تأبين المرحوم
الحاج أحمد بن الحاج علي هلال
كان الحاج أحمد بن الحاج علي بن هلال رحمه الله عز وجل من مواليد سنة ( 1933م /1352هـ ) كما نقله الأستاذ أحمد سرحان في ترجمته بكتابه ( الشعراء والخطاطون في النويدرات ) ، أنظر صفحات 35 – 39 .
هو أكبر أبناء عائلة الحاج علي بن أحمد هلال ، وشقيق أخيه الأستاذ عباس ، وله من الأخوات ( فاطمة زوجة الحاج علي بن محمد هلال ( أم مكي هلال ) ، وزوجة الحاج منصور بن الحاج علي بن عبد الله مال الله ( أم جليل مال الله ) ، وزوجة الحاج إبراهيم بن الحاج حسين بن إسماعيل ) أم محمد وعلي إبراهيم المضحي ، حفظهم الله بلطفه وأمنه .
نشأ الحاج أحمد في كنف ورعاية والديه رحمهم الله جميعاً ، ولم يتح له – كأهل عصره – من دخول مدرسة نظامية كأخيه أستاذنا عباس ، فقد كف بصره في سنوات مبكرة ، وحَرَمَه الزمان من فرصة التعليم النظـامي .
لكنه تعلم الحاج أحمد بن الحاج علي بن هلال آيات القرآن الكريم مبكرًا ، ومنذ سنوات حياته الأولى حينما كان بصيرًا ، وله ثقافة دينية ، وآراء شرعية معتبرة مكنته من مناقشة بعض الخطباء ، والملالي ، والمحاضرين في مواسم رمضانية ، وغيرها ، وكان يحول بيته لمناقشة بعض آيات القرآن والتأمل فيها .
امتاز الحاج بذكاء متوقد، ونقاء بصيرته ، وذاكرته كانت قوية ، ومحافظاً عليها حتى توفاه الله عز وجل ، وكان بحمد الله يحمل رشده ، ولم يتغير عقله رغم أسقامه .
قد حفظ رحمه الله الكثير من آيات القرآن والشعر والمراثي ، يثير أسئلته بوجاهة قوية ، ويناقش أهل المعرفة ، ويدافع عن آرائه ، وكان ممن يرد على المخطئين في قراءة القرآن الكريم أو يكمل لهم قراءاتهم لآياته الزاكية ، لهذا لم تكن مجالس القرآن في بيت آل هلال ليست للتلاوة فحسب ، بل كانت للتفكر في آيات الله سبحانه .
ظل الحاج أحمد بن علي هلال محبًا منذ صغره للعلم والمعرفة ، ولديه استعداد للتعلم من الصغار ويحرص على الاستفادة منهم قبل التعلم من الكبار ، وكان المشجع لهم على التعلم والدراسة ، ولمس هذه الميزة لديه كل من حاوره من القريبين منه .
وقد نظم الشعر منذ شبابه ، وهو من عائلة اهتمت بالشعر ونظمته ، وله أبيات منظومة في الشعر ( الشعبي ، والمراثي الحسينية ، وهموم الناس ، وحب وطنه بخاصة قريته النويدرات ) .
كان ممن لهم حظ توثيق بعض أعماله ، وأشعاره ، وكتابته ، فقد ذكره الأستاذ أحمد بن عبد الله سرحان في كتابه (الشعراء والخطاطون في النويدرات ) الصادر في طبعته سنة 2016م ، ونقل بعض شعره ، وقصائده ( في قريته ، ووطنه وحب آل البيت ومراثيهم ) عليهم السلام .
حفظ كثيراً من أشعاره ، وقصائد الشعر التي نظمها في موضوعات عديدة .
وكما عرفناه ، كان له معرفة بـ ” الأنساب ” بحدود خبرته الذاتية ، ويلجأ له الناس بخاصة من يهتمون بهذا الموضوع ، وكان ابن النخيل ، عارفًا بالنخيل وأنواعها .
تعلم الحاج أحمد لغة ( بريل ) في معهد المكفوفين وأتقنها ، وهي طريقة تتيح لمن يلمس شيئًا أن يتعرف عليه ، كلوحة السيارات مثلاً وعُرِفَ المرحوم الحاج أحمد بن الحاج علي بن احمد هلال بالمواظبة على حضور مجالس الذكر ، بخاصة مآتم وأفراح أهل البيت عليهم السلام ، ولا ننسى حضوره المستمر حتى ما قبل مرضه الأخير لمجلس ( الحاج عيسى بو عبيد النسك ) عصر كل يوم جمعة لإحياء ذكر أهل البيت عليهم السلام ، ويرافقه دائمًا في الحضور لهذا المجلس المبارك الحاج حسن بن الحاج علي بن حسن بن عبد الله ( بترقيق اللام ) ، بل وكان يخدمه جزاه الله خيرًا في الوصول به لهذا المأتم أو ذاك المكان ( في الأفراح والأتراح بو علي ) .
توفي يوم الاثنين 18 من فبراير 2019م ، الموافق الثاني عشر من جمادى الثانية 1440هـ، ودفن في مقبرة النويدرات .
كتب هذه المعلومات يوسف مدن ، واستعان ببعض أقاربه كالأستاذ فاضل عباس ابن أخيه للتأكد من صحة البيانات عنه .
رحم الله من قرأ سورة الفاتحة على روحه الطاهرة ، وعلى أرواح المؤمنين والمؤمنات .