إن كان التاريخ قد سجل يوم الخامس عشر من شهر رجب يوماً لاستشهاد الصديقة الصغرى السيدة زينب عليها السلام، فإن عليه أن يعيد كتابة أحداثه، فهي التي ضاق صدرها مع جدها المصطفى، وعُصرت مع أمها بين الباب والجدار، وانفلق هامها مع أبيها، وتفتت كبدها مع أخيها الحسن، وسالت دمائها مع أخيها الحسين، فسلامٌ على أم المصائب زينب الكبرى.
في ذكراها المؤلمة، نصّب أهالي قرية النويدرات مجالس العزاء في عموم المآتم تخليداً لذكرى عقيلة الطالبيين، واستذكاراً للمصائب التي اثقلت كاهلها واشتعل رأسها شيباً منها، حيث أسهب الخطباء ورجال الدين في الحديث عن حياة بطلة كربلاء.
فيما انطلق موكب العزاء الزينبي بمشاركة الرادود الحسيني السيد إبراهيم الستري، الذي رثى الحوراء زينب بقصيدةٍ مؤلمةٍ جسدت الآلام والماسي التي مرت بها في حياتها الشريفة.