الركن والبيت الحرام للشاعر عبد الحسين سلمان

الأستاذ عبد الحسين سلمان
الأستاذ عبد الحسين سلمان

الرُّكْنُ وَالْبَيْتُ الْحَرامُ تَرَوَّعا
لَمَّا إلَى الْكَرارِ جِبْريلٌ نَعَى

لَمْ يُبْقِ رُكْناً لِلْهِدايَةِ ثابِتاً
إنْ لَمْ يُذِبْهُ أَسىً عَلَيْهِ تَصَدَّعا

فَالْكَعْبَةُ الْغَرَّاءُ أُمٌّ أُثْكِلَتْ
بِوَليدِها وُفؤادُها قَدْ قُطِّعا

لَمَّا هَوَى سَيْفُ ابْنِ مُلْجِمِ فالِقاً
هاماً بِلَأْلاءِ الْبَلاغَةِ أَبْدَعا

هاماً كَمَالْجَبَلِ الْأَشَمِّ عُلُوُّهُ
بِذُرَا الْفَضائِلِ كَالنَّبِيِّ تَرَبَّعا

تَتَداخَلُ الْأَضْدادُ بَيْنَ صِفاتِهِ
هِيَ دَيْدَنُ التَّقْوَى وَلَيْسَ تَصَنُّعا

أَسَدُ الْوَغَى كَمْ فارِسِ مِنْ صَوْتِهِ
قَدْ فَرَّ خَوْفاً مِنْ لِقاهُ فَأَفْزَعا

لَكِنَّهُ يَبْكي بِلَوْعَةِ فاقِدٍ
حينَ الْعِبادَةِ لِلْإلَهِ تَضَرُّعا

وَخَليفَةُ مَلَكَ الرِّقابِ بِعَدْلِهِ
وَالنَّعْلُ وَاعَجَباً مِراراً رُقِّعا

طاوِي الْحَشا جوعاً لِبَطْنٍ جائِعٍ
وَعَلَى الْيَتيمِ أَسىً يَصُبُّ الْأَدْمُعا

نَسِيَ ابْنُ مُلْجِمِ رِفْقَهُ وَحَنانَهُ
فَغَدَا ابْنُ مُلْجِمِ لِابْنِ مُلْجِمِ مَصْنَعا

تِلْكَ الْبَضائِعُ كَمْ أَراقَتْ مِنْ دَمٍ
لَمْ تَرْعَ ضَعْفَ عَفيفَةٍ أَوْ رُضَّعا

لَكِنَّ مَوْلَى الْكَوْنِ في أَشْياعِهِ
صِدْقُ الْيَقينِ قَفَا الْقَساوَةِ أَوْجَعا

قَطَراتُ غَيْثُ الْمُرْتَضَى سَقَطَتْ عَلَى
تِرْبٍ يَبابٍ صارَ تُرْباً مِمْرِعا

فَبُكاؤُنا طُهْرُ الْقُلوبِ وَأْعْيُنٍ
كَيْلا تَزيغَ لِذِلَةٍ أَوْ تَرْكَعا

شارك برأيك: