قلبي لشوق المتعبين دليلُ
ولسان حالي عندهم إكليلُ
والشوك فيه .. عليهِ غرسةُ زهرةٍ
هو من تمام الزهر .. فهو جميلُ
ومشاعري .. دوس الحفاة إذا مشوا
أنا واهبٌ .. هي للحفاة سبيلُ
أُنسِي بهذا الدوس .. في أقدامهم
حرثي .. وفي سحناتهم قنديلُ
أُنسِي .. سياحة زاهدٍ بين الورى
إذ يظهر المحروم والمخذولُ
فالتائهون على الطريق تحزَّموا
وحزامهم في شدِّهم تضليلُ
والمرهقون من العبور تكدَّسوا
أكداسهم دون السرى تعطيلُ
والثائرون تألّبوا .. فتصلَّبوا
وبهم شرايين الحياة خمولُ
وأنا الذي ما زلتُ أحملُ ساقطا منهم
وقيل لكتفيَ المحمولُ
أستشرف المهديَّ من ضوضائهم
وسط الطريق .. وفي العيون هُطُولُ
وأقول: لا ما مهوى إليه ..
وهل ترى .. عند القلوب المقفلات حُلُولُ؟!
وإذا بدون مهابط للوحي ما
بين القلوب .. غيابه التنزيلُ
وإذا القلوبُ المقفلات تَفتَّحتْ
أقفالُها .. وشعورُها المعزولُ
تترقَّبُ المهديَّ قدر شعورها بالعجز
.. وهو لطاقة تحميلُ
هي لم تكن والقفلُ يغلق بابها
عزلاء يوما .. صابها التعزيلُ
هي والتوحدُّ إذ تعيشُ .. فريسة
لتوحُّشٍ .. وتقول: طفليَ غولُ
فمتى يموتُ الغول .. يشغرُ دائما طفلي
وما في خوفه المأهولُ
البال بالمهديِّ أمَّمَ شغله
ما كان حراًّ إذ هو المشغولُ
فإذا هوى التأميم عن أحلامنا
سقطت حصون الوهم فهي طلول
وأتى الربيع عن الفصول جميعها
نادى .. فما بعد الربيع فصولُ
وربيعنا المهدي .. حيث شتاؤنا
وخريفنا .. أن يسقط المحصولُ
وبأنْ نرى ثمر انتظار ناضج
بالانتظار ينال منه ذُبولُ
****
مولاي أُقسمُ أن مجتثَّ الخطى
لك حين لا يمشي .. هو المجدولُ
وبأنَّ من يُخفيك نبض توجه
للماء بوصل أن إليك يسيلُ
وبأنَّ من قد قيل لا يرجوك ذا
هو ذات من يرجوك وهو جهولُ
أو هل تدور الأرض دونك سيَّدي؟!
كروية .. ولسانها مغلولُ!!
لكنَّها قالت أدور توجسا
وأدور شكاًّ واليقين قتيلُ
فأقول: قد قتل الحسين بكربلا
والثأر عندك .. در .. وسوف أميلُ
لأعدِّل الجسم المتربَّ ..
دون ميزان الحسين سيصعبُ التعديلُ
وأكون لست أدور بالملأ الألى
قتلوه تكراراً .. فبي تثقيلُ
يا من يجيد الانتظار هواية
لك في الغواية جوقة وطبولُ
لك في الغواية أن تراقص أرضنا
والأرض من رزء الحسين ثكولُ
والأرض من كروية قالت أنا
رأس الحسين مكوَّرا تمثيلُ
كروية .. سيف الفقار يديرني
وكزا .. ووخزا .. جرحه المسلولُ
في حوزة المهدي عاد .. فما على
كرويتي خوف .. وليس تزولُ
إن كانّ مستلا فما من مغمد
في وسط جسمي .. والمدار نُصولُ
أو كان غمدا .. كنتُ من إضمامة
في الغمد .. أرض الوعد .. لستُ أحولُ
يا من تخيَّر للظهور رواية
عد للحسين .. فعنده التأجيلُ
وكذاك عند السبط أقدم سيدي
عن خير مقدمك الزمان سؤولُُ
فالوعدُ أن يمشي الحفيد كجدِّهِ
للطف .. يمشي والمثال جديلُ
من هم صحاب اليوم يا أصحابه؟!
هل هم صحاب الأمس؟! قال عجول
عجِّلْ .. وعجِّلْ .. والصحاب هوادج
عجفاء .. تحمل زينبا .. وتجولُ
عجِّل .. وكان الفرق في عجل من
النفر العجالى .. يصعبُ التعجيلُ
عجَّلْ .. بنا مستنسخ من صحبكم
والصحب في هذا الزمانِ قليلُ
عجِّل .. بنا روح الحسين تمرَّدتْ
لكن بها يتعمشق التكبيلُ
ليقول إنَّ القيد قيدُ يزيدها
والروح فيها للحسين فضولُ
هذا محال أن تكون معجَّلاً
إنَّ الطريق على الحفيد طويلُ
****
للانتظار خرائط معلومة
ولها رجال خطوهم تذييلُ
أنّا مشوا تمشي الخرائط خلفهم
بسطوا الكفوف فأسقط التفصيلُ
حيث التفاصيل العزيزة عندهم
أنْ يسقط الإجمال وهو ذليلُ
حيث التفاصيل الخطوط بكفِّهم
وبها لسانُ الغيب والمأمولُ
إنَّ الخرائط كربلاء .. فكربلا
ما دون هذا الاسم .. فهو نُحُولُ
في قلة كانت .. فقالوا نحن من
هذي الصبابة كوثر مجعولُ
الله كثَّرنا وكثرَّ جمعنا
وعن الخرائط جمعنا مسئولُ
سنكون حيث نكون صورة كربلا
من فاضل صحبا لنا التفضيلُ
ولنا الشهيد مترَّبٌ وبجنبه الأصحاب
ركزة رمحهم تبجيلُ
نادت فما كان الجميع استشهدوا
إنَّ البقية نبضها موصولُ
حتى تسلِّم راية ابن محمَّد
وتقول يا قرآن يا إنجيلُ
يا طفُّ يا كلَّ المدائن ناسخت
للطفِّ .. فيها بالحلول بديلُ
خذها إليك .. وخذك أنت لحضنها
لستَ الموارب .. فالمكان أصيلُ
الطف ذات الطفِّ أمكنة على
عبق وحيد منك .. فيك شمولُ
والثأر ذات الثأر .. صحب حسينها
وصحابكم عن فعلهم تعليلُ