عـشـق الـجـواد كـعـشـقـنـا لـمـحـمـد
وكـعـشـق حـيـدر ثــابـت لــم يـجـحــد
عـــشـــق إلـــى الـــزهــــراء أم وداده
بــبـنـيــك فــاطــم فـيــك كــان تـودُّدي
عشق إلى الحسن الكريم المجـتـبـى
رطـب فـؤادي مـنـه كـالـغـصـن الـنـدي
من عـشـقـه عشق الحسين مـطابـق
ذات الــولاء بـــداخــلــي لـــم يُـــفـــردِ
وإذا يــشــح لــه الــزمــان بـــســيــرة
يـكـفـيـه نــص إمــامــةٍ لـــم يُــغــمــدِ
نــص فــقــاري الـــوجـــود مُــشَــهَّـــرٌ
فـي الـغـمـدِ لم يبق ويسحقُ معتـدي
يـكـفـيـك اسـم مـحـمّـدٍ كـي يــبــصـر
الأعــمــى بـــه وإذ الأصـم كـمُـنـشــدِ
كـيـمـا تـكـون كـمـثـل عـيـسى مبرئ
الـمـرضى مـغـيـضـا فـيـك أهل تحَسُّدِ
أسـمـعـت عـن يـحـيـى ابن أكثم مدَّعٍ
مـن فـقـه سـلـطـان أتـى بـالـمـسـنـدِ
جـــاءوا بـــه لــيـصــوغ قــهــر إمــامــة
سـبـع الـسـنـيـن جـوادهـا لـم يُــرصـدِ
وإذا بـعـيــســى فـي الـجـواد تـنـطُّـقٌ
ومـحـمـد بــالــوحــي خــيـر مــســدِّد
وإذا السؤول غدا المسائل يـحـتـسـي
عـرق ارتـبـاك مــثــل خــمــرة مـجـهـدِ
ومـسـائـل الـتـعـجـيــز أضـحــت فـجـأة
لــــدلائــــل الإعــجـــاز دون مـــفــنـــد
فـالـمُـلــكُ إنْ طــلـب الـعـلـوم غـوايــة
هـو مـثـل قـــادح عـتــم لــيــل أســود
أمَّـــا لـــدنـــيُّ الــعــلـــومُ بـــصـــغــره
ضــوءُ الـنـجـومِ صـغـيــرة إذ نــهــتــدي
مــا كــان يــحــتــاج امــتــحـان جــدارة
صـقـل الــفــرنــد بــه كـقـدح الـفـرقــد
هــل فــرقـــد يــحــتــاج قــادح نــوره؟!
أم فـيـه عـكـس الـضـوء طـبـع تـجـدُّدِ؟!
هـي ذي الإمــامــة إذ تـنـيـر بـعـصـمـة
مــن كـهـلـهــا حـتـى طــريِّ الـمــولــد
فـلـسـانـهـم نـفـس الـلـسـان بـيــانــه
فــمــوحَّــدُون بــقــولـــهــم لــمــوحِّـــدِ
مـــن لــــم يـــوحِّــدْ فــيــهـــم الآلاء ذا
إشــــــراكـــــه بـــــــالله دون تــــــــردُّدِ
وصـدورهــم خَـزنُ الـعـلـوم ومـا طـمـتْ
لــكــنــهـــا مـــلأى ولا لــــم تـــنـــفـــدِ
فــإذا الــجــواد أتــى بــســبــع سـنـيـه
قـلْ جـاء حــيـدرُ فــوق مــنـبــر أحــمــدِ
وإذا تـــكــلّـــم قــــلْ حــــراءُ يــــهـــــزُّهُ
بـالـوحـي إذ جـبـريـلــه فــي الــمـوعــدِ
يــحـمــيــه مـن غـدر الــطـغــاة نـكـايـة
ويــقــولُ: أمـــرك نــافـــذ يــا ســيّــدِي
فــاصــدعْ بــمــا تـؤمــر فـأنـت بـمـأمـن
وجـمـيـع أمـلاك الـسـمـا لـك تــفـتـدي
فـي يـــوم مــــولــدك الــذي آنـســتــه
نــارا لــهـــا فــرح الأحــبـــة قــد هــدي
آلــيـــتُ إلاَّ أنْ يــــكــون طــريـــقـــكــم
قــصــدي وأفــراحُ الــولايــةِ مــقــصـدي
فـلـك الإمـامـة فــي حـصـاد مـشاعري
نـبـتـت ومـا كـانــت ســبـيـل تــجــردي
أنـا كـنـتُ مــنـحـاز الـهــوى لــولائــكــم
