قراءة في تراث الامام علي عليه السلام: نهج البلاغة وديوان الامام علي بقلم مصطفى حسن عبد الله

مصطفى حسن عبد الله
مصطفى حسن عبد الله

نهج البلاغة

جواهر الحكم من أمير الحكمة.. الدين الحقيقي تجده هنا .. التوحيد وتهذيب النفس والورع والتقوى والزهد في الدنيا وكف العدوان والكرم والحلم والرفق وطلب العلم والصداقة .. الحنو على الفقراء وترك متع الدنيا .. من مشكاة الامامة نتعرف على دين جميل ميسر يركز على جوهر التدين وليس شكله .. يركز على الأخلاق ..الاخلاق التي يهملها التدين المظهري الذي يشترى بالدعاوى، لم أقرأه كله ولكني مررت به، وسأعود له دوما.

اقتباسات من ذلك الكتاب العظيم:

“قلَّ يا رسولَ الله عن صَفِيّتِكَ صبري، ورَقَّ عنها تَجَلُّدي، إلا أنّ في التأسِّي بعظيمِ فٌرْقتِكَ وفادحِ مصيبتِكَ موضعَ تعزِّ، فلقد وسَّدْتُكَ في مَلْحُودَةِ قبركَ، وفاضتْ بين نحري وصدري نفسُكَ، فإنَّا للّه وإِنَّا إليه راجعون، فلقد اُسْتُرْجِعَتِ الودِيعَةُ وأُخِذَتِ الرَّهِينَةُ، أما حُزْنِي فسَرْمَدٌ، وأما ليلي فَمُسَهَّدٌ إلى أن يختارَ اللّه لي دارَكَ الّتي أنت بها مقيمٌ”

“اتّقِ اللَّهَ بَعْضَ التُّقَى وَإِنْ قَلَّ، وَاجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ سِتْراً وَإِنْ رَق”

“واللّهِ لأَبقُرَنَّ الباطِلَ حَتّى أُخرِجَ الحَقَّ مِن خاصِرَتِهِ”

“الحمدُ للهِ الدَّالِّ على وجودِهِ بخَلْقِهِ. وبمُحْدَثِ خَلْقِهِ على أزليّتِهِ. وباشتباههم على أن لا شَبَهَ له. لا تَسْتَلِمُهُ المَشاعرُ، ولا تَحْجُبُهُ السواترُ، لافتراقِ الصانع والمصنوع، والحادِّ والمحدود، والربِّ والمربوب. الأحدِ لا بتأويل عدد، والخالقِ لا بمعنى حركةٍ ونَصَبٍ، والسميعِ لا بأداة، والبصير لا بتفريق آلة، والشاهدِ لا بمُمَاسّةٍ والبائنِ لا بتراخي مسافةٍ، والظّاهرِ لا برؤيةٍ، والباطن لا بلطافةٍ. بانَ من الأشياء بالقهرِ لها والقدرةِ عليها. وبانتِ الأشياءُ منه بالخضوعِ له والرجوعِ إليه. من وصَفَهُ فقد حدَّهُ ومن حدَّهُ فقد عدَّهُ، ومن عدَّهٌ فقد أبطلَ أزَلَهُ، ومن قال: كيف؟ فقد اسْتَوْصَفَهُ، ومن قال: أين؟ فقد حيَّزَهُ. وعالمٌ إذْ لا معلومٌ. وربٌ إذْ لا مربوبٌ. وقادرٌ إذْ لا مقدورٌ.”

كتاب لا ينتهى من قرائته ،، بقدر اتساع قلوبنا نفهم من فيضه.

 

ديوان الامام علي

الديوان عبارة عن تجميع لأشعار منسوبة لأمير المؤمنين الامام علي عليه السلام، وحيث نلاحظ في غالبية القصائد نورا من مشكاة اهل البيت، كثير من الاشعار تدعو الى كرم الاخلاق والتدين الحقيقي، وكثير منها تؤرخ لمحطات ومواقف من حياة الإمام.

مما ذكر في الديوان:

“ذَهَبَ الَّذينَ عَلَيْهِمُ وَجْدِي .. وَبَقِيتُ بَعدَ فِراقِهمْ وَحْدِي
مَنْ كَانَ بَيْنَكَ في التُّرابِ وَبَيْنَهُ .. شِبْرَانِ فَهْوَ بِغَايَةِ البُعْدِ”

 

“فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم .. وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ”

“رضيت بما قسم الله لي كما أحسن الله فيما مضى
وفـوّضـت أمري إلى خالقي كذلك يُـحسن فيما بقي”

تبقى بعض الاشعار غير لائقة بمقام امير المؤمنين وقليل منها نثق بالتأكيد انها لم تصدر عنه عليه السلام.

شارك برأيك: