بسم الله الرحمن الرحيم “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” سورة الجمعة آية رقم (٢)
الحمد لله الذي جعلنا من المتبعين لرسوله الكريم وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام والذين أفاض الله عليهم بعلم لا بداية له ولا نهاية، ونشكره على عظيم نعمه وبركاته.
بعد أن اتهم المشركين النبي أيام بعثته بأنه ساحر وكذاب لم ينتهي الأذى عنه حتى بعد وفاته فتم اتهامه من بعض الأقلام بأنه امي لا يعرف القراءة ولا الكتابة وهذا بهتان كبير فكيف لرسول بعثه الله رحمة للعالمين ويعلم الناس الدين الحق ان يجهل شيئاً كان يتقنه غيره في زمنه، ثم انه هل لرسول عظيم مثل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ان يخرج البشر من ظلمات الجاهلية الى نور الأسلام ان يكون لايعرف كيف ان يكتب حتى اسمه؟ اذاً ان وراء كلمة امي معاني عديدة يجب توضيحها.
كلمة الأمية لها معاني كثيرة مثل الذي ليس له كتاب او الذي ليس له حضارة او الذي ليس له دين يعني انه ناقص شيئاً في نفسه، وماتذكره الأية الكريمة ابرز مثال هو الذي بعث في الأميين اي الذين ليس لهم كتاب ولا دين يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم فكيف ان الله يبعث احداً لايعرف كيف يقرأ ويكتب ليعلم الناس ما أمره الله عز وجل.
ونضرب في اليابان والهند اقرب مثال فمثل هذان البلدان المشهوران بالعلم والصناعات لهم امية في دينهم اذ انهم يعبدون الحيوانات والشمس والقمر وعبادات اخرى وهذا يعتبر جهل بالديانات السماوية الذي انزلها الله مع انبيائه.
اذاً ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن بلأمي ليس نسبةً لأنه يجهل القراءة والكتابة وحاشاه من ان يجهل شيئا، هذا اللفظ وكما قال الأمام الرضا عليه السلام تأوليه انه نسبة الى أم القرى وهي مكة الذي ولد فيها عليه الصلاة والسلام، ايضاَ دليل اخر هو حديثه الى المسلمين حينما كان على فراش الموت وهو يأمرهم بأن يحضروا له دواة وقرطاس، ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده ابدا هو دليل قوي ان النبي كان يعرف الكتابة ولو لم يعرف لما طلب هذا.
والوارد تاريخياً ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يمارس الكتابة والقراءة عمليا ولعل ذلك لحكمة ارادها الله فكيف لشخص لم يكتب ولم يقرأ قط ان يأتي بكلام يعجز العقل بأن يأتي بمثله وكما ذكر الله تعالى في سورة العنكبوت الأية الثامنة والأربعون: “وَمَا كُنت تَتْلُوا مِن قَبْلِهِ مِن كِتَبٍ وَلا تخُطهُ بِيَمِينِك إِذاً لارْتَاب الْمُبْطِلُونَ”.
ولو كان يكتب عمليا لشك المشركون ان هذا الكلام هو من تأليف يده كما كانوا يتهمونه بالسحر سيتهمونه بالتأليف.
السلام على رسول الله وآله الطبين الطاهرين