سُبحانَ مَنْ خلَقَ السماءَ العالية
منْ أمسكَ السبعَ الشِّدادَ سؤاليا؟
هل يا تُرى سِرٌ رواهُ محمدٌ
مُذْ قابَ قوسينٍ أتاهُ مُناجيا
وبِـ ساقِ عرشِ اللهِ أبصرَ حينها
آياتَهُ الكبرى فأردفَ داعيا
حُسينُ مصباحُ الهُدى وسفينةُ الـ
ناجينَ مِنْ غدْرِ الليالي البالية
عَجباً لِمَنْ مَسَكَ السَماءَ لأجلِهِ
كيفَ استقرَّتْ مُذْ رَماهُ البَّاغية
فَهَوى جديلاً بالنبالِ مبضعاً
ومُقَطَّعُ الأوصالِ يحنو جاثيا
يَستخرجُ السَّهمَ الذي أعياهُ والـ
أحشاءُ مِنْ أكبادِه مُتَلَظِّية
عجباً تَلَقَّتهُ كُفوفُ رِمالِها
وبِرفقِ راحتِها عليهِ مُغَطِّية
تشكو إلى ربِّ السَّماءِ بِحُرقةٍ
تدعوهُ ما بالُ العوالي راسية
أيُّ مُصابٍ حَلَّ أم أيُّ بلاء
لَو قد هَوَتْ بالقاعِ لستُ مُغاليا
وتعاتِبُ السبعَ الشدادَ بنحبةٍ
ما سِرُّ صَبْرُكِ والمُصيبَةُ ساطِية
فأمطرتْ تلك السَّماءُ نجيعَها
وأجهشتْ تنعى عليهِ باكية
بنبرةِ الثَّكلى تَخمُشُ وَجهها
يا ليتني مِن قَبلِ رُزْءِهِ فانية
تَعساً وكُلُّ الخِزيّ يلحقُ أمةً
قتلتْ سليلَ نَبيِّها مُتحدِّيَة
حلّ الكسوفُ فأظلمتْ دُنياهُمُ
ريحًا كما صَرصارِ عادٍ عاتية
ناحَتْ لهُ عُسلانُ بَرِّها والفلا
فإذا زئيرُ السبعِ راحَ مُدَوِّيا
قدْ حَمْحَمَ المُهرُ بندبِ صَهيلهُ
لاويٍ لِجامَهُ والظَّليمةِ شاكيا
عزَّ التجافيَ كيف أهوي أرضك
وعليك جثمان المُرَّضضِ عاريا
ربُّ الوجودِ خلقَ الوجودَ لأجلهم
رَفَعَ السَّما وامتدَ أرضاً داحية
لُطفاً بِجُثمانِ الذبيحِ و طببي
تلك الجراحَ ولملميه ببارية
لُمِّي بِباردِ طَرفِكِ أشلائَهُ
فرشاً بناعمِ تُربِكِ المتراميا
وتوَّسَدي مِنْهُ قَفاهُ بِرَبوةٍ
فَنجيعُهُ القاني مُترَبُ داميا
لا يذهبنّ بحلمكِ الشيطانُ مِن
جَزعِ المصابِ فالمحتمُ ماضيا
وأقولُ قولي والسؤالُ محيراً
من أمسكَ السبعَ الشدادَ سؤاليا
رحم الله من يقرأ الفاتحة إلى روح موتانا موتاكم ومن مات على الإيمان