الغُربة أن تكون زَينبُهم بلا “عبّاسها”، وتدخلُ من بوّابةِ الساعات!! أتوقّف هُنا، فهذه الفاجعة تستحقُ البُكاء دماً، تستحقُ إهدار الروحَ بدل الدموع، نعيش بعد الفقدِ مرّتين فنؤرّخ الحياة بـ “ما قبل دخول السيدة زينب من بوّابة الساعات” وما بعد هذه اللحظة، فمن كان قبلها قُتِلَ ومات، ومن لم يمت كبُرَ ألف عام، وامتد إلى هذا اليوم يرثي “زينب”.
تذكيراً بالمصائبِ الأليمةِ التي حلّت بالصديقةِ الصُغرى السيدة زينب عليها السلام وسبايا العترةِ الطاهرةِ في كربلاء، انطلق موكبُ الزنجيل بدايةً من يوم الرابع لشهر المحرم لعام 1440 هجرية وحتى يوم التاسع.
وقد تعاقب عددٌ من الرواديد في قيادة الموكبِ منهم: الرادود الكويتي علي مهدي، الرادود عبد الله المتروك، الرادود علي المخوضر، الرادود رياض الشيخ، الرادود حسن العجوز، الرادود عبد الله العرادي.
واتسمَ الموكبُ الكربلائيُ بالحضورِ المُكثفِ للمعزين سيّما من فئتي الشبابِ والأطفال الذين قدّموا خالص العزاء والمواساة لصاحبِ العصرِ والزمانِ عجل الله فرجهُ الشريف.
وببركاتِ سيدِ الشهداءِ يشهدُ موكبُ الزنجيلِ تطوراً ملحوظاً عاماً بعد عام، بفضلِ العملِ الدؤوبِ للكادرِ العاملِ في الموكب.
لا تلومونا، أمرُنا لا يُوصف، تغلي أحزانُنا طِوال العام، وتنفجرُ في عاشوراء فتكون ظاهرةً علنيةً تُرى وتُحس، تتجسّد الأتراح في صورةِ “آه يحسين ومصابه، لجله العين سچابه”.