أَنَا فِي الْبَحْرَيْنِ لِمْ يَثْرَبَ قَلْبي نَزَلا؟
يَوْمَ ميلادِ الَّذي ما لَحْظَةً قَدْ بَخِلا
نَبَضاتُ الْقَلْبِ قالَتْ: هُوَ لازالَ هُنا
وَرِياحُ الشَّوْقِ نادَتْني عَلَيْها رَحَلا
شَوْقُهَا اسْتَدْعَى زَماناً موغِلاً في بُعْدِهِ
وَحَنانُ الْوَصْلِ فِي الْمَعْشوقِ مِنْها قَبِلا
فَرَأَى طِفْلاً كَنورِ الْبَدْرِ يَزْهو وَجْهُهُ
وَفَمُ الْجَدِّ عَلَى الْخَدَيْنِ صَبَّ الْقُبُلا
إنَّ هَذَا النُّورَ يا عُشَّاقُ نورُ الْمُجْتَبَى
وَغَدَا الْجَدُّ رَسولُ اللهِ فيهِ ثَمِلا
وَالْأَبُ الْمَوْلَى عَلِيٌّ مَنْ غَداً يُرْوِي الْوَرَى
قَدْ رَواهُ أَوَّلُ الْأَبْناءِ عَذْباً سَلْسَلا
وَغَدا لِلْبِضْعَةِ الزَّهْراءِ أُنْساً دائِماً
وَبِهِ الْحُزْنُ إذا ما حَلَّ يَوْماً أَفَلا
لا تَقُلْ غالَيْتُ في قَولي وَأَمْلاكُ السَّما
بِالتَّهاني مِنْ إلاهِ الْعَرْشِ صارَتْ رُسُلا
فَلِذَا الشَّاعِرُ وَالشِّعْرُ يَقيناً عَجِزا
إي وَرَبِّي قَلَّ فِي الْآلِ الَّذي قَدْ بُذِلا
فَهَنيئاً لِمُوالٍ وَمُحِبٍّ صادِقٍ
كُرَبُ الدَّهْرِ بِهِمْ صارَتْ إلَيْهِ عَسَلا