نظَّارتي للشاعر سلمان عبد الحسين

الأستاذ سلمان عبد الحسين
الأستاذ سلمان عبد الحسين

نظارتي لهي عكّازٌ إلى النظرِ
بها أهشُّ على غيمٍ من الصورِ

فتنجلي صورٌ .. لا لم تكن صورا
وإنما سحب سوداء من فِكَري

نظارتي .. حاجب .. قد كان يمنعني
ما كان يمنع إشعاعا على بصري

كإنها بإهاب من سماكتها
مناكب لعريض الكتف في الغفرِ

أنا السميك بها شكلا وتورية
لكنَّني عند غيري فاقد الأثرِ

نظارتي .. من خوائي من تطاردني
بفكرة .. وأنا منها على حذرِ

متى اتكأت على درج لأبحثها
وسط الكتاب غدت طيرا بلا خَفرِ

تقول نظَّارتي هل أنت سارحني؟!
أم أنت سارحك المنفيُّ في الأطرِ؟!

فاخلع إهابك من نظّارة لبست
سربال عقلك كي تلقيه في الحُفَرِ

ما دون نظَّارة أنت التفكُّر من
دون الإهاب .. ولا عكازها العثرِ

الأفق عيناك والمسعى لها قدم
والكفُّ تلويحة المسكون بالصَّدَرِ

والقلبُ تغريدة الطير التي وجفت
من سجن نظارة عن غصنه النضرِ

وأنت يا طاقة في الجلب تحسبها
تأتي بكون بطرف العين من حوَرِ

روح الإطار انكسار في تأطُّرها
طليقة بإطارٍ جدُّ منكسرِ

يا مُضْعَفَ العينِ إنْ تمشي لهاويةٍ
بدون نظارة فاخرج من الجُدرِ

إذا غدت أمر تعكيز لهمتنا
وللخيالات تشكو أمر مؤتمرِ

أطلق عنانك أعمى العين مرتديا
خيال أقدام هذا الدرب في السفرِ

من خارج الطوق .. أعتاب الوصول ألا
تأتي إليك قبيل السير والسِيَرِ

شارك برأيك: