مساكينكَ .. يتاماكَ للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

إنّا مساكينك المزجاة حرقتهم
عليك بعض هدايا الخوف والوجلِ

إنّا يتاماك عن أمِّ لنا وأبٍ
واليتمُ أنَّ علياًّ ليس ذا بَدَلِ

لم يخلق الله حيث اليتم منتشر
أباً رحيماً خفيض الطرف مثل علي

بل ليس مثل عليٍّ ما يشابهه
قد كان من أحد يعصى على المَثَلِ

ككلمة الله .. إن تشرح لها عددا
تكون في كلمة لا كثرة الجُمَلِ

يا كلمة الله للمسكين مختنقا
من السؤال .. تنادي قط لا تسلِ

إنِّي جوابك من دون السؤال ولم
أدعو سلوني لمسكين على خَجَلِ

يا كلمة الله للأيتام قد صلبت
أعوادهم .. بعد إحناء مع العذلِ

إن المساكين والأيتام قد شغلت
بذكر اسمك .. ذا قرآن مختزلِ

وهي التي عند باب البيت قد وصلت
وبعضها في مدى الأزمان لم يصلِ

لكنهم عرفوا يتما ومسكنة
لما رحلت .. وعاشوا وقفة الطللِ

أمام بيت بلا راع يؤمِّنُهُ
يقال أين علي .. فالمقام خلي

أمام أرض بلا عدل الوصي .. لها
يقال: كوني حريق الظلم واشتعلي

أمام شعب بلا مأوى يقال له
مذ غادر المرتضى للنفي فارتحلِ

ومذ نسيت الذي للثوب رقَّعها
في الحكم يأتيك حكما صاحب الحُللِ

أبو تراب نسيت اليوم .. بعد أبي
تراب تحكم من قصر على قُلَلِ

مع الوصيِّ غدت للعدل توصية
بأنَّ ميلك للكرار فاعتدلِ

وأنَّ ميلك عنه اليوم تكلفة
فالعدل مال .. ونادى عنه أنت ملِ

أصل المساكين خدّام لظالمهم
من دون تعليلهم فالمرء ذو عِلَلِ

أصل اليتامى ضحايا موت والدهم
من بعد موت فهم شبهات منتحلِ

وحيدر غاب عنا والمسار بنا
مع الوصي من الغفلات والزللِ

ضدَّ الوصي إذا عشنا غدا دعة
من مائدات عليٍّ أدسم الأُكلُ

يا ذا الثلاث لقيمات تقوِّتها
بطن المساكين من كدٍّ بلا كَسلِ

إنَّ اللقيمات أحجار رمتك بما
أعطيت .. حيث جراب الليل من وشلِ

مولاي علِّم يتاماك الألى نهضوا
من كبوة اليتم أن توبوا من الجمَلِ

ولتركبوا خيل عرفان وتوطئة
إلى مودة هذا الفارس البطلِ

قد غادر الآن في سرب الصلاة إلى
فوز .. فلا نك أسرابا من الفشلِ

قد قال: الله بالأيتام توصية
الله بالمرتضى قولوا بلا دجَلِ

قولوا بدمعة مكسور الفؤاد ألا
غير الإمام علي لن يكون ولي

مولى لنا في حياة والممات معا
بحيدر نحن في همٍّ وفي شُغُلِ

شارك برأيك: