الشجرة المحترقة بقلم الأستاذ رياض سند

وقفت مجموعة من الناس تشاهد احتراق الشجرة، كان المشهد رهيبا، شد الجميع للتأمل والتسمر مكانه، فصرخ أحدهم: ماذا تنتظرون؟ هيا لنطفىء الحريق.

فرد آخر: ياله من منظر رهيب، انظروا كيف تلتهم النيران الشجرة غصة بعد غصة، واسمعوا لآهات الشجرة، إنها موسيقى رائعة، و…

وقاطعه آخر: لنقطع الشجرة قبل أن تلتهمها النيران، ونستفيد من خشبها في صنع طاولة أو كرسي أو أي شيء آخر، ماذا تنتظرون؟ هيا بنا.

لكن كان لشخص آخر رأي مخالف: انظروا لعظمة النيران إنها مذهلة، ألوانها جذابة، حرارتها حانية، قوية، صادقة، ما رأيكم لو جعلنا لها نصبا نخلد ذكرى هذه النيران العظيمة.

حدث هرج ومرج، ولم تنتهي حتى صرع الجميع أمام الشجرة، بعد أن استبسل الجميع في الدفاع عن رأيه.

وبعد مضي فترة جاءت مجموعة أخرى، فصرخ أحدهم، ماذا تنتظرون؟ هيا لنطفىء الحريق.

وتكررت الحكاية وما زالت الشجرة تحترق.

شارك برأيك: