رثاء الإمام الكاظم للشاعرة نزهة عباس البربوري

لله رزوء سره مجهولا
أو مثل موسى يكتسي الزنجيلا

حسر الزمان عن الرشيد لثامه
تبت يداه ليتها المشلولا

ويل لنفس ساءها ما سولت
رفعت غطاء خلته مسدولا

سل عنه أرباب الحديث ماله
قبرا لهارون زوى مهمولا

غيبت خير العابدين بعصره
وطمست علم الوحي والتنزيلا

وبنيت شاهقة القصور تنعما
وأودعته طامورة التنكيلا

فاحجبت يا شر الخليقة شمسها
أمسى الأنام يأمها التعويلا

ثكلا تحدي من خلو ربوعها
ماكف دمع العين بل مهمولا

وتصيح إن صاح المؤذن فيهم
أدوا الصلاة وبجلوا تبجيلا

ثكلا الصلاة حزينة تبكي له
اين الإمام الكاظم المخذولا

أين الذي لولاه لا أرض ولا
شمسا تأذن ساعة التهليلا

من للمنابر بعد أن غيبته
من للتلاوة إن علا الترتيلا

أوغلت في شد الوثاق ضغينة
فأدميت ساق الزاكي المعزولا

لله در السجن من أنفاسه
يتلفظ القرآن والإنجيلا

تحنو عليه تارة و تلبيه
لبيك يبن المصطفى المرسولا

حتى رماه من نقيع سمومها
ارداه مسموم الفؤاد عليلا

بأبي غريبا في قعور سجونها
لاقى الآله معذبا مقتولا

شارك برأيك: