لبيكَ يا سِرَّ الحياةِ ونُورَها
ومُعِزُّ اهلِ الحقِ والنبلاءِ
ومُذِلُ شانِئَها وقاطعُ دُبرَها
ومُقيمُ اعوجَها من الاعداء
عجل امامُ العصرِ ياكهف الورى
واحصد فروعَ الغيِّ والبأساءِ
مهديُّ صاحبُ فتحنا ومقيلُنا
عجل فداكَ الخلقُ بالبطحاءِ
بك عَلَقت كلُّ البريةِ حُلمَها
ترجوكَ دام الروحُ رهنُ بقاءِ
ترجوكَ سيدَّها وعصمةُ امرِها
بالشوقِ تندُب رونَق الارجاءِ
في يوم جُمعتِها تُحَشِّدُ جَمعَها
ولهى لِتطرُق بابَك المُتباهي
وتصيحُ يا أملاً تَجَدَدَ في الورى
جِئنا نُناجيك بِحُسنِ رَجاءِ
وعلى روافِدِ نهرِك يا ذا المُنى
عُطشى تُمَني النَّفسَ بالسُّقياءِ
قَد أُذبِلَت منها العُيونُ لِسهدِها
وبُيِّضَ منها الاسودُ البَّكاءِ
يا بنَ الخضارمِةِ المُدَّوَنُ عِزُّها
أتُراكَ تَسمعُ نُدبَها المُترائي
أتُرى يَرُّق القلبُ مِنكَ لِحالِها
أتُرى يَمينُك تمسحُ الدمعاءِ
رباه يا ذا المن يا ذا الموهبة
هَبّ للمُتَيَّمِ بالسنى الوضاءِ
عجِّل لنا كي ينبلج نُورَ الهُدى
وأثلِج صُدوراً جمرةً حمراءِ
أنجز بِه وعدَ السماءِ المُرتجى
فمتى يَحِّلُ الخسفُ بالبيداءِ
ومتى نرى من مغربٍ شرقت لنا
شمسٌ تُأججُ هِمَّةَ العُظَماءِ
يا بنَ القماقمة الكِرام تَكرُّماً
مِنكَ علينا بِطَّلَةٍ غَرَّاءِ
وتكن لدولَتِنا الكريمةُ قائداً
أنعم بِها مِن دولةٍ عَصماءِ