في الكاظمية .. ثم غيظ يكظمُ
لكن بدمع إن جرى لا يُكتم
خرج الإمام لجسر بغداد على
ترك الجنازة .. وهي نعش أبكمُ
فتفصَّحَ الأحباب ذاك إمامنا
موسى .. ولا خوف لكتم يُلجمُ
موسى غدا موج الحشود لقبره
والجسر للنعش المترَّك مأتم
في الكاظمية .. كربلاء تناسخت
رزء الحسين برزء موسى مُضرمُ
وجنازة تركت لجسر عبورها
فعلى عفير كالحسين تسلَّمُ
وتقول: متروك بدون جنازة
والترك غير الترك .. رزؤك أعظمُ
لكن لنا ذات الحشود بكربلا
والكاظمية .. تركنا من يُقحِمُ
وسط الزحام .. يقول جسر موَّدتي
الود ترب الطفُّ .. ودٌّ مفعمُ
وسط الزحام .. فلست حشر جنائز
حشر الضريح هو الفضاءُ الأدومُ
إنِّي أنا موسى ابن جعفر صورتي
وجه الحسين .. وثمَّ نحر أكرمُ
وفداه من جسد ترضض صدره
جسدي إذا ما اصفرَّ وهم يسمَّمُ
جسدٌ ربيعيُّ البقاء ولو غدا
صدرٌ يشابه للزهور .. يُهشَّمُ
كالوردة الحمراء في تكسير أعواد
لها .. فبها يفوح العندمُ
جسدي خريفيُّ البقاء لظالم
بالوردة الصفراء ساعة تعتمُ
وهو الربيع إليَّ .. كل زهورنا
ألوان شتى .. والرحيق مؤمَّم
زوروه موسى .. لا يقاوم عطره
زوروه .. فالتتريك فيه المندمُ
زوروه .. ينفعل الحسين بحمرة ال
دم .. عاشرٌ شفقاً .. فصعبٌ يُفطمُ
هو عاشر في يوم موسى مثبتٌ
بالصفرة الحمراء إذ تتأقلمُ
ريح أتت من كاظمية سعينا
يا فاقديه عصفتُ كي تتقدَّموا
وتشيِّعوه بفعل حشر ناسخ
تركا .. فأصحاب الزحوف المعلمُ