في حضرة الكتابة الإبداعية بقلم الدكتور فهد حسين

الدكتور فهد حسين
الدكتور فهد حسين

في حضرة الكتابة الإبداعية

كثيرا ما تقرأ إلى الكتاب والكاتبات ما يصدرون في منطقة الخليج العربي من أعمال أدبية قصصية وإن كانت الأقل، أو شعرية وهي لا بأس بها في عددها، أو روائية وهي الأكثر والملفت، ولكن حين نبدأ بالقراءة الفاحصة، القراءة التي تأخذنا إلى بواطن الكشف عن أهمية هذه الإصدارات، ومدى إضافتها فنيا وإبداعياً وتنويريًا للمشهد الأدبي والقارئ معا، تتكشف ما يثير الدهشة والحساسية الثقافية، حيث هناك العديد من الكتابات تخلو تماما من بعدها الفني والجمالي مما يدل على عدم اطلاع هؤلاء – وهنا لا أعني المطلق – بل التبعيض في هذه المسألة التي أراها مهمة جدًا، كما تخلو الكتابات من تناول الموضوعات التي ربما نراها جديدة وذات أبعاد مختلفة عما هو السائد من اجترار ما كتبته الأقلام التي سبقت.

وهنا أركز على مسألتين، هما: الثقافة والوعي، بمعنى ليس على كل مثقف أن يكون كاتبًا، ولكن على كل كاتب أن يكون مثقفًا، وهنا تكمن المسألة، إذ نجد الكثير من الكتابات خالية من فنيتها، ومن موضوعها الملفت، ومن الوعي الذي ينبغي أن يكون أحد الجسور التي تسير فوقها هذه الكتابات أو تلك، لكن للأسف، بمعنى هناك كتاب وكاتبات عبر الأجيال والحقب التاريخية لا يكتبون إلا وفق رؤية فنية وكذلك رؤية ثقافية، فحين يناقش الكاتب أو الكاتبة تعدد الزواجات وهو موضوع كثير التناول كانوا ينظرون إليه من زوايا متعددة كل وفق رؤيته الثقافية والاجتماعية لذلك ترى هذا التعدد وراءه وعي بالكتابة وبالمجتمع والإنسان، وقس على ذلك بقية الموضوعات، غير أن بعض دور النشر التي فتحت أذرعها لكل من لديه محاولات أو بعض الخواطر أو بعض موضوعات التعبير التي كانت تعطى له في المدارس يسلمها إلى دار نشر ثم تبدأ رحلة هذا أو ذلك في الكتابة التي قد نصطلح عليها (بالتافهة) أو الضعيفة، والدليل على ما نذهب إليه السؤال الذي ينبغي على كل مبدع ومبدعة طرحه على نفسه: لم أكتب؟ وفيما أكتب؟ ولمن أكتب؟ وهذه أسئلة فلسفية لابد من وجودها في ذهن الكاتب، لان الإجابات خاصة هنا إلى درجة الوعي الذي ينبغي أن يتحلى به من يكتب، ولكن من نلوم في هذه الموجة من الكتابات هل المجتمع؟ هل الكاتب؟ هل دار النشر؟ هل النقاد الذين لم يقفوا ضد هذه الكتابات التي تعمل على إيجاد قارئ مسطح فكريا وثقافيا خال من الثقافة الجمالية!!!

 

 

 

 

شارك برأيك: