حاصر عدوّك للشاعر سلمان عبد الحسين

wpid-img-20141220-wa0068من سجن جو نوازع الـشيـطـانِ
هبطت بأكملها على الـسـجَّـانِ

المترفون سجونـهـم تـرف الأذى
وكـأنـهـا فـيـض على الـفـيـضـانِ

وكـأنَّ فــي فـنِّ الـقـذارة حـرفـة
صـار الـمُـعــذِّبُ نـاسـخ الـفـنَّـانِ

متفنن في السحل والتعذيب أو
فـي كـسـره صـفـاًّ مـن الأسنان

مـا عاد إذعـان الـسجـيـن مراده
أمسـى صـغـيـرا مطلب الإذعان

سحق النفوس كريمة هو همـه
وإحـالــة الـثـــوري لــلـنـســيـانِ

لـتـقـاعـد عـن كـل حـق نـاهـض
تـغـــدو الـحـيـاة لــه بـلا إمـكــان

يـا واهـب الـنـفـس الأبـيـة عزها
والـذل مـحـظـور عـلــى الإيـمـان

أنــبــيــك أنَّ أذلــنــا مـسـتـكـثـر
آلاء عــزتــنـــا عــلــى الأوطـــانِ

ما مس منا الروح فهي مـنـيـعـة
هـي مـن بـنـائـك صـلبـة البنيانِ

لـكـنـه ذئــب عـلـى أجـسـادنــا
إذ شـاه كـل جـمـالـهـا الـربـاني

بـالـمـوبـقـات وفـعـل كـل مُحـرَّمٍ
هـو مـعـلـن الـكـفـران والعصيـانِ

من قوم لوط شاءها فـحشـاءهم
كـســـرا لـعــزة ثــائـــر بِــرِهَـــانِ

وكـذاك يـغـتـصـبُ الحرائر شهـوة
دمــويــة ويـعــيـشُ عـيـشَ أمـانِ

ربَّـاهُ ذي أفـعـالـهـم بـسجـونهـم
والـوصــف نــزر جــاءَ بـالـغـثـيــانِ

كـيـف الـذي ذاق الـعـذاب عيانـه
لأخـالـه الـمـفـقــود دون عــيــانِ

هو في الغياب حضوره مستصرخ
هـو فـي الـحضـور فغائب الأعيانِ

ربــاه مــا يـجـري عـلـيـنــا وحـده
يـكـفـي لـنـصـبـح أمـة الـبـركــانِ

مـا بـال حـكـمـتـنـا تُـمـلّـحُ جرحنا
وتقول: أخـشـى زيـغـه المتوانـي

والله لـو قــيــسـت حــرارة ثـأرنـــا
لــرأيــتــنــا فــي ذروة الــغـلــيــانِ

لــكــنَّ إطـــفـائــيَّــنــا مــتــوثـــب
كـيـمـا يـطـفـي غـلـنـا بــثــوانــي

وكــأنــه مـتـلـبِّــسٌ فـــي دمِّـــنَــا
فـالـثـلـج أمـسـى وقـدة الـنـيــرانِ

ربــاه فــوق رقــابــنــا أحــمــالـنـــا
أحـمـال ثـورتـنـا وصــعــبُ أمــانـي

ودمُ الــشـهـيــد يــبــزُّنـــا حــريــة
وكــأنـــه شــمــع بــعــنــق مــدانِ

وغـوائـل الأسـرى وأهـــوال بــهــم
تـجـري بـهـا لـم يـجـد هذر لـسـانِ

حـتـى الـحـقـوق الـعـالـميـة كذبـة
في نصرهم هي خدعة الشيـطـانِ

هـي وهـم إنـجـاز يـبـدِّدُ جــهـدنــا
وعـــذابـــهـــم وقــــر إلـــى الآذانِ

مـا كـان يـنـصـرهـم سوى قبضاتنـا
ونــزول فــتــيـتـنــا إلــى الـمـيـدان

والـيـوم كـي نـغـدو بـأحـمــال لـنــا
ثــقــلا يــرجِّــحُ كَــفَّــةَ الــمــيـــزانِ

فالشعب كل الشعب ينزل سـاحـه
ويـزيـح رخـصـتـهـم عـن اسـتـئـذانِ

ويـحـاصـر السجان وسط سـجـونـه
لا فـي الـقـرى تـغـريـدة الـفـرسـان

حـاصــرْ عــدوّكَ فـي عـتـو قـلاعــه
لا فـي قـلاعـك حـلـم نـصـر دانــي

وبـيـوم تـشـتـد الـمـعـارك حسمها
دومــا بـجــرأة أشـجـع الـشـجـعـانِ

شارك برأيك: