رحال الظلام للشاعر عباس هلال

الأستاذ عباس هلال
الأستاذ عباس هلال

رحال الظلام ألا افرنقعي
ولُمِّي لِأوراقك البلقع

رحال الضياع كفانا ضياعا
وشمس الحقيقة في المطلع

رحال الضياع تفرى الصباح
بفجر الهدى الثاقب الأروع

رحال الضياع تدانى البعيد
وأوشك عقل الغوى أن يعي

فأحداث آياته الباهرات
تجلَّت بإشعاعها الواسع

سينتشر الضوء رغم الأفول
ورغم غيوم الغوى الأفظع

سينتشر الحقُّ رغم الظلام
ورغم التكتَّم من خادع

سينتشر العدل رغم المغيب
لقائد دولتنا الألمعي

فنور الهداية يغشى الحياة
حياة الكرامة للطائع

حياة بها يسلم الثابتون
على شرعة الهدف النافع

فطوبى لعبد وعى أمره
وسار على نهجه الساطع

الى أن يصيح منادي النفير
على ظهر كعبتنا الأمنع

ألا يا لثارات مَن قد مضوا
ضحايا بسيف الخنا الأشنع

ألا يا لثارات أهل الكساء
وما صابهم من ضنى أقطع

ألا يا لثارات إسلامنا
من الخائن المارق القابع

من العجل أو سامري العباد
ومن آل حربٍ بني الأضبع

ومن آل عباس مِمَّن فرى
لحوم الرسول كما الجائع

مِن القوم مَن أسَّسو للعداء
إلى كلِّ ذي ناب أو مبضع

رحال الظلام وهل من ضياع
بأكثر مِمَّا نرى أو نَعِي

ففاتورة المهر باسم الخطيب
تُقدَّم في خِرقة الدافع

كأن الدنانير من خوفها
من الفارس الناقم الجائع

تصيح كما صاح طفل الحسين
على الجائر السالب الدامع

أتبكي وتسلب آل الهدى
أما من حياءٍ أما مانع

أجاب وعيناه من دمعها
بحار تموج على الأذرع

بكيت لحالكموا في العراء
وخوفي من سالب طامع

خطيب الدنانير ماذا نقول
وفي فيك من جشع ناقع

خطيب الدنانير ماذا نقول
وفيك من الشمر شبه الدَّعي

أتبكي حسينا وما رحله
سوى المأتم الحائر الطائع

أتبكي حسينا وأنت الَّذي
تقوم بنهب الحمى الأرفع

أتبكي حسينا وأنت الَّذي
سلبت الفواطم للمقنع

تمهَّل ويا ليتنا لن تُفيد
وسوق الكلام على المبلع

تمهَّل ففي هاهنا فاطم
تراك كما العجل والتابع

فذاك انتزى منبراً للرسول
وأنت شبيه إلى المانع

تمهَّل فلا السبط يرضى بما
فعلت من النهب والمرتع

فهل لك يا بائعاً للكلام
رجوعاً إلى الحق بالأسرع

ففي خبر عن طريق الثقات
لطوسي أمَّتنا الألمعي

بأن لا نجاة بيوم الحساب
من النار إلا إلى الأورع

وبيع الكلام وحبّ الحسين
بَعيدا يا خال للجامع

فأما الحبيب وأمر الحبيب
أو المال للعاقل الأروع

رحال الظلام أرى الفجر لاح
لتشييد دولتنا الأرفع

وليس ادعاءً ببحر الكلام
إذ الصدق أنجى إلى المدَّعي

فنطق الحديد ورُؤيا العيون
وركب الفروج على الأسرع

وطاحونة الحرب بين العباد
مطايا تقود إلى المصرع

مساجد تُبنى على الزخرفات
لتخلو من عابد طائع

رويدك أمست بنات الحمى
جبالًا إلى الصيد بالأفظع

رويدك ماجت بنا المائجات
وزادت على وجع الموجع

فلا الشاب يحفظ حقَّ الرضاع
ولا الطهر يشفع للمرضع

وأبناؤنا يا لخزي الكلام
إذا قُلتَ حقَّاً ولم يُسمع

أفي ساحة اللَّعب يستمتعون
وفي ساحة الدَّين كالأضبع

وفي مجمع الهرج بشر الوجوه
وتبدو المساجد كالبعبع

سخاف العقول فلا يفقهون
بغاث يعيشون كالأمَّعي

ألست ترى يارفيق الديَّار
رؤس الوحوش على الأذرع

قواريرنا أصبحت كالشباب
وشُبَّاننا في العمى الناقع

مهازل لا يحتملها الفؤاد
ولكنَّنا بالتقى ندَّعي

دموع التماسيح تجري بحارا
إذا رنّ صوت على مسمع

حسين ذبيح حسين صريع
نضجُّ كعجل لدى المصرع

وماذا استفدنا وعقل الدجاج
يرى الخزي والعار في المربع

فلا ينتضي ثائراً ضدَّه
كأن له متعة الممتع

تعالى معي نرفض الواقعات
ونعلن للناس بالأجمع

بأنَّ إمام الهدى بيننا
يتوق إلى يومه الناصع

ولكن يرانا بثقل الغرور
وجهل الأمور بلا رادع

فيزداد حزناً لما قد يراه
من الصاحب الطالب التابع

فكونوا إذا ردتموا أن تروه
يعيد الحقوق إلى الضائع

على أهبة الأمر تستعذبون
مرارة دنياكم القاطع

أبا صالح سيَّدي أنت أنت
ملاذ الضعيف حمى الضائع

أراك ترآنا بعين البصير
وتأسى لأحوالنا الصُدَّع

أبا صالح إنَّنا مؤمنون
بيوم الخلاص من الطامع

أبا صالح يابن بنت الرسول
ومنقذ شرعتنا الأرفع

نبايعكم سيَّدي صابرين
ليوم الكريهة والمفزع

نعاهدكم رغم جور الزمان
سنبقى على عهدك الناصع

سنبقى وإن أكرهتنا الخطوب
وحَطَّ المشيبُ على الرُضَّع

فمرحى لدولة آل الهدى
وسقيا إلى يومها المبدع

شارك برأيك: