٍ قادرةٍ على تحفيز الشخص لبذل المزيد في سبيل الإرقاء والسمو. ومن هنا كرّم مركز الإمام الحسين عليه السلام مجموعةً من طلابه نظير اجتهادهم وانضباطهم في المركز.

وأخيراً اُختتم الحفل مع صوتٍ روحانيٍ للقارئ حسن القطان، ومع قيمةٍ سادسةٍ من أبرز القيم وأهمها، ألا وهي الدعاء والتضرع إلى الله، بالتوبة والإنابة، والعفو والمغفرة، وسؤاله الهداية والرحمة، وتقديم السادة الأطهار من آل محمد بين يدي الله، طالبين منه تعجيل فرج القائم المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.

وما زالت العين لم تنضب، وفيها من القيم ما لم يُذكر، ومن الثوابت ما لم يُعرف، فهنيئاً لمن ارتوى منها، وارتشف من معينها علماً وورعاً وتقوىً وعبادة.

يُذكر إن مأتم الإمام الكاظم عليه السلام احتفل أيضاً بهذه الذكرى المباركة، بمشاركة سماحة الملا مهدي المنامي الذي قرأ المولد الشريف على الطريقة البحرانية القديمة، وسط ترديد من الحضور للصلاة على محمدٍ وآل بيته الطيبين الطاهرين.

السلام عليك يا بنت رسول الله، السلام عليك يا بنت نبي الله، السلام عليك يا بنت حبيب الله، السلام عليك يا بنت خليل الله، السلام عليك يا بنت صفي الله، السلام عليك يا بنت أمين الله، السلام عليك يا بنت خير خلق الله، السلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله ورسله وملائكته، السلام عليك يا بنت خير البرية، السلام عليك يا سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، السلام عليك يا زوجة ولي الله وخير الخلق بعد رسول الله، السلام عليك يا أم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة، السلام عليك أيتها الرضية المرضية، السلام عليك أيتها الفاضلة الزكية، السلام عليك أيتها الحوراء الإنسية، السلام عليك أيتها التقية النقية، السلام عليك أيتها المحدثة العليمة.

لقطات من الحفل المقام بمأتم الإمام الكاظم عليه السلام شاهد المزيد بالضغط هنا:

لقطات من الحفل المقام بمأتم آل زيد لمشاهدة المزيد إضغط هنا:

 

شارك برأيك: