فن الإنتقاد – هو أمر بمعروف ونهي عن منكر

         ((  فن الإنتقاد  ))

مكي خاتم

(هو أمر بمعروف ونهي عن منكر)

 

    إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : واجب كفائي  إذا قام به البعض سقط عن البعض الآخر ، وله شروط كثيرة موجودة وميسرة لامجال لذكرها الآن تجدها في صفحات متخصصة كثيرة.

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : ” من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان “، لعل من أهم مضامين هذا الحديث هو حدود التدرج في التعامل مع واجب النهي عن المنكر .

وهذا تحديدا ما جعلني أفكر بربط هذا الأمر بما يسمى حاليا ( فن الإنتقاد ).

 للأفراد او للمؤسسات التطوعية الخيرية منها او الخدمية والاجتماعية الرياضية منها والثقافية وعبر الصفحات الإلكترونية وطرق التواصل الحديثة عبر تويتر او بالواتساب وغيرها من وسائل  ، وكل هذه الأعمال إن شاء الله تنسجم مع الأحكام الشرعية الاجتماعية منها والعرفية ، لكننا في كثير بل في أغلب الأحيان نوجه الإنتقادات دون مبالاة وفي كل الأحوال وبلا علم او دراية بالرأي الشرعي ربما أو بالقوانين المقيدة لبعض الجمعيات والدساتير الموضوعة لتلك المؤسسات بل حتى دور العبادة المساجد منها و المآتم  .

ولا أقول أن هذه المؤسسات خالية من العيوب والأخطاء وهي لا شك تحتاج للنقد بل هو في حال الضرر واجب كفائي على جميع الناس ويجب تغييره ونقد الأفراد العاملين فيها أيضا نقدا إيجابيا بناء ، طبعا ليس المقصود من رده باليد العراك وإعلان الحرب وإنما بالتطوع والتغيير من الداخل بإسلوب حضاري للتغيير بنية الإصلاح قربة لله تعالى

وغير هذا الكلام غير مقبول اطلاقا، او حتى بالنقد المباشر والحوار مع أصحاب الشأن والقرار في تلك الجمعيات والمؤسسات.

ولكن المهم

متى؟

كيف؟

أين؟

 الانتقاد فن يهدف إلى تشجيع شخص ما  أو مؤسسة تطوعية او غيرها على تحسين المستوى لا إيذاء المشاعر، فلا بد أن يأتي الانتقاد البناء بنبرة إيجابية تركز على تحقيق هدف واضح ومهم، أيضًا واختيار الوقت المناسب لإبداء ملاحظاتك أو توجيه الانتقاد لشخص ما أمام الآخرين  لعدم إحراجه ، الهدف كما ذكرنا هو تقويم  سلوك الشخص ما أو إصلاح مسار مؤسسة او إدارة فريق رياضي او حتى صفحة تواصل اجتماعي دون تهجم شخصي ، على احد أو لومه .

 لتكن نواياك صادقة ، إن السبب الكامن خلف انتقادك لشخص ما سيؤثر على أسلوبك في الانتقاد فإذا كانت لك نوايا خفية خلف انتقاداتك فقد يأتي ذلك بنتائج سلبية ،  فكر فيما إذا كنت الشخص المناسب للمهمة وما إذا كان النقد الذي ستوجهه سيأتي بنتائج إيجابية أم لا .

يعتقد الكثيرون أنه لا بأس من انتقاد الآخرين من أجل مصلحتهم ،لكن النقد قد يؤذي المشاعر في  بعض الأحيان .

إذا كانت لديك سلطة على مجموعة من لأشخاص فلا بأس أن تنتقدهم بشكل بناء فإذا كنت مثلا تدير جمعية او نادي او حتى فريق عمل وحان وقت متابعة أداء من تدير فلا بد أن تستعد لمناقشة سبل تحسين أدائهم لأعمالهم وأن تكون قادر ومتمكن من أدوتك .

تذكر أن عرضك للموضوع يمكن أن يؤثر بشدة ويساعده على تلقي ملاحظاتك.

إن التدرب على استخدام مصطلحات لطيفة أمر جيد لنقل فكرتك.

 لا تكن عاطفيًا: إذا كنت ستنتقد أمرًا شخصيًا فقد تصبح عاطفيًا أثناء الحوار وتجنب ذلك وكن عمليًا قدر الإمكان

إذا ظهرت عليك علامات الغضب أو تغيرت نبرتك ولغة الجسد لديك فإن ذلك قد يشعر الشخص الآخر بالإهانة وعلى الأرجح أنه لن يضع انتقادك في اعتباره.

 اختيار الوقت والمكان المناسبين حتى إذا حسنت نواياك وترغب في مساعدة شخص ما على تحسين أدائه فإن الانتقاد أمام الآخرين  لا يفيد ابدًا ولا أحد يريد أن يتعرض للانتقاد في الأماكن العامة فهذا سيؤدي إلى الإحراج والإذلال ربما وهي مشاعر تسعى لتجنبها بالنقد البناء.

تأكد أن لديك متسعًا من الوقت لمحادثة كاملة حتى لا تنتهي دون نتائج.

البيئة التي ستتحدثون بها ينبغي أن تبدو محايدة ومريحة فمثلا إذا كنت  تريد أن تتحدث مع أحد أفراد أسرتك فإن الخروج من المنزل والمشي معًا قد يساعد أكثر أو مع شخص اذهبا بالسيارة إلى مكان مختلف تغيير جو كما نقول  فهو أيضا يساعد كثيرا .

 فكر مليًا قبل نقد الصفات الشخصية لشخص ما ولا تنتقد أبدًا الشكل الخارجي لشخص ما أو شخصيته فهذا بالتأكيد سيتسبب في جرح المشاعر .

كما لو ان احدا سألك صراحة إبداء رأيك في خيارات ملبسه أو تسريحة الشعر الجديدة او حتي صلعته  فإنه لا يزال من المهم تجنب الانتقاد الصريح وتمسك بالأمور التي لديه القدرة على تغييرها وتجنب قول شيء سلبي عن الصفات الملازمة التي لا يستطيعون فعل الكثير لتغييرها.

جرب أيضا  أسلوب “الخلط” في الانتقاد فغالبًا ما تستخدم هذه الطريقة  للحفاظ على المعنويات في الوقت الذي تساعد فيه أيضا الناس على تحسين أدائهم وهي طريقة جيدة يمكن وضعها في الاعتبار بغض النظر عن علاقتك مع الشخص الذي تنتقده أو الأشخاص ثم ابدأ المحادثة بمجاملة

و اطرح انتقاداتك ثم اذكر شيئا أخر إيجابي

 فالاستماع إلى الانتقادات بين التصريحات الايجابية يسهل الأمر أحيانا.
الإبتسامة مهمة واستخدم لغة الجسد الهادئة وأظهر تعاطفك مع الآخرين فهذا يريح من تحدثه بشدة

تذكر أيضا ان الهدف الرئيسي هو المساعدة فعلاً على تحسين أداء الشخص

لذا فالمناطحة والتغاضي عن الحقيقة لن يخدم أيَا منكما.

الآن بعد أن عرفنا كيفية التعامل مع الوضع بطريقة إيجابية

 لا بأس من المضي قدما ونبوح بالحقيقة كما نراها. ونكن على استعداد للتراجع قليلًا إذا رأينا نظرة حزن على وجه الجماعة أو الشخص الذي نحدثه ، لا تجعل ردود أفعالك غامضة فليس من المفيد ذلك  وخصوصا في محيط العمل أو المدرسة فهذا يترك الشخص بشعور مختلط حول كيفية تلبية توقعاتك من الأفضل بكثير توجيه انتقادات ملموسة محددة حتى يعرف الشخص بالضبط ما هي التغييرات المطلوبة .

 اعلم جيدا أنه ليس هناك فائدة من انتقاد شيء قد حدث بالفعل ولا يمكن تغييره

يمكن مراجعة أخطاء الماضي عندما تكون ذات صلة بموضوع الانتقاد ولكن تأكد من توجيه المحادثة إلى الأهداف التي يمكن أن تتحقق في الأيام أو الأسابيع المقبلة.

 لا تفرط في الكلام فأنت لا تريد أن تثقل على الشخص بالكثير من المعلومات حتى لو صغت نقدك بعبارات إيجابية فسوف يبدو وكأنه لديك قائمة من القضايا تريد من الشخص معالجتها وفي نهاية المطاف ستبدو لهجة المحادثة سلبية.

ثم وجه نقدك لمناقشة بعض البنود القابلة للتنفيذ وإذا كان لديك أكثر من انتقاد أخبره به في الأيام أو الأسابيع المقبلة.

