نوادر هلالية: عند سماع صارخة الحسين عليه السلام للشاعر عباس هلال

الأستاذ عباس هلال
الأستاذ عباس هلال

لَبِّ النداء ونَفِّسْ منك أشجانا
وأوسع الدمع في عينيك هتّانا

لَبِّ النداء وعلِّ الصوت منتحبا
​فالدمع يغدو الى المحزون ريحانا

لَبِّ النداء وقُل يا سائرين قِفوا​
فها هنا روضة تحكي قضايانا

هذي المآتم قد شِيدت فَدنِّ لها
​واسمع نِداء رسول الله أحزانا

ينعى حسينا وفي كفيه أقمطة
وبينها طفله المذبوح عطشانا

ينعى شبابا على الغبرا مجزّرةً
​جسومهم بالشفار البيض شلوانا

ينعى سُيوفا على العريَّس مشرعة​
​كالتاج لكنه للموت عنوانا

ينعى خياما لها النيران آكلة
​لم يُطفها غير دمع من مآقينا

ينعى نساءً على الأقتاب عارية
يسوقها ظالم للدّين قد خان

هذي المآتم تحكي كلّ صارخة
​وكلّ ذي شرف ما ذلَّ أو هان

تحكي الدماء التي في كربلا سُفِكت
​ليرتوي من سناها الدين أزمانا

تحكي العقيدة إن رام الطُغاة بها​
​حيفًا صخت بالدماء الطهر غُدرانا

تحكي الشهامة والإيمان يدفعها​
​تحكي الإباء وموت العزِّ عنوانا

هذا الحسين أراه رافعا يده​​
​لله يشكو من الأعداء ما عانى

لله يشكو من الأعداء ما فعلوا
​بأهله وبنيه الطهر عدوانا

ما بين سمٍّ وسجن غِيلة قُتلوا​​
​وبين منجدل في الترب عريانا

كأنّه ما لِذي القُربى به نَسَبٌ​​
ولم يُوصِّ بهم يا قوم عرفانا

شارك برأيك: