هل مطلع عشقك قد أدبرْ؟!
ومـعـارضـة الشعر استكثرْ؟!
أمـفــلــج أخــتـــار قـــوامـــا
لـقـصـيـدة غـنـج في حـيـدرْ
سـأعـارضــهــا وأصـــارعــــه
مـوج مـوسـيـقـاهـا إذ أبـحـرْ
وأواكــب حــفـلـــة إيـــقـــاع
من إيـقـاع الـضـدِّ سـيـكسرْ
لـلــهــنـــدي شـــعــــور ولاء
بـغـنــاء قــصـائــده سـيـطــرْ
وأنــا لـي مـسـطــرة أخــرى
خصرُ الشعر بها ذا يُــقْــطَــرْ
يــتـــراقــص لـــيـــاًّ إحـــنــاء
خــطُّ بــيــانٍ عِـشـقــاً قَـعَّــرْ
كـي يـكـنـز أجـمـل صـبـوتـه
وبـتـقـعـيــر الـحُــبِّ تــصــدّرْ
بل كان الأسـرع فـي صـلــة
توصل حدب العشق الأعسرْ
يـا مـعـسـر عـشـق عـلــويٍّ
عِـشـقُـكَ هـذا لـهـو الأيـسرْ
وهـو الأحـلـى فـي شـقوتـه
الــمــرُّ بـــطـــعــمِــهِ سُـكَّــرْ
إذ صـنـع الـضـــدِّ طـبـيـعـتُـــه
مـن دون بـديـلٍ يُـسـتـحْـضَـرْ
فـــيــزيـــاء عــلــيٍّ خــارقــة
ومـركّــبُــهــا سـحـر مـضـمـرْ
بـخـفـاء الـلـحـظـة يـسحـرنـا
فـيـحـيـل نـقـائـضـهـا جــوهـرْ
ويـحـيـل لـمـعـتــم أمــكــنــة
بـإضـاءات الـعـشـق لِـمَشعَـرْ
سـبـحـان الـنـطـفـة مـنـتـنــة
كــادت مـن جـيـفـتـهـا تُـقـبــرْ
وإذا يــنــبــوع حــقــيــقــتـهــا
إنّـا أعـطــيـــنـــاك الــكــوثــــرْ
سـبـحـان الـيـأس يــصــوِّرُهــا
بـاسـم عـلـي نـسـل الأبـتــرْ
فــتــعــود بــرحـم مــحــبـتـــه
نِـعَـمٌ شـتَّـى لا لــم تُــحـصــرْ
ولــدٌ مــلــتــحـق بــحــســام
لـعـلــي .. بـــفــقــار يــكــبــرْ
مــالٌ مــن فـقـر يــسـتـغـنـي
وغــنــيُّ الأعــــداء الأفـــقـــرْ
وزكــاة الـعـشـق إذا تــنــمــو
من قـال لـهـا عشقُكَ يـصـغـرْ
يـا أكـبـر عـشـق فـي الـدنـيـا
بــضــرائــبــه صــرت الأكــبـــرْ
فـالـكـوثــر لـيـست سـاقــيــة
بـكـفـوفـك تـسـقـيـهـا معشرْ
الـكــوثــر مــعــنــاكــم نــهــرا
بـجـداول عــشــق تـــتــحــدَّرْ
والـمـعـنـى يـشـتـق المعنـى
والـمـصـدرُ يـستـنـبـتُ مـصـدرْ
والـجــدول يـــفــرع جــدولــــه
ومــســاربــه تــصـبــح أكــثــرْ
هـو ذا كـوثـركــم لا تـحـصـــى
الآلاء بــه لـــكــن تُــــشــكـــرْ
يــا كــوثــر حـــرب طــاحــنـــة
بــفــقــارك أوحـده تُـــنـــصـــرْ
فــفــقـــارك ريُّ مـــنــتــظـــم
مـــن دمِّ الأعــــداء الأقـــتــــرْ
لا مــا قــتَّــرتَ عـلـى الأعــداء
وسـيـفـك مـن دمـهـم يـسكـرْ
مـغـمـوس الـكـوثـر يـسـتـروي
لـلـسـيـف مـن الـدّم الأحـمــرْ
حــتـى الأعــداء بــكـوثـــركــم
طـمـعـوا إذ كـان حـصـاد الشرْ
حــصـــدا لـــرؤوس طــــامـــرة
وفـــقـــارك دلـــوٌ لا يــطــمـــر
إنْ غـاص بــبـئـر مـشـاربــهـم
فــرؤوســا حــــاقــــدة فــجّــرْ
ودلاء ســـيـــوف مـــغـــمـــدة
فـي الأغـمــاد إلـيـهــا كـسّــر
ذا كــوثــر حـرب حـشـرُ عِـدىً
ولــكــوثــر أحـبــاب مـحــشــرْ
فـالـمـؤمـن قال كـمـا الـعـادي
إنّــا أعـــطــيــنـــاك الــكــوثــرْ
والـكــل لــمــشـهــد كــوثــره
إمَّـــــا ذا أو ذاك تــــخـــــيَّــــرْ
يــا كـــوثــــر اســم وكـــيـــان
من اسـمـك ربي يُـسـتَـمطَـرْ
إذ سـمّـــاك عـــلـيــاًّ أعــلــى
مـشـتــق الاسـم بـه تُــنـكــرْ
لا ضـيـر عــلـيــك تــنـكُّــرُهُــم
مـا فــي الــقـمــةِ درب أقـصـرْ
الـقـمــة تــصـغــر فــي عـيـن
مـن أسـفـل قـاع تـتـبــخــتــرْ
إذ أهــل الـقــمـــة قــد نــادوا
في الأسـفـل لا شيءٌ يـذكـرْ
والـســفــحُ إذا كــان مـصــبــاًّ
مـن أعـلـى كـوثــركـم يُـغْـمَـرْ
والـكـوثـر مـن أعـلـى سـفــحٍ
في الأسفـل ظـلمـا قد يـهـدرْ
إذ لــيـس تُـشــقُّ مـســاربــه
وكـنــاقــة صـالــح قـد يـعــقــرْ
إنّــا أعــطـيــنــاك الـــكـــوثــــرْ
من أعـلـى في الـقـاع تسمَّـرْ
فـالــكــوثـر نــاقــة صــالـحـكـم
بــعـــذاب الـمـسـتـمــرئ أنـذرْ
الـــكــوثــــر حـــبٌّ مـــمــنــوعٌ
وعــلــى أهــل ولاء يُــحْــجَـــرْ
الــكـــوثـــر جـــرمٌ مَــشْــهُــودٌ
إذْ بــالــطـهــرِ الـرجـسُ تـطـيَّـرْ
حــبٌّ مــمــنــوعٌ فــي الـدنـيــا
ويـحـلِّـقُ فــي يـوم الــمـحشرْ
فــوق الـحـوض بــيــوم ذهــول
فــيــه الــكــل لــكــل أنـــكــــرْ
إلاَّ حـــيـــدر مــــا أنـــكـــرنـــــا
مـا فـي حـقِّ الـشـيـعـةِ قَـصَّـرْ
وعــلــى الأعــــراف رجــال الله
وسـحـنــة شــيــعــي أسـمــرْ
مـن حــنــطـة عـشـق قـــدريٍّ
يـلـقُـطُـنـا كـالـخـصـبِ الأخـضـرْ
لـــيــروِّيـــنـــا مـــــن كـــوثــــره
وصـراطُ الـعــشـق لــنــا مـعـبـرْ