مولدٌ في الجنة للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

اليوم عيد في الجنان تنصَّبا
زادت على كرم الإله المجتبى

أنهار من عسل مذاق لذة
سيغت على اسم كريمها كي تشربا

أنهار من خمر ولم تسكر .. سوى
حسن أتاها نشوة كي تُنخِبا

والحور في الميلاد قالت مثل ذا
قمرا .. فمن كوعاء فاطم أنجبا

ووعاء فاطم جنَّة عن جنة
كنا بها تأتي بشبَّر كوكبا

فنضيء منه .. وصلب فاطم نورها
ما ضاء دنيا كي علينا يحجبا

النور لجيُّ الوجود وأهل هذا
النور موج جاءنا كي يصحبا

هو من يحرَّك جامدا من حبنا
بغرامنا الثوري كي يتحبَّبا

وهو الذي يعشي الذي لا ليس يقوى
أن يرى نور البصيرة أعشبا

مولاي في الميلاد حفلك جنة
وقليله الباقي لنا قد سُرِّبا

وإذا الدنا .. كل الدنا قد كوِّرتْ
صارتْ تُسمَّى في الفرائح يثربا

صارت تُسمَّى المجتبى إذ أنها
تجبى لآل المصطفى كي تُحسبا

هي تصطفى حصرا لآل محمد
في سيرة الأفراح كي تتطرَّبا

صارت تسمَّى فاطما إذ أنها
فطمت بأولاد وجودا متعبا

صارت تسمَّى حيدر صونا لها
بالسيف .. وهو وجودها قد سبَّبا

صارت تُسمَّى كالحسين شهيدة
مذ ألحقت درب الشهادة موكبا

إذ أصلها كان الكساء .. وأدخلت
وسط الكساء محبُّ أصحاب العبا

واليوم من هذا الكساء فظاهر
اسم الإمام المجتبى كي يكتبا

هو فرحة هو دوحة هو لوحنا
المحفوظ من أسمائنا كي نُنسبا

يا نسبة للآل ما أسماؤنا
إلا سهام مودَّة كي ننشبا

إلا كأوراق الندى .. أبدا فلم
تيبس .. وذا حسن إليه رطَّبا

فاللوح محفوظ بها أوراقها
بنداك يا مولاي حين تصبَّبا

يا أيها الكرم افتنا في فاقة
مسكت بكفِّك حقلها كي تخصبا

يا أيها القلب السماحة فافتنا
فيمن أحبَّك إن بحبِّك أذنبا

أذنبت حبَّك سيِّدي وجعلت ذا
ذنب الوسيلة مذ هواك تجلببا

وغرقتُ في شبر من الفتن التي
كانت كفنجان بعاصفة كبا

وطلبت بحرك كالغريق وحبكم
من دون قشتنا بجثَّتنا نبا

أصدر عليَّ بحق حبَّك فتوة
تقضي بجودك لي يكون المذهبا

فالفقر طهر المعدمين ورجس من
جعلوا الفقير مطيّفاً ومعذَّبا

فتواك فينا لهي فتوى ربكم
فيكم بأنَّ الرجس عنكم أذهبا

شارك برأيك: