لَبِّ النداء ونَفِّسْ منك أشجانا
وأوسع الدمع في عينيك هتّانا
لَبِّ النداء وعلِّ الصوت منتحبا
فالدمع يغدو الى المحزون ريحانا
لَبِّ النداء وقُل يا سائرين قِفوا
فها هنا روضة تحكي قضايانا
هذي المآتم قد شِيدت فَدنِّ لها
واسمع نِداء رسول الله أحزانا
ينعى حسينا وفي كفيه أقمطة
وبينها طفله المذبوح عطشانا
ينعى شبابا على الغبرا مجزّرةً
جسومهم بالشفار البيض شلوانا
ينعى سُيوفا على العريَّس مشرعة
كالتاج لكنه للموت عنوانا
ينعى خياما لها النيران آكلة
لم يُطفها غير دمع من مآقينا
ينعى نساءً على الأقتاب عارية
يسوقها ظالم للدّين قد خان
هذي المآتم تحكي كلّ صارخة
وكلّ ذي شرف ما ذلَّ أو هان
تحكي الدماء التي في كربلا سُفِكت
ليرتوي من سناها الدين أزمانا
تحكي العقيدة إن رام الطُغاة بها
حيفًا صخت بالدماء الطهر غُدرانا
تحكي الشهامة والإيمان يدفعها
تحكي الإباء وموت العزِّ عنوانا
هذا الحسين أراه رافعا يده
لله يشكو من الأعداء ما عانى
لله يشكو من الأعداء ما فعلوا
بأهله وبنيه الطهر عدوانا
ما بين سمٍّ وسجن غِيلة قُتلوا
وبين منجدل في الترب عريانا
كأنّه ما لِذي القُربى به نَسَبٌ
ولم يُوصِّ بهم يا قوم عرفانا