مـخـيـال زيـنـب والـطـفـوف أمـامـي
وأنـــــا بــــهــــا مــــتــوحــــدُّ الآلامِ
مـخـيـالـهـا نــزف الـمـواجـع كـلـمــا
كـانـت كـمـوج الـبـحـر مــداًّ طـامـي
لا تــنــتــهــي أحــزان زيــنــب إنـهـا
جــرح الــبـدايــة بـعـد قِـفـلِ خِـتــامِ
قـد تـوَّجـت جرح الـطـفـوف مـقـاتـلا
الـحــزنُ جـمــعٌ والـفـؤاد عـصــامـي
مــتــعــدد الأحـزان فـــي أحــبــابــه
يــكـفــي حــبــيـبــا واحـدا لِـكُـــلام
مـا بـالـهـا تـبـكـي الحسين ومـثـلـه
الـعـبـاس مـن كـفـليـن في الأحجام
مـثـقـال دمـع أم ســمــاء أتـــرعــت
بـالـدمــع تــكـفـيـهــا لـكــيـل ضـرامِ
ذا ثـقـل عـبـاس وثـقـل حـسـيـنـهــا
والـمـيــل بــاد فـي اخــتـلال نـظــامِ
مـا بـالـهـا والـفـقــد طـــاول أكـــبــرا
بـتـكـاثــر الأشـبــاه فـي الــمـقــدامِ
مـن أي ثـقـل تـسـتـمـد حــمــولـــة
الأشـبــاه تــكــرارا لــفـــقـــد كـــرامِ
والـقـاسـم الـمـغـدور ويــل شـبـابــه
فـي جـرح زيـنـب مـثـل غـرز حـسام
ها قـد أتـاهـا الـمـجـتـبـى في ابـنـه
بــالـفـقــد ثــانـيـة خـضـيـب الــهــامِ
أمـا الــرضـيـع فـثـقـلـه مـن مـحسن
هـــذا بــمــسـمــار وذا بـــســهـــامِ
أحـزانـك الأثـقـال لــم يُـنـقَـضْ بــهــا
ظــهــــر ولــــو بــتــتـــابـــع الأعــوامِ
حـجـر الأسـاس غـدت لـبـيـت محمد
ورحـــاه فـــاطـــمـــة مـــدار عــظــامِ
مـــن أم والــدها مــلـكــت أمــومـــة
الإخــوان إنّـــك مـــصـــدر الإلـــهـــامِ
بـل كـنـت أمَّ الـحـشـد يـوم طفوفهـا
فـي الـحـرب لـلأبـطــال شــدُّ حُــزامِ
يـا بـنـت حـيـدر حـيـن وصفي موقفـا
لـك فـي الـبـطـولــة حـيـدر قُـدّامــي
يـا بـنـت فـاطـم حـيـن يـنقلـب الأذى
نـصــرا أمـامــي خــطـبـتـيــن لــقــام
فــأراكِ قــامـة فـاطـم فـي سـتــرهـا
وكــذاك جــمـهــرة عــلـــى الإرغــامِ
لا لـيـس تـسبى مـرة مـرتين هتافنـا
هـــذا الــهــتــاف حــمـيَّــةُ الأوهـــام
مــن قـال زيـنـب رغـم أسـر عـقـالهـا
سـبـيـتْ وكــانــت حــظــوة لـغُـلامِ؟!
هـي مـن أرادت سـبـي كرسي لهم
فـالـسـبـي لـيـسـت نـاقــة بـفـصـام
والـسبـي لـيـس الـقـيـد شـاء لـذلـة
وهــو الـذلـيــل ولــم يَــقُــدْ لـــزمــامِ
الـسـبـي أنْ تسبي عـيـون ظلومهم
فــتــحــيـلــه أعــمــى بـــلا أفــهــامِ
الـسـبـي جـمـهـور الـخـصـيـم تحيله
خـصـمـا لـصـاحـبـه بــشــر خــصـــام
الـسـبـي نــزع دعــايـــة مــكــذوبــة
لــتـكــون تــتـويــجــا بــخــيــر وسـام
هـو ذا الذي فعلتـه زينب في العـدى
والـقــيـــد شــاهـــدُ ذِلَّــــةِ الأقـــوامِ
هـو حـيـز فـي الـمـعـصميـن بـحمـرة
ذا قـــدْره مــن عــصـمـــة الــحـكّــام
وبـقـيـدها نـهـج الـبــلاغـــة حـاضـــر
فــلـسـانـهـا سـوط عـلـى الإبــكـــامِ
ولـوعـيــهــا أهـــدى مــحـمــد بــدره
لـتـشـل شــعــر يــزيــد مـن شـتَّــام
أهـدى لــهــا صـوت الأذان حـقـيـقــة
يـهــوي بـعــرش يــزيـــد بـــالأنــغــام
وعـلــيُّ أهــداهــا لـسـيــف فــقــاره
كـــيـــاًّ لـــوعــي أمــيــة بــحــســام
سـيــف الــفـقــار إزاء كـــل مــذابـــح
فــي كـربـلا يـكـفـي لـــرمِّ عـــظـــام
يـكـفـي لـيـنـتـبــه الـعــدو لــجــرمــه
والـصــــدم لـــلإجــــرام بــــالإجــــرامِ
أو لـيـس وهم الـخـارجـيـن خـديـعـة؟!
والـصـدم هــم أصــل إلـــى الإســلامِ
فـاتــرك مـقــاديــر الــسـبــيــة إنــهــا
تــخـطــو بــعــزتـهــا عــلــى الأقـــزامِ
وإذا أردت ســنــام آل الــمـصـطــفــى
دفـع الأذى عـنـهـم بــرتــبــة حـامــي
قـل لـم تـكـن تـسبـى لـتسبـى مـرة
أخــرى سـأنـصـرهـا وتـلـك ذمــامـــي
وعـقـيـدتي الـحـوراء نـاصـرتـي عـلـى
الأعــداء حـسـبـي خــادم لــمـــقـــامِ