دائما ً ما كنت مستمع برؤيا صغيرتي واشتاق إلى حديثها واللعب معها، دائما ً كانت تثيرني، وتتحدث فضولي بما هو أروع وأجمل وفوق المتوقع..
كانت صغيرتي روان محدثتي الأولى.. ومدللتي الأولى.. والتي دائما يسعدني حضورها.. وتعجبني حركاتها.. وآنس لبقائها والحديث معها..
في أحد الصباحات فاجأتني بالسؤال من تحب أكثر فينا، ، وواصلت أعلم أنك تحبنا جميعا، ولكن من هو أكثر، فكرت برهة ثم قلت لها، تريدني أقول أمام الجميع أم لوحدك…
فأجابتني لوحدنا.. قلت لها لماذا.. قالت حتى لا يزعل الآخرون، توقفت وأنا ابتسم وأبحث عن مخرج فقلت لها، أفعلي لي شيئا وسأجيب على سؤال..
قالت ماذا.. ورسمت لها دائرة بسبع نقاط، في كل نقطة حرف من أحرف عائلتنا الصغيرة دونما تميز عن الآخر والحرف هي بداية أسمائنا جميعا.
أنا وزوجتي وهي أخوانها الثلاثة وأختها بيان.
وقلت لها الآن استخرجي لي عبارة أو كلمة من سبعة أحرف، وأريدها أن تكون جميلة.
وبعدها.. سأقول لك ِ من أحب أكثر..
حاولت وأبرزت قوة غريبة وجميلة على التجميع للحروف.. وإذا بابنتي الحلوة الجميلة الرائعة الذكية بيان قد خرجت من غرفتها وشاركتنا الحديث فأعلمتها بالأمر، وبعد فترة لا تتجاوز الخمس دقائق أعطتني كلمة ” نخب عامر “، ذهلت بها وقلت لها، هل تقصدين ما تكتبين، فقالت نعم نخب عامر، وشكلتها، قلت لها ماذا تعنين..
قالت بعد تردد ومحاكاة.. الحياة الرغيدة
زددت فرحا وأنسا بشعور أصل بهذا الشعور أنتم في أنس ورغد برغم ما أشعره من تقصير تجاههم وغيابي عنهم في سبيل أداء الواجب، وبدأت أفكر وأفكر، وأنا أسبح في ملكوت السعادة التي غمرت قلبي بابنتي، فاحتضنتها وقبلتها وسألت الله أن يحفظ لي أولادي وبناتي وزوجتي وهم سعداء مرفلين بالسعادة موشحين بالأنس، مغمورين بالفرحة دائما في روعة اللقاء والتلاقي فهم زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير عملا.
نعم ما أجمل السعادة والحياة في أفق المحيط الجميل، أنها بهجة الحياة وعنوانها الأصيل، أنها الأسرة السعيدة…