موعد المائدة
أراد الأب الغني أن يدعو أبنائه المشغولين عنه بهموم هذه الدنيا و مشاغلها ، أراد أن يدعوهم لمأدبة غذاء ليجمعهم و يراهم و يطمئن عليهم ، و يلبي احتياجاتهم ؛ فأرسل لكلٍ منهم رسالةً بالتوقيت و المكان ذاته ، بأني انتظركم في بيتي عند الساعة الكذائية ، و أرجو حضوركم دون تأخير يا أحبتي !
و في يوم الموعد جهز الأب الرحيم بأبنائه مائدته الفارهة بكل الأطباق اللذيذة المتنوعة التي تهفو إليها كل النفوس من مقبلات و أطباق رئيسية و حلويات و مشروبات و .. و ..
جاء الابن الأول قبل الموعد و جلس بين يدي أبيه يتبادل مع احاديث الأنس و الحب و يحظى برضاه و عطفه و يتناول تلك المقبلات اللذيذة قبل حضور بقية اخوانه ،،،،
و عند الموعد المحدد للمأدبة جاء الابن الثاني و الثالث معاً ليجدا الأخ الأول قد استعد لتناول الأطباق الرئيسية فتقدما لمشاركته الاستمتاع و التلذذ بتلك الأطباق الشهية ، بعد أن فاتهما التلذذ بأطباق المقبلات الرائعة !
ليستأذن بعد ذلك مباشرةً الابن الثالث مباشرةً متعللاً بانشغاله الشديد ، و لا وقت لديه لتناول الحلويات الشهية و المشروبات المتنوعة ، مكتفياً بقوله ” كلوا عنكم و عني بالعافية ” !
و بينما يتناول الأخوين بين يدي والدهما أطباق الحلويات الشهية ، يحضر الأخ الرابع منهكاً منادياً الأب العطوف .. هل يمكنني أن استدرك شيئاً من مائدتكم !؟ فيجيبه الأب ” بلى حبيبي ،، و لكن الطعام قد برد قليلا بتأخرك لهذا الوقت ، فتناول ما تريد و من ثم لا تنس مائدة الحلويات الشهية !
أما الابن الخامس فقد جاء متأخراً كثيرا ، ليجد الطعام قد برد ! و لم يعد يشتهيه أحد ، ليتحسر على ما فاته من لذة الاطباق اللذيذة المتنوعة ، و لقاء إخوانه الذين كانوا بين يدي أبيهم الذي حاطهم برعايته و حنانه و أجزل عليهم من عطاياه !
أما ما جعل الأب يتأثر كثيراً فهو الابن السادس الذي لم يحضر أصلاً للمأدبة و قد و صلته الرسالة و لم يهتم بها مع حاجته المطلقة لأبيه الغني !! فقد تركه و التمس حاجاته عند غيره .. فما أجهله !!
السؤال : هل عرفتم هذا الأب الغني العطوف ؟! و هل عرفتم أبنائه ؟! و أيُّ دعوة ٍ هذه ؟! أما آن أن أستحي ؟!