اعقد لواءَك في لواء القاسمِ
هذا الصغير السنُّ كلُّ العالمُ
..
في كربلاء .. الطفلُ سيفٌ قائدٌ
لم يَبْلغنْ حُلمَاً .. بعزمٍ حالمِ
..
في كربلاء .. حضيرة من نصرةٍ
الكلُّ فيها عاش فوز الغارمِ
..
واسم الحسين .. مدار كل نفوسهم
ومدار أنجمهم بفلك ناظمِ
..
طفل صغير قاسم .. لكنَّهُ
في حلبة التفكير عقلُ الهائمِ
..
يجترُّ نصرته التي
هو
عاثر فيها
بإلحاحٍ وصبر مُداومِ
..
ويرى جميعَ الصحب جانب عمِّهِ
فيغار منهم
شاء ظلَّ ملازمِ
..
يا عمُّ .. انظرْ لي .. وراقبْ وثبتي
وانظرْ كفوفي حين مسكة صارمي
..
أو لستُ أُدعى فارساً في كربلا
فلم التردُّدُ يا جميع محارمِي
..
ناداه .. أنتَ لبوس أقمار
أرى
في وجهك الحسن الزكي مُقاسمي
..
يا قسمة في الحب فيما بيننا
أكملتَ سيرته بطفل هازمِي
..
أنا غارمٌ يا قاسم في كربلا
كنْ في بقائك من قليل مغانمي
..
ناداه عمِّيَ
لستُ أقبلُ موقعي طفلاً
أنا رجلٌ وربُّ ملاحمِ
..
أنت ابن حيدر والحفيد أنا
أنا
لا تطلبن طفلي .. فتصبحَ ظالمي
..
لا تطلبن ذكراك في ابن أخ
أنا
وسط الطفوف مع الوحيدِ القائمِ
..
يا قائما بالسيف .. متكِّئاً
عليه
لقله الفادين
والأعداء .. شُحُّ مكارمِ
..
كل الطفوف تقول أقدم سلَّة
وتقول لي فاجلسْ بقلب كاتمِ
..
لا تكتمن مولاي
هل من ناصر في قاسم
يا خصَّني عن لائمِي
..
أو قل فما أنا قد خصصتكُ
وانتزعْ
منِّي وساماً أنَّنِي من هاشمِ
..
اليوم أخضبُ في الطفوف محاسني
والإذن منك .. قرار حربٍ حاسمِ
..
والإذن منك ..
يزيحُ وهم طفولتي عنِّي
وما أنا في الطفوفِ
بواهمِ
..
أنا واثق مولاي منك
ومن يدي
هي قبضتي للسيف قبضة فاهمِ
..
فبحدِّ سيفي
سوف أخضب للعدا
وعداي تخضبني بسيف
ناقمِ
..
والحال ..
سيفي من سيخضب مفرقي
أدري بذاك .. ألا أعيشُ كساهمِ
..
لستُ الخيال .. ولست فرحة معرسٍ
أنا فارسٌ أنجبتُ كل توائمي
..
شبهي شبابٌ في الزمان تمنتجو
حصرا بسوح جهادهم لمواسمِ
..
ما منتجوني زفة ممجوجة
فالخضبُ حصرا ذا زفاف مقاومِ
..
وكما تجيءُ أيا حسين لمصرعي
فتجيد مقتلَ قاتلي من آثمِ
..
ثأراً إليَّ
لكي تنوح بحسرة
حزنا عليَّ
بدون حزنٍ كاظمِ
..
فالثأر في عرف المقاوم
سُنَّةٌ أولي
وتاليها .. بُكاءُ تراحمِ
..
فعليك منِّي حيث أصرعُ سيِّدي
أزكى السلام
ودُمْ .. بشلوٍ سالمِ