ملحمتي العاشورئية ((تفاسير المصرع))
لأنَّكَ في الأجساد قرآنُ وحيِنا
وفرشُ كتابٍ بين مُوحىً وَمُودَعِ
ستحتاج شرحا للمجارح
أنها بلا ظاهر تأتي
لتفسير مصرعِ
ففي الضاهر المدميِّ
رأسُكَ في القنا
وصدرُكَ بين الخيل
من طَحْنِ أضلعِِ
وقلبك في السهم المثلَّثِ
بُعْدُه الثلاثيُّ
لا قلبٌ يشيرُ لأربعِ
وجسمُك في مرمى السهام
حسبتُه بلا كوثرٍ
بل دائماً جسمُ ُمَنْزَعِ
وأصبعك المبتور
تثبيت أبتر عليكم مقالا
بعد قطعٍ لأصبعِ
وثمَّ جبينٌ منك يرمى حجارة
يقال لهذا موسعا جرحُ موضعِ
وثمَّ الشفاه الذابلات
تشقَّقت ظماً
فهي جدران لبئر مصدَّعِ
وثمَّ الثنايا بالقضيب تكسَّرتْ
وقيل بها هتك لحرمة مخدعِ
عليك سلام الله
لستَ مُفَسَّرَ المجارحِ عند الصرعِ
من وحيِ مبدعِ
يقاتلك التقليد والنسخ دائما
كمن قال
يا غيبوبة الصرع أن فعِِ
يقاتلك التفسير للوحي
أنَّهُ تزَّيفَ
والتزييف من جرحِ مبضعِ
وإنك موحى النص
مازال خامه المشمَّعُ
نزفا جامداً للمقرِّعِ
فلست صديدَ الدِّم بالجرحِ جامدٌ
أرى دمك الموحى التماعات ألمعي
سيجري كجري النهر دون اعتراضِهِ
ويملك في الينبوع عقلَ الموزعِ
إليك
سنحتاج الحرارة مقتلا
بدون صقيع حاجب ومقنَّعِ
سنحتاج ألا يبرد الجسم ساعة
وفيك دم عن ألف فاد كمرجعِ
وفي عاشر
ما بين محتوش البكا
ومحتوش سيفا على شكل أدمعِ
أفسِّرُ فيك المصرع البكر
أنه الذي ظلَّ بكراً
والولود لأفرعِ
لأبدأ في تفسير ما كان غيلة
على أن أنه ثأر شديد التطلُّعِ
أرى رأسك المقطوع
بُرهان أننا على الأرض نحيا
في وجوه التصنُّعِ
وفينا جمال الوجه
ما احتُزَّ رأسُهُ
يقول لنا عيشوا الفدا بالتطبُّعِ
ولا تطبعوا للغدر سيف خيانة
تَعيَّشَ من حزِّ الرؤوس كمرتَعِ
أرى قبَّة الأقصى كرأس حسينها
يحاولها في الحزِّ سيف المطبِّعِ
وما بعد حزِّ الرأس إلا ارتفاعُهُ
ويأبى سقوطا في المهاوي لِخنَّعِ
فعيشوا على
حدِّ ارتفاعات طولهِ الذي طولهُ
قد دام سقفا لأرفعِ
وما الصدر؟!
هل دوس الخيول استرعاكم عليه
وعشتم في مخاف المروَّعِ؟!
إذن
أين أبناء السبيل لنصره؟!
وأين طريق الوصل ضدَّ التمنَّعِ؟!
ألم يك هذا الصدر ربُّ احتشادكم
وعوَّضكم عن حافر رمي مدفعِ؟!
فإن تذكروا فيه المجارح مكسراً
فهل ناصر نفخ لها فوق بلقعِ
لكي تستقلَّ الأرض من بعد جبرها
لتصبح من كسر العدا في التتبُّعِ
فجسم حسين
أي بلادٌ كثيرة إلى الجسم تنمى
وهو روح التشيعِ
تشايع فيه السهم
فقرا وحاجة وجوعا وأمراضا
بدون تدرُّعِ
وحصرا كحصر الطالبيين
شُعبُهم جيوب سهام الطفِّ
في شكل مَفْزَعِ
وذا هو جسم السبط
من زرع أسهم بلا منزعٍ
بل خلتها سقيُ مُضْرَعِ
هو الجسم
والأدواء تلك سهامه
سيمرض دهرا كي يقوم كمسبِعِ
وتفسير أن الجسم كثرٌ سهامه
فذي أفرع الأنهار قادت لمنبعِ
وإن سهام القوم تفريع كوثر
مصبّاً إلى زهراء نعيٍّ مُلوِّعِ
تقول سأنعى مصرعا
وكفيلة إليه قياماً
عكس أهل التوقُّعِِ
فيا أكثروا فيه السهام
وكوثري سيكثرها ريَّا
سهامُ توجُّعِي
لتصبح أغضانا ويخضرُّ عودها
وتنجب ثأراً سافراً دون بُرقعِ
أفسِّر بتر الخنصر الغضِّ
أنه قد اخضرَّ طولاً
حين تقصير أذرعِ
وصار المدى الكوني علم إشارة
يشير على كل الجهات ككمرعِ
فتخضرُّ أو تحمرُّ
وهي كفيلة بحفظ حسين
عن سيوف التنطُّعِ
ألا حاولوا في أصبع
قطع وصلنا
عن الجبهات الحمر
عن طهر منجعِ
وأي من الجبهات دلَّ
تحوَّلت لمقتلة أخرى
بختم موقَّعِ
ولكنها من قتلهم في قتالنا
فأصبع مولانا زنادُ الملعلعِ
ألا بصمت
لا بتر من بعد بتره
هو الأبتر النامي
بثأرِ مُشرَّعِ
هو الكوثر الباقي على عطش الشقا
تساقى بإبهام لكثر التضرُّعِ
تساقى إلى أن شدَّ أعصاب فتية
بماء شبيه بالسلاح المميِّعِ
ولم يك حقاًّ مائعا
إنما غدا من الحرب تذخيراً
سلاح التنوُّعِ
أرى أصبعا أمسى سلاح إشارة
يشير اسرعوا ما جمعكم جمع مهطعِ
ولكن به من إندفاعة كربلا
جنون فداء السبط في الركب مُسرعِ
فماذا بقي من مصرع السبط
جامدا على النصِّ؟!
إدماء الجبين المُرصِّعِ؟!
فإن قد رمي منهم حجار خطيئة
سيلقفها ذنبا بروحِ المشفَّعِ
سيغفر حصرا للحجار ذنوبها
لترتد للرامي كأحجار مقلعِ
هنا يفتح الجبهات جَرحاً جبينهُ
ويصبح هذا الجَرحُ عطر التضوُّعِ
ويوسع ميدان التلِّقي طعانهم
بروح التصدي لا بروح التلفٌّعِ
فيا عظم الجبهات بعد حجارهم
وقد بدأت رمي الجبين المُنصَّعِ
وآلت إلى رمي الحجار بنقعة
لطول جباه الحق عن رمي أكتعِ
حسين هو الجبهاتِ
إذ قلت أنه الجبين
فأوسع في المدى وتطلَّعِ
وقل
ثَمَّ في الجبهات جرحُ مخاتل
وفيض دم يروي لحدِّ التشبُّعِ
ولكنه يأبى انتقاص كرامة
لكثر جراح النزف عن وهن مدَّعِي
هنا يصبح المولى الحسين مجارحا
بتفسير نص ظاهر لا مقنَّعِ
ولكنه النص الذي كان ثورة
ويأبى جراحا أوهنت بتذرّعِ
سلمان عبدالحسين