لا تــنـتـهــي الأشـــواط إلا أبـــــتــــدي
دربــتْ عـلـيـك حـيـاة مـحـمــوم الــبــلا
وأنـا الــســعــيــد بــهـا بـفـعـل تـعـوُّدِي
يــا لاعـــقــا شــهــد الــولايــة حــزنـــه
ذا ذوب سُــكَّـــرِهِ بـــغـــلــيٍ مُــبـــرِدي
يـا ذا الـجـواد فـرحـت فـاشهـد فرحتـي
وعــلـى ولائــي صــادقــا فــلـتـشـهــدِ
يــا ذا الـولـيـد عـلـيـك عـيـسـى نطقـه
فـي الـمـهـدِ نـطـقـك كـلُّـهُ لـم يـمـهـدِ
مـنـذ جـئـت تـحـتـرف الإمـامـة نـطـفـة
وتـصـوغـهــا وحـيــا بــبــطــن تَــعَــبُّـــدِ
خـرّيـت تـنـطـق بـالشهادة في الـثـرى
وجـلـسـتَ مُستنـداً لـوحـي مُـسْــنــد
ونـطـقْــت بـاسـم مـحـمّـــدٍ وعــلـيـهــا
وبـــفــاطــم قــد كـــنـــت خـــدَّ تــــورُّدِ
ثـم اسـتـويــت إذ اسـتــويــت إمــامـــة
لـك مــســنـــدٌ كـالأولـــيــاء ألا اقـــعــدِ
الاسـم اسـم مـحـمَّــدٍ والـجـــذر جــذر
مــحــمَّــدٍ والــقــول قـــول مـــحـــمَّـــدِ
مـــولاي أســـوار الــــولايــــة قـــلــعـــة
مــا صــخـرهــا يــفـنـى لـحـكــة مـبــرد
والـشـمـس إنْ سـطـعـت وبـان ضياؤهـا
مـا كـان يـحـجـبـهـا هـدى غـبـش الـيـد
لــولاية الــعـهــد انـتـهــى مــأمــونــهــا
يــغــري أبــاك كــفــاقــد مــسـتــفـقِــدِ
يـرجــو بـهــا شــرعــيــة الـديـن الـتــي
هــــي زوره ومـــــراده لـــــتــــســـيُّـــد
وإذا بـــأنـــوار الـــرضـــا تــبــقــي لـــــه
عــارٍ ويــخــشــى مــن إهـــاب تَــفـــرُّدِ
إنْ كـان هـذا الـمـلـك خـلـعــتـكـم فـلـم
تــنـوي لـغـيـرك خـلـعـهـا كـي يـرتـــدي
إنْ لـم يـكـن لـك كـيـف تـهـدي غـيركـم
حــكــمــا وأنـــت بــمــلـكــه كـمُــجـــرَّدِ
بـهـت الـظـلـوم بُـعَـيـدَ نـشـوة خــدعــة
فــغــدا بــخــدعـــتـــه كــــقــــط أمـــردِ
ما عــاد يـنـفـش جـسـمـــه زهـــوا وإنْ
قـــد زاغ مــــن إغـــرائـــه لـــمُـــهــــدِّدِ
عـرض الـقـصـور عـلـى الـرضـا ونقيضهـا
قـال الـرضـا: سيـكـون بيـتـيَ مسجدي
ودعـــاه بــــتــــاًّ فـــي أمـــور رعـــيــــة
فــأجـابـــه إجـــرامـــكـــم لـــم أعــتـــدِ
هــذا بـــوالـــدكــم وأمَّــــا نــجــمــكــم
أهــداه جــعــدة عـصــرهــا بــتــصــيُّــدِ
زُوِّجــتَ أم الـفـضـل وهـي نــقــيــصــة
وعـلـيـك أمُّ الـفـضــل مـنّــةُ مُــعـتــدي
لــتـكـــون طــوقــا لـلـولايــة مـحـكـمــا
ورهــيـنـة فـي الـقـصـــر دون مُــقــيِّــدِ
فـأجـبـتـه يـحـيـى ابـن أكـثـم درسكـم
درسي كدرسي أبـي وإرثـي مـقـودي
مـا كـنـت فـي إرث الــطـغـاة مُـسـيَّــراً
درس الــقـصـور تـــودُّداً لــم يـــلـــحــدِ
إنَّ الإمـــامــة لــم تـســايــرْ ظــالــمـــا
وكــيـانــهـــا ذا مــســتــقـــل الــمــورد
ولـــنـــا بــــهــــذا الاتـــبــاع عــقــيــدة
كـصــلاتـنــا وصـيــامــنــا إذ نـــقــتــدي