 شجع الشخص او الجماعة على ابتكار الحلول في بعض الحالات فقد يكون من الأنسب السماح للشخص التوصل إلى حلول من ابتكاره بدل من إبداء رأيك حول ما يجب أن يحدث بمجرد إبداء نقدك

تستطيع ان تسأل الشخص كيف يعتقد أنه ينبغي التعامل مع ما طرحته

فإشراك أفكار الشخص يساعد على جعل المحادثة أكثر إيجابية

 لا تدع المحادثة تنتهي مباشرة بعد إبداء نقدك

 تفوه ببعض الكلمات الرقيقة ثم غير الموضوع إلى شيء آخر تماما ولا تقلق بشأن ما إذا كان الشخص سوف يتذكر ما وجهته من نقد – فلا أحد ينسى أبدًا ما يوجه إليه من انتقاد إذا أنهيت كلامك بملاحظة سيئة فمحاولاتك المستقبلية لتوجيه نقد بناء لن تكون موضع ترحيب.

 في اللقاء التالي يجب أن تركز المحادثات اللاحقة حول القضايا التي أبديت انتقادات عليها على التقدم الذي أحرزه الشخص. ناقش معه ما الخطوات الملموسة التي اتخذها نحو الأهداف التي وضعتها وقم بالثناء على ما أنجزه. إذا ظهرت حاجة إلى مزيد من التغييرات فلا بأس من الحديث فيها.

 تعلم متى تتوقف عن النقد فبعد أن أبديت النقد البناء حول موضوع معين لمرة أو مرتين فربما تكون قد قلت ما فيه الكفاية.

فالعزف على نفس الموضوع مرارًا وتكرارًا لن تكون له فائدة ويمكن أن يؤدي إلى مشاعر سلبية من جانب الشخص الذي يتم نقده أو المؤسسة والتقط إشارة واحدة على أن الشخص اكتفى من الكلام ولا تقل أكثر من ذلك حتى يتم سؤالك عن رأيك .

اذا اتفقنا ان هذا تكليف كفائي إذا قام به البعض سقط عن الآخرين  .

نطرح بعض الأسئلة التي ربما تكشف عن مدى التزامنا واهتمامنا بالنهي عن المنكر والأمر بالمعروف من خلال طرق سير مؤسسات القرية المختلفة وأهمها انتخاب أعضاء الاداة فيها وهي في الواقع يرثى لها فأنت وأنا نعرف مقدما من سيفوز ومن هو الرئيس ونائبه ورئيس اللجنة الفلانية واللجنة العلانية مع احترامي وتقديري للأفراد وثقتي التامة بهم لكن هذا واقع مسلم به وكأنه دستور رسمي وهذا في نظري السبب الأقوى في عزوف كثير من الطاقات عن دخول العملية الانتخابية برمتها   وهم على يقين أنها انتخابات صورية بل ويدفعهم للبقاء بعيدا وعدم المشاركة وهي سببت الفشل والعجز عن  التغيير وهذه الشللية جعلتها انتخابات شكلية وردود أفعالنا حول هذا الموضوع جمعا مخجلة وتكاد تكون معدومة وهي مسؤلية الجميع دون استثناء ومؤلم أيضا ويجب تغييرها .

  يتم حاليا تغيير الرئيس للجمعيات والمؤسسات كل عامين تقريبا وكأنه ايضا قانون دستوري أو عرفي فعلا كنا نحتاجه لفترة محدودة وكأن رأي صائبا إيجابيا لاكتشاف طاقات وقدرات قد أثمرت ويشكر عليها الجميع وفي هذه الفترة اعتقد خلاص بل من الأفضل بقاء الرئيس وأعضاء الإدارات الأجدر والافضل لمدد طويلة ما داموا قادرين على العطاء وقادرين على الفوز أيضا عن طريق الانتخاب بالطريقة الديمقراطية بشرط تصحيح سير هذه الانتخابات

وأن تستغل تلك الطاقات والمواهب من رجال ونساء القرية وإعطائهم الأولوية بشفافية كاملة في الإدارة او في إثراء البرامج الدينية والثقافية والرياضية قدر الإمكان

طرحت هذه النقاط المهمة والأساسية والقاعدة لبناء سليم قوي كبداية لإصلاح الامور البسيطة الاخرى بسهولة وهي كأمثلة فقط للتأكيد على وجود سلبيات كثيرة لا نراها رغم ضخامتها وهي دليل على عدم مبالاتنا يجب أن نسعى جميعا لإصلاحها والارتفاع معا بحول الله تعالى وقوته

 نعم نستطيع تغيير هذا الواقع باليد أو باللسان أو حتى بالقلب إن شاء الله تعالى.

وفقنا الله وإياكم

احترامي وتحياتي ودعائي لكل العاملين الصالحين المخلصين في المجال التطوعي ونسأل الله لكم السداد والتوفيق والقبول … اقبل اياديكم النظيفة الخيرة.

و تحياتي للجميع

 

 

 

شارك برأيك: