نورُ الْهُدَى بِثَرَى الْمَدينَةِ أَشْرَقا
وَإلَى الْمُحِبِّ بِكُلِّ أَرْضٍ أَبْرَقا
وَإلَيْهِ أَفْئِدَةُ الْأَحِبًّةِ حَلَّقَتْ
حَتَّى فُؤادُ الطِّفْلِ طارَ وَحَلَّقا
فَرَحاً بِثامِنِ صَفْوَةٍ أَعْنِى الرِّضا
أَنَا مِثْلُهُمْ قَلْبي غَدا مُتَشَوِّقاً
لَكِنَّهُ قَدْ صارَ يَذْرِفُ أَدْمُعاً
لَمَّا احْتِفالُ الْأَمْسِ عَنْهُ أُغْلِقا
فَرَنا لِمَشْهَدَ حينَ صارَتْ يَثْرِباً
وَإلَيهِ مَغْرِبُها تَحَوَّلَ مَشْرِقا
فَلَها مَلايِينُ الْقُلوبِ تَوافَدَتْ
وَالدَّمْعُ في يَوْمِ الْحَبيبِ تَرَقْرَقا
وَأَهازِجُ الْعُشاقِ تَنْشُرُ فَرْحَةً
إكْسيرُها بِصَدَى السَّماءِ تَعانَقا
مَوْلايَ كُلُّ الْأَرْضِ صارَتْ مَشْهَدا
لَمَّا هَوَاكَ إلَى مُحِبِّك أَنْطَقا
فَكَنَّمَا الْأْرْضُ الْفَسيحَةُ زَغْرَدَتْ
وَصَدَى الْمَحافِلِ لا يُحِبُّ تَفَرُّقا
كُلُّ احْتِفالِ في ثَرَى أَرْضٍ بِها
فَعَلَى السَّماءِ كَما عَلَيْها أَطْبَقا
وَلِذاكَ شِعْري صاغَ أَحْرُفَهُ الْهَوَى
بِشَذاكَ كَالْعُشاقِ مِنْهُ اسْتَنْشَقَقا
يا شِعْرُ أَرْسِلُ عِطْرَهُمْ وَأَريجَهُمْ
فَبِمِثْلِ هَذا جَلَّ مَنْ قَدْ أَغْدَقا