أهواك شرطا للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

عشقي لهذا المجتبى عن ظلمِهِ
سبطا لأحمد .. قِسمةً من قِسمِهِ

هو أوَّلٌ قبل الحسين أتى به
فرح لقلب محمَّد في ضمِّهِ

هو في الإمامة بعد حيدر ثانيا
من ثاني اثنين المِلاكُ بإسمِهِ

حَمَلَتْهُ فاطمُ وهي تَعجزُ ..
كلما ترويه حبا أن تقوم بفطمِهِ

من ذا يؤخر مثل هذا سيّداً
ويقول: قد أذللتنا في ذمِّهِ؟!

وهو الذي كرما لقد أعطى فلم
يبقِ عناقيدا بمثمر كَرمِهِ

أعطى لينسى نفسه مذ قال قد
أعطيتُ .. قد أعطى رضاً في خصمِه

أعطى لحدِّ تجاهل الأصحاب ما
أعطى .. بقدحٍ طائش من سهمِهِ

مولاي أهوى فيك صلحا ثائراً
هو ما قبيل الحرب .. قمتَ بلجمِهِ

أهواك شرطا .. لست مشروطا .. ولم
تملَ عليك شروط طالب حُكمِهِ

أهواك ما قبل الحسين تسيّفاً
بالصلحِ .. ما خرج الإبا من رحمِهِ

أهواك إنصافا .. فإنك إن تكن
فابن الوصي علي .. بضعة لحمِهِ

يفريه من يفريك .. يفري فاطما
يا أنت .. يا موصى النبيِّ بأُمِّهِ

أهواك ملثوما بخدِّ أيمن
شغر اليسار إلى الحسين للثْمِهِ

ولقد بكى الأعدا حسينٌ مشفقا
وسيوفُهُمْ تَضرى عليه لِفَرْمِهِ

لما غدوت تسيِّفُ الصلح الذي
فيه الشروطُ أسنَّة عن هجْمِهِ

يا ذا الحليم فما بصلحك حالم
لعدوِّك الباغي كسرت لعظمِهِ

وبلغت أقصى ثورة سلميَّة
لم ينزعوا حقا بمشهد سلمِهِ

بل ثُبِّتَ الحقُّ العزيزُ ومن عدا
ليدوس صلحك غارق في وهمِهِ

ما كان يصنع عرش حكم دائم
وقد انقضى والدوس آية صَرْمِهِ

داسو على صدر الشروط .. وإنهم
داسوا على صدر الحسين لهزمِهِ

وبقى إلى الحسنين صدر زماننا
سلما وحربا كشّفا عن همِّهِ

والدوس عاد حوافرا فقدت بها
آثرا لها وتساءلت عن رسمِهِ

قل أين كانوا .. كائن حسن لنا
ما كان يعفى القبر ساعة وَسْمِهِ

هو قد تسوَّى بالتراب ولم يكن
يُعفى .. ويعرفه السعاة بشمِِهِ

من كان يعرف أين حلَّ غريمه؟!
أثرا بلا عين طوى من جُرمِهِ

والمجتبى إن كان يعفى روضة
فالمُستدَلُّ من السماء بنجمِهِ

والنور ما لم ينطفئ أو يطفئوه
بفاههم .. قد تمَّ عند مُتِمِّهِ

قد تمَّ مولوداً كأول فرحة
وكأنَّه القرآن ساعة ختمِهِ

ورأته فاطم جنّة لقطافها
لَثْمُ الرسول المشتهى في قضمِهِ

ورآه أحمد نسخةً لسماحة
غلبت عليه وقبضةً من عَزمِهِ

نادى عليك اللثم يا ريحانتي
حتى يفيض نداك عند مُزِمِّهِ

ورآه حيدر من لوازم ذي الفقار
إذا ارتخى أو شدَّ ساعة حَسْمِهِ

نادى لزمتك يا فتاي لصورتي
طبعت عليك .. أب يهيم بلزمِهِ

إذ أنت حربي في العدا سلمي لهم
وإليك أبصمُ واثقا من بصمِهِ

يا فرحة الميلاد فلتتعدَّدِي
بشمائل الحسن الزكيِّ وحِلمِهِ

لم يبقَ من حِلْمٍ يدير لواقع
ذئب .. وأنياب خفت في كُمِّهِ

لم يبق من كرم ككفِّكَ باسطا
جودا .. ونحن غنيمة من غنمِهِ

شارك برأيك: