فِي الطَفِّ صَلَّتْ زَينَبٌ وَ هيَ التي
لِخُشوعِـها عَجَبَتْ مَلائكةُ السَما !
سَقَطَ الحُسينُ هُوَ الأذانُ لِخَيلِـهِ
وَ صَهيلُهُ هُوَ أن دَنى وَقتُ الصَلا
فَتَوضَّأتْ بالصَبرِ خَير تَوظُّأٍ
وَ العَزمُ ماءٌ يَمسَحُ العَزمَ البَلا
ظَلَّـتْ بِأمِّي طاهِرَةْ وَ وُضوؤها
لَيَدومَ يَسقي الطُهرَ ما دامَ العِبا
وَ تَوجَّهَت حَيثُ الجَوادُ دَليلُها
لِمَحلِّ ما خَـرَّ الحُسينُ وَ جُدِّلا
فَرأتْـهُ يَجثو جَلَّ حِلمُ اللهِ قَد
رَكَل اللَئيمُ الخَدَّ صَدرَهُ قَد عَلا
هَل ما تَرى إلَّا هُوَ المِحـرابُ من
ظَمِئٍ وَ غَطَّى نُورَهُ سَهمُ الرَدى
شَمِرٌ أقامَ بِسيفِـهِ فَصلاتُهـا
بَدَأتْ بِلحْظَةِ فعلِهِ شِمْرُ الخَنا
السَبيُ كانَ الفَرضَ فَرضُ عَقيلَةٍ
وَ الرأسُ تَكبيرٌ على حَدِّ القَنا
عَبَّاس حَمدُ بِدايَةٍ وَ القاسِمُ
كَالأكبَرِ المَقتولِ آياتُ السِبا
وَ رُكوعُهـا أطفالُ بَعد تَشرُّدٍ
آهٍ لها فالذِكرُ رَكضٌ بالفَلا
صَرِخَتْ وَ فرَّتْ خَلفَهُمْ فَزمانَها
تَبًّا لَهُ وَ لِـهَتكِهِ ذاكَ الخِبا
وَ سُجودُها دَمعُ العَليلِ وَ حالُـهُ
يا رَبُّ احفَظْـهُ لَذا كُلُّ الدُعا
تَسبيحُها بِمجالِسٍ وَ قُنوتُها
“أن لن تُميتُوا ذِكرنـا” جَمعَ العِدا
جَسدُ الحُسينِ مَلاذُها وَ تَشهُّدٌ
هِيَ سَلَّمَتْ حينَ الرُجوعِ لِكرْبَلا