حوراء بنت الشقشقية موقفا
أي بنت حيدر والبيان تهتّفا
إن لست تعرفها مقارعة العدا
سل نصَّ خطبتها امتشاقا عُرِّفا
إن قلتَ خطبتها الفقار كفالق
ستكون أعطيت المجاز المرهفا
وتكون قد شايعت سيف المرتضى
في الحرب تنقل ما رأيت لتنصفا
هي زينب .. والشقشقية عندها
ليس البيان تنمُّقاً وتلطُّفا
بل إن قصر يزيد خر بسقفه
ومن القواعد .. والبيان تسقَّفا
يا من رأت ذبح الحسين بكربلا
كمعفر للكون دار فأوقفا
ورأت فؤادا من يثلث سهمه
هو من إليه فؤاد زينب قد هفا
واستعوضت قرآن ربِّي صامتا
قرآن رأس ناطق .. أن ينزفا
فمعادل الذبح العظيم بكربلا
قصر تنطّح شامتا .. أن ينسفا
وهي استعارت خنصر السبط الذي
بتروه في فن الإشارة مقتفى
لتشير أن يزيد أسقط عرشه
منذ الحسين على العرا ما لُحِّفا
لبيك زينب قد ملكت شآمهم
والكل منك لدى بيانك أوجفا
والكل قال الشقشقية أسكنت
وسط الضريح .. وقيل أن تتصرَّفا
فتصرفت حفظ المقام وأهله
دحر البغاة ومن أتى كي يرجفا
عود الحسين إلى الحياة ورأسه
اعتمر السلاح .. وصار حشدا أشرفا
جيش ارتزاق بعد سحت تآكل
صار الكيان المستحيل الأضعفا
وهتاف لن تسبى العقيلة مرة
أخرى أمانَ الشام خاط تزلُّفا
فعليك في الدمعات بعض سلامنا
وعليك صبرا أن نحيط تطوُّفا
وعليك في ندب الحسين ورزئه
ألا تري كفا لجفن جفَّفا
وعليك في تعب المسير إلى السبا
ألا ترينا نستطيب توقُّفا
فالزحف نصُّ الشقشقية بعدما
كسرت زحوف القوم قمت لأزحفا