مهدِّيُّ .. هذي جمعة من كربلا
الثأر فيها ناجزٌ قد أُجِّلا
..
متصبِّراً مولايَ .. تبكي مفرداً
وتزور جدَّكَ مفرداً مُتعلِّلا
..
أو ما ترى هذي الجموع بكاؤها
في بحر حزنك قد أقلَّكَ محملا؟!
..
فلم التصبرُّ؟! .. خلتُ خيلكَ سابقاً
خيل الحسين بُعيدَ قتلٍ أعولا
..
الثأرُ يا مولاي .. كم من جمعة
كنفتَ بذكرى الطف ندباً مُثقِلا
..
فتخفَّفنْ من ندبها لفقاركم
هذا الفقار مُخِّفِفٌ عنكَ البلا
..
فالجبْ بخيلك واقحمنها سوحها
واترك لسيفك أن يثور فيصهلا
..
الطفُّ ما عادتْ بقايا قِلَّةٍ
فُنِيَتْ .. كمن أفنتْ نبياًّ مرسلا
..
في طفِّ هذا العصر
كلُّ الأنبياء تجمَّعوا
وتحشَّدوا كي تمثُلا
..
لتكون أنت إمامهم
في ثأر جدِّكَ سيدي
ذا وحي سيفكَ أُنزلا
..
وتنزَّلتْ أنصاركم من كل فجٍّ
أنَّ وحي حسينكم قد أُكملا
..
أوحى البداية .. أن فكونوا قِلَّة
من ثُمَّ أوحى مزبدٌ بحر الولا
..
إنَّ اختلاج الموج هل من ناصرٍ
تأبى الحسين معفَّراً ومُرمَّلا؟!
..
في كُلِّ خفقة موجة كم من فتى
بحر انتظارك مزبداً قد أشعلا
..
ما موجة تعلو .. فخلفَ علوِّها
كم قائمٍ بالسيفِ خيلاً قد علا
..
ومهابط الصرعى بطفِّك لم تجد
لك بين فتيتها عويلا منزلا
..
إذ كلَّما ذكرتْ مداس خيولهم
صدر الحسين أبت لخيلك مجفلا
..
نادتك كثِّر خيل ثأرك سيدي
يا ذا الإمامِ متى تؤُّمُ إلى الملا؟!
..
كبر العويل على مواليك الألى
بدل العويل دعوك كي تتجحفلا
..
ما حشدُ بكَّائيكَ إلاَّ
فتية الأغماد
سُلَّ سيوفهم كي تقبلا
..
أمسكْ بناقة زينب عن زجرها
زمن إلى الأبدال سبياً أبدلا
..
نسخٌ من العباسِ عنكَ تكثَّرتْ
جعلتْ لماضي السبيِ خمراً أوَّلا
..
هي سكرة سقطت
وحان السبي للسكراتِ بالخمرِ المُعتِّقِ
أقفلا
..
اليومَ خمرٌ آخر
بدلال زينب في المحاملِ
فتية قد أثملا
..
اليوم
لن تسبي العقلية مرتين
ولن ترى السبطَ الجديلَ مُجدَّلا
..
أفلا يكون بهاء يوم
مثل هذا اليوم أمر ظهوركم قد
عجَّلا
..
عجِّلْ ..
فحملُ الطفِّ أنقض ظهرنا
لو كان وزر الغير فينا حُمِّلا
..
نحتاج مهدياًّ يجيءُ مكرَّراً
ومكثَّفاً متسرعاً متعجِّلا
..
ومعوضاً عن يوم طفِّ ألف مرة
من يعوضنا وجوداً أُنحِلاً؟!
..
ومفصلاً نصرا بقدر قروحنا
ثوب التعافي من قروحٍ فصِّلا
..
عجِّلْ ..
فليتَ الطفّ هذا العام
آخر ندبة .. نحتاج سيفكَ للسِلا