كلمة خًــير لاستنهاض
همَّة الخير لدى أهْــل الخــيْر.
أخي المتبرع …مَــا أعظم قضاء حوائج الناس .
العطاء في حياتنا كمؤمنين عابدين ومطيعين لله سبحانه أن نكون كما أمرنا ، فهذه السمة الأخلاقية جزء من تكاليفه الشرعية لنا ، وهو بمختلف حالاته حركة منَّا لطلب رزق الله الواسع وابتغاء مرضاته ، فمن أعطاه الله يعطي غيره ( من عباد الله ) ، ويخدمهم بالمال والعمل والخدمة والدم ، فيكون قد أعطى نفسه وخَدَمَها .
أخي المتبرع : إنَّ عطَــاء الآخر مدخل إنساني نبيل لأن يأخذ العبد رزقه من ثواب الله وأجره الجزيل ، فالعطاء – بنفس عزيزة – أغلى وأسمى صور البذل لأخيك الإنسان ، فلا يساوي قيمته الإنسانية شيء آخر ، لأنَّه ينتهي بالعبد إلى المشاركة الكبرى بإحياء نفس ، وهو ما يفتح أمامها حالات الخير ، وأفضل ثمار العطاء الرباني ، فشارك ما أمكنك في حملة ( إنقاذ أخيك الإنسان ) .
أيها المتبرع المؤمن .
أسمى حالات عطاء الإنسان لنفسه أن يعطي غيره بأي مقدار مما لديه ، ولو جرعة دم تنقذ نفسًا إنسانية بحاجة للعيش والحياة ، فموقفك هذا عون ودعم له على البقاء لخدمة دينه وعقيدته ووطنه ، فقطرة دم تبذلها لغيرك يمكنك بفضل الله أن تستعيدها ، وتعاود خدمة إنسان ، وتمده بفرصة أمل لإنقاذ نفسه وإحيائها .
عزيزي المتبرع .
ولا يضيرك أخي ، وأنت سليل الكرم والبذل أن تشارك في هذه المسئولية الإنسانية ، وتظفر بلذة ثواب الله من خلال أدائك لموقف إنساني تنقذ فيه أخيك الإنسان ، وتشبع فيه رغبتك في أداء وظيفتك العبادية وبنية طاهرة ، فيجعلها الله تعالى لك رمزًا يفاخر بعملك بين ملائكته الكرام .
أخي المتبرع .
تبرعك عزيزي بأي نقطة دم يعينك على تحقيق الوحدة الشعورية بينك وسائر عباد الله في أفراحهم وأتراحهم ، ويدخل السرور في نفسك ، ونفوس آمنة ، فيصنع بموقفك في داخلك نفْسًا راقية تستشعر بين جنبيها روح الأخوة الإنسانية ومعانيها .
أخي المتبرع .
تذكر أخي المشارك في هذه الحملة الإنسانية ما تعلمته كمؤمن من احترام القرآن للإنسان وتكريمه ، ودعواته لنا في حفظ النفس وحرمة قتلها ، وقيمة إحيائها ، وأهمية إنقاذها بالمال والعمل والخدمة ، وعطاء الدم ، قال تعالى في محكم كتابه المجيد :
{ مَـنْ قتلَ نفسًا بغير نفس أو فسَــادٍ في الأرض ، فكَأنَّما قتل الناس جميعًا ، ومنْ أحْيَاها فكَأَنَّما أحيا النَّاس جميعًـا } . سورة المائدة / آية 32 .