اليأس في الشأم طحن الشعب في اليمنِ
يــا قــوم والــنــصــر لا يــأتــي بــلا ثــمـــنِ
ووحــدة الــحال فــيــنــا مــن تــحـــركـــنـــا
فــنــحـن تــجـمـيـعــة الأوطــان فـي وطــنِ
جـسـر الـشـغـور إذا مـن حـضـنـنـا سـرقـتْ
مــثــل الـرضـيــع الــذي يــشـتــاق لــلـبــن
يـشـقـى ويـبـعـدُ مـن إحـسـاس شـقـوتــه
وقــد يــكــون انـتـزاعــا بُــعــدُ مُــحــتَــضَــنِ
لــكــنَّ عــودتـــه لــلــحــضــن لـيـس لــهــا
قــهــر بــتــلــقــاء شــوق عــاد لــلــفــنـــنِ
وبـالــســواعـد مــن جـــيــش حــكـــايــتـــه
أنَّ الــتــراب مـكـــان الــروح فـــي الـــبــــدنِ
تـــمــوت مــن أجــلــه الأجـــنـــاد هـــازئـــة
بــمــوتــهــا فـهـو مــوت كــالــحـيـاة هـنــي
لا تـــيـــأســـوا وجـــنــود الـــشــام رابــضـة
وحـلـفـكــم داعــم فــي الــســر والــعــلــنِ
لا تـيـأســوا إنَّ فـي الـبـشــار بــشـركــمــو
ووجـــهــــه طــــارد لـــلـــهـــم والـــــحـــزنِ
فـــهـــدأة الأســــد الــــزئـــــار تـــرعــبـهــم
سكـيـنـة طـــيّـــرتَ عــقـــلا لـــمُـــرتَـــهَـــنِ
عـقــل الـسـيـادة يـبـقــى فــي مــرابــضــه
رغــم الــعــواصـف لــم يــجــزع ولــم يــلــنِ
أمّــا الــذي طـــاش فــيــه الارتــهــان ولــــو
قــد مُــلِّـــك الأرض يــبـقـى غـيـــر مــتـــزّنِ
لا تــجــزعـــوا كـــل أرض الــشــام عــائــدة
إذ أنَّــهــا نــفــضــة الــكـفــيــن عــن دِمـــنِ
مــن ضـجـعــة لـفـظـتـهــم وهــي نـاقــمــة
عـلـى دعـيٍّ لـهــم يـــعــتـــاشُ بـــالإحـــن
والــيــاســمــيــن بــهــا أكــمــامــه أنــفــت
بـــأنْ تـــشــمّــع بــــالأقـــذار والـــعــــفــــنِ
كُـــلُّ الـــشــآم حـــرام لا تـــحـــل لــــهــــم
مــا سـنـخـهـا أصـبـحـوا فـي عشق مـقتـرنِ
هــم الــتــنــافــر عــنـهــا لــو لــهـــا نــفــروا
تــــرتـــد نــفــرتــهــم طـــيـــرا بـــلا فــــنــنِ
ريــحــا تــعــاكـس حـيـن الـهـوج صـاحـبــهــا
ويـــاســمــيــنــــا بـــه إدمــــاءُ مُــفــتَــتِــــنِ
يـا شــــام صـــلــى عــلـيــك الله غــــازيــــة
مــن قــام يـغــزوك عــن عـجــز وعــن وهــنِ
مـن يـاسـمـيـنــك يـصـحــو سـكـر يـائـسـنــا
وفـي تـــرابـــك خـــطــت أعــظــم الـسـنــنِ
مـن غـيـرك تــربـك فــي دحــر الـغـزاة محـى
بــــكــل تــــاريــــخــــه مـــــوؤدة الــــزمــــنِ
فــصــرت تُـــغـــزيــن لــكــن أنـــت غـــازيـــة
وفــيــك مـــأوى لـــمــطـــرود ومــمــتـــحـــنِ
لا ضــامـــك الــيــوم تــكــفــيــر بـكــلـكــلـــه
فــأنــت هـيـكـل مـحــق الـبـغـي والــفــتـــنِ
لا عـــــرب لا تــــــرك لا أقـــــوام طـــــارئــــة
عــلـى الــشــآم فـمـا لـلـشــام مــن ظـعـن
هـي الـبـسيـطـة سـهـل الـشـام مـنـبـسط
يــقــول يــا مــرحــبــا فــي رحــبـــة الـمـدنِ
هـي الـجـبـال الـتــي تـعـصـى فـيـجـبـهــنــا
مـن قــاسـيــــون كـيــان غـيــر مـــمــتــهــنِ
فـالـيـأس مــا بــيــن رحــب فـــي تـــفــأُّلـــه
وبــــيـــــن قــــام عــصـــي شـــــك ذي درنِ
مــا رانَ قــلــبــي عـــنــد الـشــام أنَّ بـــهــا
سـحـق الأعـادي وهـذا الـوعـد يـشـبـهـنــي
يئس بعض الأحبة في سوريا ومحور المقاومة حين وقعت إدلب وجسر الشغور بيد الأتراك ومرتزقتهم .. وهذه القصيدة لمداواة ذلك اليأس وتضميده بياسمين الشام